يعيش عدد من اللاعبين والاندية بلا رواتب ولامكافآت، (على أمل لعل وعسى)، تصوروا هذا يحدث بعد أكثر من 23 عاما من تطبيق الاحتراف في السعودية بعد زيارة دول عدة كأنجلترا وايطاليا والمانيا واسبانيا للاستفادة من تجاربها الطويلة والناجحة في الاحتراف وتطويره، ثم ما الذي حدث بعد هذه الزيارة التي تلاها إقرار نظام الاحتراف؟.. رسموه على الورق واعلن الاتحاد السعودي تطبيقه عبر وسائل الاعلام مع التأكيد على الاندية بالالتزام به من اجل الوصول الى رياضة محترفة فنيا واداريا بصفة جزئية حتى يتم الانتقال الى التطبيق الكلي الذي يتضمن احتراف اللاعب والاداري ليكون هناك عمل متناغم واضلاع متجانسة وبيئة صالحه لاستقبال النظام بصوره الإيجابية، وترك تجارب الهواة والأنظمة والعمل العشوائي، هنا تفاعل الاعلام والجمهور وظن أن رياضته بين عشية وضحاها ستنتقل مباشرة من (هواة العشوائية) إلى الاحتراف في كل شيء، ثم ما الذي حدث وماهي النتائج وهل تقدم العمل وانصلح الحال، وواكبت كرة القدم السعودية التقدم؟، الجواب لا، بل تراجعت وتحول نظام الاحتراف الى نظام مجاملات، لاعب لديه ظهر قوي يوقع عقد احترافه الكبير وطويل الأمد ويقبض قيمة عقده ورواتبه اولا بأول، وآخر ليس له "واسطة" يتحول احترافه الى احتراق كل الآمال لديه، تماطله في تسليم رواتبه ومستحقاته ويتم التوقيع معه محترفا بعقد رخيص حتى وصل الأمر إلى مساومته على حقوقه وتسليم جزء منها بعد مطالباته بالتنازل عن بعضها ليخرج بخسارة كبيرة من عمره الرياضي وجهده وآماله التي احرقها هذا النظام علي الرغم من محاولات اللجنة الحالية لاصلاح الحال. نظام التطفيش والمجاملات لم يقف الأمر عند هذا الحد انما هناك اندية عندما تصل العلاقة بينها وبين اللاعب المحترف الى مرحلة الخلافات يتم تطفيشه والترصد له في كشوفات الحضور والغياب والحسم من مرتبه وعندما ينقضي الشهر، ويصل الى اليوم الأخير بانتظار التوقيع على المسيّر واستلام الراتب يخرج بالقليل منه، كله حسومات وخروجه بمبلغ بخس لايكفيه لشراء ابسط الضروريات لأهله وأسرته، فالرئيس لايريده والاداري ليس بصديقه، اما غيره من اللاعبين فيغيب عن التدريبات ويسافر هنا وهناك ومستواه ربما يكون ضعيفا ولكن "الواسطة" لديه أكثر نفوذا، فإما يرتبط بعلاقة مع عضو شرف او رئيس النادي نفسه او لتأثيره لاعتبارات معينة كبيرا، حتى على مستوى العمل الاداري، لايمكن ان يكون هناك اختيار الأكفأ والاقدر على إدارة العمل ولكن لأنه صديق الرئيس او الخوي لديه، واحيانا اذنه الثالثة (ومن يوصل له الأخبار وحركات وسكنات اللاعبين وكل من يدخل النادي أولا بأول)، وياويل اللاعب الذي يختلف معه، ويضاف الى ذلك انتقالات اللاعبين بين الاندية والمماطلة في دفع المستحقات، وهناك اندية تطرق جميع الابواب فلا تحصل على حقوقها واحيانا يعاد اليها اللاعب مقابل المبالغ التي لم تسدد من قيمة