يجمع معرض النحت «رؤى معاصرة»، الذي افتتح الثلاثاء الماضي في «آرت جاليري مشكاة» في الرياض ويستمر أسبوعين، أعمال 24 عملاً لستة فنانين، وهم: علي الطخيس، ومحمد الثقفي، والعنود الشيبي، وفيصل النعمان، وخلود البقمي، وعصام جميل. وقال الثقفي إن النحت شهد في نهاية القرن العشرين نقلة نوعية على مستوى العالم، والوطن العربي، بشكل عام، مواكبة لروح العصر، والتحول في الثقافة الفنية، والمفهوم الجمالي في النحت، والثورة العلمية الهائلة، وثورة التقنيات المستحدثة، مؤكداً أن المملكة العربية السعودية في قلب هذه المتغيرات الثقافية والجمالية وثورة التقنية والأساليب المستخدمة. وأوضح هذا المعرض يعتبر أنموذجاً للنحت المعاصر في المملكة، لما يحتويه من تعدد في الاتجاهات والأساليب، مشيرا إلى أن المشاركين في المعرض حاولوا أن يعطوا صورة مشرفة لما وصل إليه النحات السعودي في هذا المجال. وتميز المعرض بإقبال من المدعوين الذين أبدوا إعجابهم بالأعمال. وأشار مدير عام مشكاة الفنان ناصر التركي إلى أهمية مثل هذه المعارض المتخصصة بالنحت، أو التشكيل، أو التصوير «لأنها تسلط الضوء على اتجاه معين في الفن، وإتاحة الفرصة للمتلقي لدراسة جميع الجوانب المتعلقة في المجال المعروض، ومثال معرض رؤى معاصرة الذي ظهر الفنانون فيه بصورة أثارت إعجاب الزوار للمعرض، وعليه نبارك لأنفسنا وللفنانين هذا المعرض الذي تميز بهم هذا المساء». وتحدث الفنان فيصل الخديدي، وهو أحد زوار المعرض، عن الأعمال، قائلاً «المعرض هو مجموعة معارض في معرض واحد، كونه جمع رؤى معاصرة متنوعة في الطرح والفكر، وحتى الخامة، من الحجر الطبيعي، والخشب، والبرونز، حيث أبدع الفنانون في تكوينات حرة ومجردة كنسيج متنوع اللون ومتماسك بعلاقاته الفنية، فالطخيس قدم أعمال الحجر الطبيعي المتنوع في تكوينات حرة استمراراً لتجربته الفنية، أما الثقفي فقدم مجموعة أعمال زاوج فيها بين الحجر الطبيعي واللدائن البلاستيكية والبرونز، في تكوينات أنثوية مجردة بعمق فكري وطرح موضوعي إنساني بارز، وتعامل النعمان بطريقة أكثر ليونة مع الحجر، بتكوينات وتقنية ميزت أعماله بالمهارة والحرفة، أما الفنانة خلود البقمي فقدمت تكوينات مجردة بعلاقات متزنة بين الكتلة والفراغ، متعاملة مع الخامة باتقان وجِدة، أما الفنان عصام جميل فأبدع في تكوينات مجسمة ثنائية الرؤية بتقنية جيدة في الإخراج والتقنية، أما العنود الشيبي فتعاملت بذكاء وإتقان مع خامة الخشب التي بدت للوهلة الأولى منحوتات برونزية معتقة بتكوينات إنسانية معبرة وتحمل رسالة. وأرى أن الجميع أبدع في هذا المعرض، فنجحوا بحق في تشكيل رؤى معاصرة».