أشاد السفير الألماني لدى المملكة ديتر هالر بالدور الحيوي للمملكة كلاعب رئيس في قضايا المنطقة ومن أبرزها محاربة الإرهاب، مشيراً إلى أن ألمانيا تنظر بعين الاحترام لدورها السياسي كونها واحداً من القوى الاقتصادية الكبرى في المنطقة. وأكد هالر خلال حواره مع "الرياض" متانة العلاقات بين البلدين، وأهمية الشراكة الاقتصادية، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن حجم التبادل التجاري خلال العام الماضي بلغ أكثر من 11 بليون يورو. ووصف المملكة بالشريك الأهم على مستوى المنطقة في الجانبين السياسي والاقتصادي، مضيفاً أنها تواصل مسيرتها نحو تحقيق المزيد من التقدم والازدهار المبهر في مختلف المجالات وهذا ما تؤكده رؤية 2030. وفيما يلي نص الحوار: علاقة نموذجية * كيف تقيمون العلاقات الثنائية بين البلدين؟ * تعد العلاقة بين ألمانيا والمملكة نموذجاً يحتذى به على كافة الأصعدة، إذ تسعى حكومتا البلدين دائماً في جميع المحافل العالمية والمؤتمرات الدولية للتأكيد على التعاون المشترك بما يحقق الفائدة المتبادلة والأمن والسلام، والعلاقة السياسية بينهما قوية وناضجة، وحقق التعاون في مختلف المجالات منجزات مثمرة، وهناك تعاون وثيق في العديد من القضايا والشؤون الدولية، ويدعم بعضهما البعض فيما يتصل بالمصالح الجوهرية، ومن أبرز مجالات التعاون: الاقتصاد، السياحة، مكافحة الإرهاب. 11 بليون يورو * كم يبلغ حجم التبادل الاقتصادي بين البلدين؟ * السوق السعودية من أكبر الأسواق للصادرات الألمانية في المنطقة، وتحتل ألمانيا المرتبة الثالثة في حجم الصادرات التجارية إلى المملكة، وبلغ حجم التبادل الاقتصادي في العام الماضي أكثر من 11 بليون يورو، وعدد المشروعات المشتركة بين المملكة وألمانيا بلغت 191 مشروعاً برأسمال مستثمر بلغ 17.2 مليار دولار، ويوجد 700 شركة، منها شركات ألمانية بنسبة 100%، ومنها شركات ومشروعات سعودية ألمانية مشتركة، وكذلك فروع ومكاتب علمية ووكالات تجارية، والشركات الألمانية المستثمرة في السعودية في تزايد مستمر. شراكة استراتيجية * أطلقت المملكة مؤخراً رؤية 2030 ما هي انطباعاتكم حولها وهل لكم دور كشريك استراتيجي؟ * رؤية 2030 نقطة تحول حقيقية في المملكة بشتى المجالات، ونقلة مستقبلية رائعة تهدف إلى تحويل المجتمع والاقتصاد إلى مجتمع واقتصاد قائمين على المعرفة قادرين على التكيف مع كافة المتغيرات الاقتصادية العالمية، في ظل الانخفاض المستمر في أسعار النفط، وستزيد الرؤية من انتعاش فرص الشراكات التجارية العالمية ومنها الألمانية في قطاعات كثيرة ومتنوعة. وتعكف العديد من الشركات الألمانية حالياً على دراسة مجموعة من المشروعات لتعزيز الشراكة مع المملكة والإسهام بشكل فاعل في هذه الرؤية. وأود أن أنوه في هذا الجانب أن الشركات الألمانية لديها استثمارات كبيرة في المملكة وتخلق فرصاً متعددة للشباب السعودي، وتساهم بشكل أو بآخر في نقل التقنية والكفاءة والخبرة لدعم الصناعة. مزايا استثمارية * برأيكم، ما المميزات الاستثمارية التي تتمتع بها المملكة؟ * تتمتع المملكة بالعديد من المزايا للاستثمار الآمن نتيجة لموقعها المميز والذي يعد من أبرز عوامل الجذب الاستثماري، ومن القطاعات التي يمكن الاستثمار فيها: قطاع الصناعات الكيميائية، والقطاع الصحي، وقطاع التقنية والطاقة، وكذلك قطاع صناعة السلع الاستهلاكية، وقطاع السياحة. آفة عالمية * ما الخطوات التي اتخذتها ألمانيا ضد الإرهاب، وما رأيكم بالدور السعودي في مكافحته؟ * الإرهاب آفة تفاقم تأثيرها السلبي على المجتمعات الآمنة في السنوات الأخيرة، وألمانيا واحدة من الدول التي تأذت بشكل كبير من هذه الآفة، وهناك تنسيق أمني على أعلى المستويات بين ألمانيا والمملكة في هذا الجانب، وشراكتنا وثيقة للحفاظ على أمن البلدين من الأعمال التخريبية، وعن جهود المملكة فقد خطت خطوات مهمة وملموسة في مكافحة هذه الظاهرة وأسهمت بفعالية في التصدي لها من خلال المؤتمرات واللقاءات والمشاركات العربية والدولية، وكانت من أوائل الدول التي توقع على معاهدة مكافحة الإرهاب الدولي، وحثت المجتمع الدولي على التعاون والتصدي للإرهاب ووقفت مع جميع الدول المحبة للسلام في حربها ضده والقضاء عليه. دور سياسي وإنساني * كيف تنظر ألمانيا للمملكة في مشاركتها بالحرب ضد الإرهاب في اليمن والقضية السورية وغيرها من قضايا المنطقة؟ * ألمانيا تحترم الدور المهم للمملكة في المنطقة، بالنسبة لليمن، ونحن نتفهم ما تقوم به من مساعدات للشعب اليمني في تجاوز محنتهم، وحماية حدودها العريضة مع جارتها، ونرى أن الحل يكمن في الالتزام بقرار الأممالمتحدة والذي يضمن المستقبل السياسي لليمن، وندعم جميع الجهود المبذولة عبر مبعوثها الخاص إسماعيل ولد الشيخ أحمد. أما فيما يتعلق بالقضية السورية نحن على يقين بأن مواقف المملكة تجاه سورية إنسانية ونابعة من دورها الإنساني في المنطقة والعالم لمساعدة الشعوب في تخطي المحن والأزمات، ونأمل بأن يحل السلام في سورية قريباً ويتم إعادة بنائها، وهذا الأمر يحتاج إلى تضامن وتكاتف دولي، وألمانيا من الدول التي فتحت ذراعيها للسوريين واستقبلتهم بكل ود وتعاطفت وقدمت لهم كافة أوجه المساعدة، فهناك قرابة المليون لاجئ سوري في ألمانيا حالياً. السياحة السعودية * ما تقييمكم للسياحة السعودية في ألمانيا، وما هي النصائح التي توجهونا للسياح السعوديين؟ * أكثر من رائعة فقد أصدرنا أكثر من 75 ألف تأشيرة سياحة خلال 2015، واستمرينا على نفس المستوى خلال الفترة الماضية، ونحن في السفارة الألمانية نمنح بشكل متزايد تأشيرات بمدد طويلة تتراوح بين السنة وأربع سنوات، وتُمنح بشكل خاص لرجال الأعمال السعوديين والمسافرين الذين يزورون ألمانيا بشكل متكرر. والشعب السعودي من الشعوب المنفتحة، والتي تهوى السفر والسياحة كثيراً، ونصيحتي الوحيدة لهذا الشعب عدم التركيز فقط على زيارة المدن الكبيرة في ألمانيا، حيث هناك تنوع حضاري وطبيعي في العديد من المناطق تستحق الاستكشاف.