"سيرة الإمام أبي سعد السمعاني المروزي من كتابه الأنساب" استخلصها وحققها وقدم لها يحيى محمود بن جنيد , في كتاب صدرت الطبعة الأولى منه عن مكتبة نظام يعقوبي الخاصة في البحرين (1437ه) ضمن سلسلة أعلام واقلام , يقع في ثمانمئة وثلاث وعشرين صفحة. ويُعَدُّ كتاب الأنساب أشهر كتب السمعاني واهمها على الإطلاق؛ وذلك لما احتوى عليه من معارف متنوعة تُقربه من العمل الموسوعي، ويعدُّ ثالث كتبه حجماً. وقد أوضح المؤلف جوانب من سيرة السمعاني، الذي شغل عصره، وصرف وقته في الرصد والتدوين، والتعليم والترحال، ولم يعبأ بمشاق السفر في وقت كانت الرحلة تحفها المخاطر، وتتسم بالمشقة لاعتمادها على الدواب، يقطع فيافي وقفاراً جرداء، ويرتقي جبالاً وتلالاً، ويواجه تقلبات المناخ المفاجئة ، ولعل الملحق الخاص بالأماكن والبلدان الذي أورده المؤلف في نهاية الكتاب، يبين ما قام به من جهد كبير، وعمل شاق في حياته القصيرة، التي امتدت من سنة 506ه إلى سنة 562ه، والتي ملأها بأعمال تفوق ما عاشه منها، وللتيسير في ربط جوانب حياته؛ فقد أعدَّ المؤلف كشافاً مختصراً يربط بين المتشابه مما تناثر فيها، وأشار إلى المدن والقرى والأماكن التي نزلها أو مرَّ بها السمعاني حسب الصفحات التي وردت فيها، وكذا الكتب التي سمعها أو قرأها .