كد نائب الرئيس الأميركي مايك بنس أن الولاياتالمتحدة ستبذل كافة الجهود للحيلولة دون امتلاك إيران لأسلحة نووية. وقال بنس أمس في مؤتمر ميونيخ الدولي للأمن، إن الولاياتالمتحدة تشعر بالالتزام الكامل تجاه هذا الهدف حتى تحت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وذكر بنس أنه لا ينبغي لإيران امتلاك أسلحة نووية يمكن أن تهدد بها الحلفاء. وكان ترامب أعلن خلال حملته الانتخابية أنه يعتزم الخروج من هذه الاتفاقية. وفي شأن آخر أكد نائب الرئيس الأميركي أن الولاياتالمتحدة ما زالت "أكبر حليف" لأوروبا وأن التزامها داخل حلف شمال الأطلسي "ثابت"، وذلك بهدف طمأنة الأوروبيين الذين أثارت تصريحات عدة للرئيس الأميركي قلقهم. من جهتها، هاجمت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل في مؤتمر ميونيخ حول الأمن الانانيات القومية بينما تخشى الدول الأوروبية أن تبدأ الولاياتالمتحدة عملية انطواء على نفسها. وقال بنس أمام مؤتمر الأمن في ميونيخ إن "الرئيس (ترامب) طلب مني أن أكون هنا اليوم لنقل هذه الرسالة التي تفيد أن الولاياتالمتحدة تدعم بقوة الحلف الأطلسي وإننا ثابتون في التزامنا حياله". ويأتي هذا الخطاب في ختام أسبوع من الجهود الدبلوماسية الأميركية لطمأنة أوروبا. ونقل الرسالة نفسها إلى الحلف الأطلسي وزير الدفاع جيمس ماتيس، وإلى مجموعة العشرين وزير الخارجية ريكس تيلرسون في بون. وقال "سوف نكون دائما أكبر حليف لكم" مشيراً إلى القيم المشتركة مثل "الديموقراطية والعدالة وسيادة القانون" التي تربط بين الولاياتالمتحدة وشركائها الأوروبيين. لكن وزير الخارجية الفرنسي جان مارك آيرولت عبر عن أسفه في تغريدة على تويتر لأن نائب الرئيس الأميركي "لم يقل كلمة واحدة عن الاتحاد الأوروبي"، وهي قضية كانت متوقعة لأن ترامب أشاد بخروج بريطانيا من التكتل وبدا أنه يأمل في تفكك الاتحاد. وكرر بنس بحزم المطالب الأميركية بالتزام مالي أكبر من الشركاء في الحلف الأطلسي، لكن بدون أن يهدد بخفض المشاركة الأميركية. وقال إن "الدفاع الأوروبي يتطلب التزامنا بقدر التزامكم وعود المشاركة في الأعباء لم يتم الإيفاء بها منذ فترة طويلة جدا". وأضاف أن "الرئيس ترامب يتوقع من حلفائه الالتزام بكلامهم. حان الوقت لبذل المزيد من الجهود" من حيث الإنفاق العسكري. كما دعا بنس إلى الحزم حيال روسيا بعدما أثار ترامب قلق شركائه بتعبيره عن الأمل في تقارب مع موسكو. وقللت واشنطن بعد ذلك من أهمية هذا التوجه مع استقالة المستشار الأمني مايكل غلين المتهم بالكذب بشأن علاقاته مع روسيا. من جهتها، دعت المستشارة الألمانية التي تحدثت بعد بنس مباشرة، إلى التعددية لمواجهة التحديات الهائلة مثل التيار المتطرف وأزمة الهجرة. وقالت ميركل "في سنة نستشعر فيها تحديات غير معقولة هل سنواصل التحرك معاً أو سنسقط في أدوارنا الفردية؟ أدعوكم إلى العمل بشكل يسمح لنا بأن نجعل معاً العالم أفضل". وأكدت مرات عدة في خطابها أن أوروبا "بحاجة إلى قوة الولاياتالمتحدة" لمواجهة الإرهاب، ورأت أن طلب واشنطن من أوروبا بذل مزيد من الجهود المالية مشروع. وبشأن روسيا، دعت ميركل إلى الحزم لأن موسكو عرضت الاستقرار الأوروبي للخطر بمهاجمتها "وحدة أراضي" أوكرانيا. لكن ميركل دعت إلى زيادة التعاون معها لمكافحة الإرهاب وقبل ميركل، عبر عدد من المسؤولين الأوروبيين في ميونيخ عن قلقهم إزاء التغيير في الولاياتالمتحدة ودعوا إلى احترام القيم الديموقراطية والتزام الحذر حيال روسيا وحذرت وزيرة الدفاع الألمانية اورسولا فإن دير لين الجمعة واشنطن من أي خطاب يمكن أن يمس "بالتماسك الأوروبي"، مؤكدة أن "اتحاداً أوروبياً مستقراً يخدم المصلحة الأميركية".