برعاية كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض وبحضور عدد من أصحاب وصاحبات السمو الملكي وعدد كبير من محبي الفنون البصرية والمهتمين بالتراث كان لنا هناك في بيوت الطين بمركز الملك عبدالعزيز التاريخي بمدينة الرياض يوم الأحد 12/2/2017م لقاء جديد ومتجدد في المعرض الثالث السنوي الدوري الذي تقيمه مؤسسة الفن النقي وتعودنا زيارته كل عام وهذا العام جاء ليمتعنا بطلة جديدة معاصرة تعيد أمجاد الماضي وتراث الوطن الأصيل بفكر فني متجدد يواكب الحاضر فيشرق به المستقبل، فلم تعد التقاليد الفنية القديمة حاجزا دون الفنان يمنعه من الطرح الحر والتعبير الذاتي، بل ما اختزنه من أسس جمالية مستمدة من تراثه وعادته وتقاليده أشبه بخميرة أساسية مستقرة في كيانه تساعده في الانطلاق بإبداعه وربطه بالأسس الجمالية الأصيلة من واقعه وبيئته العريقة. وعندما أصبحت النظرة المعاصرة جزءا لا يتجزأ من خصائص الفنان الحديث حرصت مؤسسة الفن النقي كما أكدت رئيس مجلس إدارتها سمو الأميرة أضواء بنت يزيد على تزويد الفنانين والفنانات بالقيم الجمالية الجديدة والتعرف على أسرار توظيف النور واللون وتأثيرات الخط وتطويع الخامات المختلفة بأساليب مبتكرة لينطلقوا بهذا المخزون الفكري بتنفيذ أعمال فنية ذات مضمون أصيل فلم تعد وظيفة الفن المعاصر تقتصر على التعبير فقط بل هي مزيج من التعبير الفني الممزوج بالخيال المطلق والابتكار ومثال على ذلك عمل للمصورة نجلاء الخليفة التي مزجت بين حرفتها كمصورة تهتم بتصوير التراث المعماري لتعرض عملا فنيا يمثل مركز الملك عبدالله المالي وآخر لمركز الملك عبدالعزيز للمؤتمرات ومزجت واجهاته الزجاجية المستمدة نقوشها من الأبواب النجدية بسعف النخيل بطرق فنية تراثية معاصرة. كما طرح الفنان فيصل الخديدي بحس دقيق وخيال مطلق ابتكارا جديدا لأعماله المعروفة بتوظيف خامات الخشب و»الرزين الشفاف» حيث جاءت هذه الأعمال معلقة يحيطها مربعات مفرغة من الحديد تعبر عن مواقف ولحظات احتضنتها الذاكرة. كما قدمت الفنانة عواطف آل صفوان جدارية منفذة على قماش الحرير «الباتيك» برسومات تمثل عادات وتقاليد مدينتها قديما وشاركها بنفس التعبير مع اختلاف الخامة الفنان عبدالله النغيثر. كما عبرت التشكيلية بدرية العبدالله عن رداء كان يستخدم قديما كزي شعبي للفتيات الصغيرات في كل من منطقتي نجد والإحساء ويدعى «البخنق» لتستمد من أصالته عملا فنيا منفذا على شرائح من الزجاج وغيرها من اعمال فنية وظفت الخط العربي باختلاف أنواعه على خامات مستلهمة من تراث المملكة الأصيل. هذا ويضم المعرض أربعة وعشرين فنانا وفنانة من جميع مناطق المملكة تعرض فيه أعمال فنية تشكيلية معاصرة مستوحاة من التراث السعودي بتقنيات مختلفة هم: صديق واصل، طلال الزيد، عبد الوهاب عطيف ميساء شلدان، غدي الجمعة، مشاعل العبد اللطيف، بدرية عبدالله، سلطان مطرد، دانة التركي، عبدالله عبد العزيز، ابتسام المطلق، نورة الجريس، سكنة حسن، نورة شقير، خلود القصيبي، سميرة الحارثي، مها الغانمي، مؤيد لينقا، جاسم الضامن، عبد الاله السبهان. من خلال هذا العرض المختصر نستنتج أن الفنان الحديث لم يعد يعتمد أو يتقيد بالأصول التقنية التي قد تحد من طرائق تعبيره فقد يستعين بخامات مثل الورق أو المعدن أو الخشب وأحيانا نفايات الآلات كما هي الحال في أعمال الفنان صديق واصل وغيرها من خامات وسيطة يكشف أسرارها ويطوعها لخدمة العمل الفني فهكذا قضى الفنان المعاصر على الخط المرتبط بالشكل الواقعي لكي يجد خطوطا خاصة به ذات علائق مرتبطة ومبتكرة ومستلهمة من بيئته وتاريخه الحافل بسلسلة من التراث الأصيل ليعبر من خلالها بروح القرن الواحد والعشرين قرن الحضارة التقنية والعلمية بفكره وخياله عن موضوعات تعيد صياغة موروثه ليكتسي بحلة جديدة فوق الواقع أو خارج الواقع تتميز بالبساطة ودقة الإنجاز. من أعمال: نجلاء الخليفة من أعمال: بدرية عبدالله من أعمال: عواطف آل صفوان من أعمال: فيصل الخديدي