يواجه البرنامج اليوتيوبي "سوار شعيب" حملة انتقادات هذه الأيام بسبب محتوى حلقاته الذي بدأ يتجه نحو الجرأة وتجاوز بعض الخطوط التي يراها المجتمع حمراء لا يجوز الاقتراب منها، الأمر الذي أعاد الجدل حول المحتوى في شبكة الإنترنت وضرورة مراقبته من الجهات المعنية، خاصة مع التطور التقني الكبير وسهولة وصول الأطفال وكافة شرائح المجتمع لهذا المحتوى. وخلال السنوات الأخيرة شكلت برامج يوتيوب مثل "سوار شعيب" و"مسامير" و"التمساح"، إلى جانب تطبيقات مثل سناب شات وانستغرام وتويتر، تحدياً تربوياً كبيراً بسبب ما تحتويه من مفردات ومفاهيم قد تكون غير مناسبة اجتماعياً، ومع ذلك فقد حققت انتشاراً كبيراً بين الأطفال والمراهقين دون وجود رقابة على هذا المحتوى من أي جهة معنية. في هذا السياق تقول ريم محمد الغامدي وهي أخصائية نفسية إكلينيكية إنه في ظل تطور وسائل التواصل الاجتماعي وتنوعها وانتشار النماذج الهابطة والتي لا تحظى بمقص الرقيب فإنها وبالتأكيد قد تؤثر في سلوكيات الأطفال تأثيراً خطراً وسيئاً، لذا "فإنه من الواجب علينا أن نحمي أبناءنا بالحفاظ على سلامة أمانهم النفسي مما يرونه من منصات إعلامية مؤثرة جداً في تشكيل شخصياتهم والتأثير الفكري السلبي على حياتهم حيث إن نموهم العقلي يحتاج لتغذيته من خلال وسائل البحث والمعرفة العلمية المناسبة والجيدة والتي تؤثر عليهم بشكل إيجابي". وأشارت الغامدي إلى أن الأطفال بحاجة لتعزيز الجانب الأخلاقي من خلال الحرص على متابعة القنوات الجيدة التي تعزز القيم والمثل العليا "كي لا يتأثروا ببعض مشاهير التواصل الاجتماعي الذين للأسف أصبحوا قدوة لدى الكثير من الأطفال والمراهقين". مشيرة إلى ضرورة مراقبة الأطفال بين الحين والآخر ومشاركتهم الأفكار والتحاور معهم والمتابعة المستمرة حول ما يتابعونه في أجهزتهم، ومطالبة في الوقت ذاته بتواجد مقص الرقيب في الشبكة العنكبوتية أسوة بالقنوات التلفزيونية. من جانبه، حذر بندر سعود الدحيم من خطورة منصات التواصل الاجتماعي التي احتلت حيزاً كبيراً من حياة المجتمع السعودي، مطالباً بالرقابة على هذا المحتوى "فقد انتشرت العديد من الرسائل و"مقاطع الفيديو" التي تحمل بين طياتها العديد من الرسائل السلبية والتي تؤدي إلى مخاطر اجتماعية متعددة، خاصة تلك التي في موقع يوتيوب الذي يحتل الترتيب الثاني ضمن المواقع الأكثر استخداماً في الوطن العربي والذي ينشر 600 فيديو في الدقيقة الواحدة على مستوى العالم منها ما هو هادف ومنها ما هو هادم بل أغلبها لا يتوافق مع تعليمنا وعاداتنا وقيمنا"، مبيناً أن كثيراً من البرامج التي تنطلق من هذه المواقع والتطبيقات إنما "تهدف إلى الشهرة وكسب المال دون الاكتراث بالتأثير السلبي الذي ستتركه في النشء مثل هدم القيم ونشر السلوكيات الخاطئة وعزل الشباب عن واقعهم الأسري"، مضيفاً بأن "هذا الواقع المؤسف يعتبر مؤشراً خطيراً بحاجة إلى وقفة ومراجعة للأنظمة والضوابط وإعادة التعامل معه بطريقة أمنية وحازمة، للمحافظة على الجيل الجديد من سلبيات الثورة التكنولوجية، إضافة إلى الضبط الداخلي المتمثل في وضع الخطوط العريضة والواضحة من قبل الأسرة، وكذلك التربية والتعليم والمتمثل في متابعة الطلبة داخل المدارس وتضمين مخاطر التكنولوجيا وسلبياتها ضمن المنهج الدراسي". مؤكداً أن هناك جانباً خطيراً ومهماً جداً ينبغي التعامل معه بطريقة حازمة وهو غياب الرقابة الأمنية لمثل هذه المنصات. ريم الغامدي: مشاهير التواصل الاجتماعي يحتاجون لمقص الرقيب بندر الدحيم: بعض البرامج تهدف للشهرة على حساب القيم والأخلاق