انتقاله، وهذا عبث واستهتار بالنظام واستحقار للناس وحقوقهم! هذا ليس احترافا مرسوما وعملا مخططا له وفق مراحل معينة من التدرج والتنفيذ والانتقال من مرحلة تطويرية الى مرحلة اكثر تقدما وحصدا للنتائج المميزة، انما الكل يدير ناديه حسب طريقته وعلاقاته ومصالحه، وهذا يتنافى ونظام الاحتراف الصارم والمنشود وتطوير الرياضة وانتشالها من مرحلة الوهن، إلى فضاء التحليق مع الإنجازات. كيف نطلب الالتزام بالنظام والتعاطي بشفافية والاتحاد ليس لديه نظام أساسي؟ تجارب تعاني من الإعاقة نظام الاحتراف السعودي كلما تقدم به العمر ومر بالتجارب، وظن الجميع نضوجه أصبح معوقا فحتى الاتحاد المسؤول عن التنظيم ووضع الأسس والخطط المفيدة لا يأبه بتطبيق هذا النظام، وهو الذي طلب من الاندية الالتزام وفق خطابات وتعاميم ولكنه لايسأل عن النتائج ولايحاسب عن الاخطاء ولايشدد على نبذ الفوضى ومساعدة اللجنة لطرد العشوائية ومكافحة المحسوبيات، يفترض أن يسأل عن مسيرة كل رياضي وأن يكون هناك اشبه بالمقابلة الشخصية عند طلب الوظيفة ووضعه على مستوى التعامل والخبرة وليس اصحاب التجارب الفاشلة في الأندية ومن سجلت ضدهم بعض التجاوزات وبعضهم صدر بحقه قرار شطب، من الصعب جداً أن تولي ادارة العمل في الاندية والمنتخبات اداري سبق وأن صدر بحقه قرار تأديبي رياضي، هذا اذا اتيت به ووافقت على اختياره فإنك شريك في الاخطاء وترتكب مخالفة كبيرة بحق الرياضة، الاتحاد نفسه يؤكد دعمه للكفاءات الادارية والفنية المتخصصة، والنتيجة ماهي؟.. جل من يعمل في اللجان الفزعات وتجميع الاصوات هما من أتيا به الى الدائرة التي كان يبحث عن الدخول إليها، همه الأول والأخير أن يبقى فيها ولكنه لايمكن ان ينتج لأنه فكره لايناسب مراحل البناء والتطوير. برامج على الورق البرامج التي قدمها رئيس الاتحاد المنتخب، هل نفذ منها شيء، وهل حدّد فترات مراحل التنفيذ؟، الجواب لا، تولى الاعضاء المنتخبون دفة العمل بلا نظام أساسي وجهة تشريعية وجمعية عمومية تحاسب، من لديه علاقات وطرقه الخاصة أصبح يستولي على أكبر قطعة من الكعكات، يعين في لجنة ويكون عضوا في الأخرى، ويتحول إلى رئيس في الثالثة، ومؤثر في الرابعة، وضلع قوي في الخامسة، وهكذا، فيما صار بعض الاعضاء الذين جاءت بهم الانتخابات مجرد تكملة عدد (لايهشون ولاينشون) فبدأ الشارع الرياضي يلمس الانزعاج والتضجر وغياب الشفافية، من يضم للعمل في اللجان يطبل للرئيس والاعضاء والاتحاد ويتحدث عن نجاحات واحترافية واتقان لم يشاهدها الا هو، ومن يشعر بتهميشه يعمد الى نشر الغسيل وكشف الاوراق، ماذا يعني هذا؟