على رغم اختلاف المعايير التي تدار بها الأزمة وفق التخصصات التي تقع فيها إلا أن جميع الباحثين يتفقون على أنها تمثل صدعا ما يلبث أن يأخذ في الكبر في جدار الهياكل التي تتعرض له، هذه الأزمات تهدد القيم الجوهرية التي ترتكز عليها هذه الكيانات، بالإضافة إلى أنها تتجه في المقام الأول لما يسميه مختصو العلاقات العامة "الصورة الذهنية"، خصوصا أنها موقف غير اعتيادي وغير متوقع في الغالب وشديد الخطورة والسرعة وذو أحداث متلاحقة تجعل من الصعب التعامل والسيطرة عليها، ومن هنا تعتبر الأزمة فرصة للتغيير كذلك إما نحو الأفضل أو نحو الأسوء مما يجعلها مفهوما "معقدا وغنيا وجدليا". ومن أجل نجاح إدارة الأزمة لا بد من تحلي فريق إدارة الأزمة وقيادته بخصائص متفردة في مقدمتها التفكير الإبداعي بوضع سيناريوهات لحل الأزمة وإجادة فن الحوار والحماس والالتزام، ولابد من توفر مقاييس أخلاقية ورغبة حقيقية في مساعدة الآخرين، بالإضافة إلى الشجاعة وللمجازفة مع التعقل والحكمة، إلى جانب الصبر والثبات كصفات ضرورية لمن يدير الأزمة. فالأزمة تعتبر اللحظة الفاصلة والحرجة في تاريخ الكثير من المؤسسات وحتى الدول، فهي تأتي تكون مصحوبة في الغالب بحالة من التوتر وضعف الثقة وعدم الاستقرار، كما أنها تشكل فرصة سانحة لتسديد فواتير الماضي من صراعات قديمة يسحبها بعض الأطراف إلى الواجهة مجددا لأنهم يدركون أن الكيان في تلك اللحظات سيكون في حالة من الارتباك والضعف، كما أنها تعد الفرصة الأكبر لمروجي الإشاعات للظهور وتقمص دور البطولة. كل تلك المخاطر تتطلب من جامعاتنا ومؤسساتنا الإعلامية إعداد جيل من المختصين في التعامل مع الأزمات الإعلامية خصوصا وعلى الجانب الآخر على الشركات والجهات تهيئة فرق العلاقات العامة لديها وتسليحها بالمهارات اللازمة لإدارة هكذا مشاكل، ويجب عليها أن تدرك أن إدارة الأزمة إعلاميا فن وتخصص مهم لا يمكن إلا للمؤهلين العمل فيه.