ها أيقونة السفر، ومرآة الحضور الضوئي.. سيرتها الحكاية.. وخواتيمها التأريخ حينما يورق عمرًا.. رجاء عالم ماركة الرواية السعودية وقنديل الكلام في الشوارع الغريبة.. في رواياتها عالم خفي لايدركه غيرها حينما يتخلّق بها ويتكاثر برؤاها، وفي تذاكُرها ما يجمعنا على انتشاءٍ سواء، وذاكرة لاتمّحي بتعاقب الرؤى وصراع التيّارات. هي إحدى زهرات الرواية العربية التي فاحت "بوكرًا" أخيرا كأول روائية عربية (أنثوية) تفوز بجائزة البوكر منذ انطلاقها عام 2008م وذلك عن رواية "طوق الحمام" مناصفة مع الكاتب محمد الأشعري عن روايته القوس والفراشة في نسختها الرابعة عام 2011م. تقلّب في مراياها فتنعكس لك أصابع تشعل الضوء في مسارب الأيام.. وسطورًا ترسم خارطة لسياحة العقول في شوارع المدن المنسيّة. ذاكرتها مخطوطة حياة، وجرأتها سفرٌ لاينتهي، وحضورها وشاية أثرٍ يبدأ منها ثم لا ينتهي بها. تجمع الأزفّة في سلّة مدينة، والمدينة في مجمّعٍ للكلام الأنيق القادر على أن يتنقّل بزمنه بين عصور الكتابة. شخوصها أناسٌ يحملهم الهامش ليقذفهم في متن التاريخ بين أناملها.. فيتخلّقون بها ثم إذا ماتوا خلدوا في سطورها. "ستر، حبى، موقد الطير، خاتم، سيدي وحدانة، نهر الحيوان، الرقص على سن الشوكة، الموت الأخير للممثل، ثقوب في الظهر، أربعة صفر، طريق الحرير، مسرى يارقيب، طوق الحمام". كلها بعض قناديل سيرتنا مع الرواية، كلما أظلمت شوارع الآخرين بنا سرنا بها شموسًا وأزمنة. رجاء عالم.. هكذا أنكرت دائما كسل بعض أجدادنا القدامى حينما قالوا لنا بعجز لايليق بهم "إن الأسماء لا تعلّل" فحتى من اسمها يمكن أن تختطّ كنهها ثم لاتراهن إلا عليه، هكذا..هكذا رجاء عالم أو حتى "آلم" كما تشاء ألسنة المفتونين الكثر بها. "إبراهيم الوافي"