،، يعني أن الأمر أصبح (أنت وشطارتك وقدرتك على أن تكون قريبا من صاحب القرار والتأثير في الاتحاد، او من الفئة المهمشة غير المرضي عنها)، اما غير ذلك فأجلس خارج المنظومة حتى لو كنت تحمل تأهيلا رياضيا مميزا واخلاقا عالية وخبرة عريضا وتجارب غنية وتاريخا نظيفا من قرارات التأديب، العمل هنا لاتحكمه الكفاءة والاحترافية والتخصص ولكن تحكمه العلاقات والميول والتوافق في التوجهات والمصالح. عبدالله البرقان نردد في مجالسنا واطروحاتنا ونقاشاتنا أن لدينا اتحادا منتخبا وننسى أن ليس لديه نظام اساسي، ولا شفافية فضلا عن تنافر الاعضاء في الاتحاد جمعيته العمومية متنافرون، تشتعل بينهم حروب التصريحات ونار المؤامرات بين الفترة والأخرى، مايحدث لايخدم الرياضة بل يقودها إلى الوراء انما خدمة الاشخاص كل حسب قوته وتأثيره وعلاقاته ولسانه والمحيطين به والذين يدفعونه الى الواجهة والعمل على تركيزه في اللجان. عضو واحد في أغلب اللجان عضو واحد اتحاد يتولى المشاركة وادارة لجان مؤثرة ويتولى أكثر من ملف مهم، إذاً أين البقية، وماهو دورهم البقية، لم تسعهم اللجان المتعددة وأصبحت مفصلة على شخص او شخصين، أليس هذا تفضيل شخص على مجموعة، وتهميش اعضاء من أجل دفع عضو إلى الواجهة، ايعقل أن عبقريته وطاقته وقدراته وخبراته وتجاربه جعلته يتولى الكثير من اللجان والملفات، وهو الذي لم ينجح بإدارة العمل في ناديه، وهذا أحد أمرين، إما أنه الرئيس والآمر الناهي وهو (العين المفتحة)، وهنا بلاش من تواجد البقية، او أن الطاسة تحتاج الى بحث حتى يتم العثور عليها وعلى العلاج ووضع كل شخص في مكانه الصحيح، مع توزيع المهام وتفعيل الادوار، حتى يكون هناك تناغم وتفاهم من أجل المصلحة العامة لرياضة الوطن وليس من أجل الجري خلف المناصب والمصالح الخاصة. رئيس الاتحاد الذي يعتبر صاحب القرار والكلمة الراجحة في كل شيء، لايتدخل في عمل اللجان حتى لو اخطأت كالذي تمارسه لجنة الانضباط وتصر عليه لجنة الحكام وتسير باتجاهه بقية اللجان، هذا غير معقول ابداً، وكونك تمنح الصلاحيات لكل رئيس لجنة فهذا لايعني أنك تقف مكتوف الايدي على مايحدث من اخطاء كارثية، لجنة الاحتراف التي تعد على الرغم من بعض الهفوات غير المتعمدة (العين المفتحة) في جميع اللجان، تأتي بعدها "المسابقات" لم تسلم من الذم، وهناك من اتهمها ب"غسيل الاموال" من أجل تشويه سمعتها وإزاحتها عن الطريق حتى تعود الفوضى وتتكاثر الاستثناءات وينعم اصحاب التجاوزات بتجاوزاتهم، كيف كان موقف الاتحاد والاعضاء وهل ناصروها وهي التي تقدم لهم رسالة بتطبيق النظام؟، بكل أسف بعضهم هاجمها وهناك من خرج بتصريحات عبر الزميلة صحيفة الوطن أن تهمة غسيل الاموال تلاحقها من دون ان يثبتوا تهمتهم ويتحرك الاتحاد للتصدي لهذه الاتهامات ورد اعتبار المظلوم وطرد الكاذب من العمل فيه. نستنتج مما يحدث أن الرئيس والاعضاء ليسوا على قلب رجل واحد، وأن الاتفاق لفترة والهدوء لفترات، ومن ثم العودة الى الخلاف والاختلاف والتسريبات في بعض الاوراق وان المصالح الشخصية هي من تتحكم بمواقف اصحابها، من دون ان تقدم لنا عملا يرضي النسبة الكبرى من المنتمين للوسط الرياضي وليس الكل .