صدر حديثاً من تحقيق الدكتور يحيى محمود بن جنيد، كتاب بعنوان: (بيان مراحل الحج من «تلو» رحلة مصفى فقير الله العباسي إلى الحج سنة 1764م)، حيث جاء الإصدار في سبعة أبواب جاء أولها بعنوان: في بيان المراحل من تلو إلى ديار بكر، فيما جاء ثانيها عن: في بيان المراحل من ديار بكر إلى حلب الشهباء، بينما استعرض ابن جنيد في الثالث المراحل ما بين حلب الشهباء والشام الشريفة، أما رابع الأبواب فوسمه المؤلف بعنوان: من مراحل الشام إلى معان. كما استقرأ المؤلف في خامس الأبواب بيان المراحل ما بين معان إلى العلى، ليلحقه بسادس بعنوان: في بيان مراحل ما بين العلى إلى المدينةالمنورة، وصولاً إلى آخر فصول الكتاب الذي جاء في بيان المراحل ما بين المدينةالمنورة إلى مكةالمكرمة، التي قدّمها المؤلف في تسع وتسع ومئتي صفحة من القطع الكبير، صادرة عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية 2016م. وقد رصد ابن جنيد هذه الرحلة لما لها من قيمة تاريخية مهمة بوصفها «أنموذجاً» لفوائد جمة ينتجها هذا النمط من التأليف الذي يأتي البعد الجغرافي في أولى مقدماته في رحلة تبدأ من تلو جنوبتركيا إلى مكةالمكرمة، إضافة إلى ما يحمله أدب الرحلات من إمتاع لما تتضمنه من وصف مباشر ومن أحاسيس يعبّر عنها معدّوها، تجعل قارئها يعيش لحظات الرحلة في زمنها الذي وقعت فيه، ليعود بذاكرته إلى مئات السنين! متتبعاً حيوات كانت عند السابقين، وليتعرّف من خلالها على عادات وسلوكيات كانت راسخة، نسخها الزمن بعادات وسلوكيات أخرى، أو قد يجد روح الماضي متجسّدة في الحاضر لتشابه الواقع أحياناً. يقول ابن جنيد عن الرحلة إلى المقدسات: الرحلات إلى المقدسات هي ظاهرة معروفة - أيضاً- عند أصحاب الديانات، وهناك الكثير منها عند مسيحيي الغرب، الذين كانوا يقصدون بلاد الشام وفلسطين - على وجه الخصوص- تتبعاً لما ورد في كتبهم الدينية، كما تعد الرحلة إلى الحج وتدوين المشاهدات في الطريق إلى مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة مما انتشر عند المسلمين عبر القرون. كما صدر لابن جنيد ضمن سلسلة أعلام وأقلام «11» التي يصدرها مركز الملك فيصل للدراسات والبحوث الإسلامية، إصدار آخر بعنوان: «سيرة الإمام أبي سعيد السمعاني التميمي المروزي من كتابه الأنساب» الذي جاء في أربع وعشرين وثماني مئة صفحة من القطع الكبير، التي استخلصها وحققها المؤلف في ثنايا المباحث التي استهلها بعرض تتبع فيه ابن جنيد نسخ الكتاب المخطوطة، فموضوع عن نشرات كتاب الأنساب، ثم موضوع آخر عن السمعاني ذاكرة عصره، تلاه استعراض لدوافع الاهتمام بالكتاب، فاستقراء لمنهج استخلاص السيرة، مع تقديم نماذج منها. كما قدم ابن جنيد مبحثاً عن سيرة الإمام السمعاني المستخلصة، التي ألحقها الكاتب بالحواشي والاستدراكات التي جاءت على قسمين: حواشي المقدمة؛ حواشي السيرة المستخلصة، التي أعقبها بأسماء المواضع والأماكن، ليلحقها المؤلف بكشاف رصد فيه المواد ذات الصلة بحياة السمعاني، تلاه ملحق خصّصه ابن جنيد للصور التوضيحية.