م. ماجد العصيمي حذر المشرف العام على قطاع التنمية الاجتماعية وبرنامج حساب المواطن في وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، م. ماجد العصيمي، في لقاء مع "الرياض"، من مغبة الإصرار على تسجيل معلومات مضللة في حساب المواطن من قبل المواطنين الذين يتم إشعارهم بالخطأ الذي وقعوا فيها، مؤكداً أن إدخال "معلومات خاطئة" تحدث ويمكن تداركها بعد إشعار المستفيد بذلك وبالإمكان تعديلها، أما من يتعمد التضليل بعد إشعاره فإنه يحال للجهات المختصة. ولفت أن هناك 17 جهة حكومية تتعاون مع هذا المشروع "حساب المواطن" ونستفيد من البيانات التي ترسل لنا، إلا أننا لا نتبادل معهم معلومات المستفيدين، مبيناً أن مستفيدي الضمان تم إدخالهم آلياً في "حساب المواطن"، أما من لا يستطيع استخدام الحاسب الآلي فقد تم فتح مع العديد من الجمعيات الخيرية ومراكز التنمية لمساعدتهم في ذلك خاصة لكبار السن وغير المتعلمين. المبتعثون غير مشمولين وكشف العصيمي أن المواطن المتزوج من أجنبية؛ يسمح النظام له بتسجيل زوجته وأبنائه كتابعين، أما المواطنة المتزوجة من أجنبي فإن لها الحق في تسجيل بيانات أبنائها وزوجها كتابعين بعد تقديم طلب التسجيل لها، مؤكداً في السياق ذاته أن الطلبة المبتعثين خارج المملكة لا يحق لهم التسجيل في بيانات رب الأسرة إلا بعد عودتهم للمملكة. وقال إن اللجنة الوزارية سترفع توصياتها إلى المقام السامي قبل 1 مايو المقبل، وفور صدور الموافقة سيتم صرف الدعم، مبيناً أن تحديد السياسات حسب الأمر السامي ستكون من قبل اللجنة الوزارية العليا بعد دراسة البيانات، لافتًا إلى أن رب الأسرة بحاجة إلى أن يفصح عن كل معلومة حول دخل الأسرة والتابعين. وأضاف العصيمي، أن متوسط المسجلين في حساب المواطن يصل إلى مليون فرد يوميًّا منذ انطلاقته، مشيراً إلى أنه سيُصرف لأسعار الطاقة والمياه كذلك بقية برامج الدعم الحكومي، مؤكدًا أن البرنامج سيحمي الطبقة المتوسطة والأقل، أما الطبقة ذات الدخل المرتفع فلن تحصل على الدعم، وأن 80% من المسجلين (الأربعاء الماضي) أكملوا بياناتهم، وسيتم صرف البدل قبل رفع الأسعار. وكشف بموازاة ذلك عن إغلاق العديد من المكاتب والحسابات على شبكات التواصل الاجتماعي تقوم بدور غير مخول لها بتسجيل بيانات المواطن في البرنامج بمقابل مادي، وسيتم اتخاذ الإجراء اللازم، لافتاً إلى أنهم كونوا فريقا لتلقي الاستفسارات ويمكن التواصل معه على الرقم 19912. من ناحيته، أكد الخبير الاقتصادي د. إحسان بوحليقة، أن حساب المواطن هدفه الأساسي هو التخفيف عن المواطن ومساعدته في مواجهة الأثر المباشر وغير المباشر من الإصلاحات الاقتصادية، وقال إن الهدف من تأسيس حساب المواطن ليس مجرد تعويضه عن الدعم، بل لإراحة المواطن وتخفيف الأعباء عنه، مضيفاً أن تجربة عام 2016 في المملكة تمت الاستفادة منها بنسبة كبيرة، في خفض هدر الطاقة على سبيل المثال. ولفت أن "حساب المواطن"، ليس اختراعاً سعودياً، وبغض النظر عن تخريجات الاقتصاد السياسي، إلا أن ثمة أسباب عملية تجعل "حساب المواطن" يكتسب المزيد من الاهتمام في السنوات الأخيرة، على الرغم من أن فكرة "الدخل الأساس الشامل" (وهو -إن جاز التعبير- الاسم العلمي لحساب المواطن) ليست جديدة، وعلينا إدراك أننا نأتي لعالم "حساب المواطن" من خلفية مختلفة، وهي تقديم الدعم لجميع السكان، مثل الأرز المدعوم وحليب الأطفال المدعوم والمنافع المدعومة. وزاد بوحليقة أن هناك من قد يظن أن الدفعات النقدية ستجعل المواطنين كسالى واتكاليين، لكن الدراسات والبحوث المستفيضة لا تؤيد تلك المخاوف، إذ أن "حساب المواطن" لن يكون مبادرة يتيمة بل من المؤمل أن تتزامن مع سياساتٍ تعزز الاستفادة من الموارد البشرية السعودية وتدفع بها وتؤهلها لأفضل الوظائف. من جانبه، قال المستشار الاقتصادي د. فؤاد بوقري، إن رفع الدعم الحكومي سيؤثر مباشرةً في قيمة السلع التي سترتفع تدريجيًّا، مؤكدًا أن المعلومات التي سيسجلها حساب المواطن ستوفر قاعدة بيانات للتخطيط السليم في المستقبل.