احترافنا مخجل، أندية ترضخ للقانون وأخرى تتحدى بنوده ولوائحه، تسرح ولا تكترث كون سطوة القائمين عليها أقوى من قوة اتحاد اللعبة وكل من يمارس دوره المسؤول في لجانه ودوائره المختلفة. نسمع عن التطوير والخصخصة وحين نقرن ما نسمع مع واقع ما نراه نتألم على حال هذا المجال الذي بات مرتعا خصبا للفوضى والعشوائية، الاحتراف الحقيقي مفقود وكل ما يحيط بكرتنا مجرد هواة ثقافتهم مادية بحتة وأسلوبهم في التعامل لا يختلف عما نشاهده في الحواري. لاعب يبرم عقده في وضح النهار مع فريق ويجدد العقد ذاته في ظلمة ليل دامس مع فريق آخر ليثبت بأن قوانين الاحتراف وضعت للتحايل وليس لمصلحة تطويرية. عقود مضت والمجتمع الرياضي برمته ينتظر ولادة نظام احترافي كلي وعام وشامل لكنه لم يجد في طريقه وثقافته سوى احتراف (عقود أعمال وأموال) وضحك على الذقون. هذه الأساليب والطرق المتبعة في نهج الاحتراف ساهمت كثيرا في صناعة الفوضى التعاقدية وسهلت مهمة بعض اللاعبين لممارسة التحايل والتلاعب، ذلك أن ثقافة هؤلاء من رؤساء ومحترفين تشكل العثرة الأولى لرياضتنا. جيد أن تتنافس الأندية وبالتحديد الكبيرة منها على إبرام الصفقات مع من تريد لكن بالقانون، أما أن يتم كسر القانون فهذه كارثة ليس على المنافسة بل على ثقافة الأجيال الرياضية التي بدأت وهنا الخطر تتلمس من خلال ما يحدث في رياضتنا فئة لا تأبه بالأنظمة ولا تعيرها الاهتمام المطلوب وبالتالي فهذه تشكل تحولا يرسخ التخلف. المحزن أن كل تلك القضايا التي شوهت القانون وتجاوزت على سيادته لاتزال تتكرر فرئيس النادي الأقوى يسرح ويمرح وليس بمقدور أي صاحب مسؤولية في اللجان أو في اتحاد الكرة أن يتصدى لتصرفاته، فالكل يداري الخطأ والكل يصمت عن المشكلة وطالما أن بيننا من يجامل على حساب القانون واللائحة فمن المؤكد أن يتعطل الاحتراف الصحيح ويبقى مجرد حبر على أوراق من يقرون أنظمته ولوائحه ونصوصه. نريد رياضة قانون لا رياضة فوضى، نطمح لرياضة احتراف لا رياضة حواري فهل بمقدور الاتحاد الجديد أن يلبي لنا هذه الآمال والأحلام بعد أن غيبها العبث سابقا ولاحقا؟ نسأل مع التأكيد بأن إزالة ترسبات الفوضوية التي سادت في مجال الرياضة ليست بالعملية الصعبة، المهم أن يتمسك اتحادنا الموقر بأقصى درجات القوة لضبط هذه التجاوزات والانطلاق بعد ذلك لبناء مرحلة بناء احترافية لا تقبل الضعف ولا التهاون ولا هزيمة القانون وسلامتكم..!!