هامت بالهديل فقررت أن تطوق الرواية السعودية في روايتها «طوق الحمام» حاصدة عنها جائزة البوكر بنسختها العربية عام 2011 كأول روائية سعودية تفوز بالجائزة. رجاء عالم روائية سعودية غزيرة لها أكثر من 10 أعمال روائية مترجمة إلى اللغتين الإنجليزية والفرنسية منها: سيدي وحدانة، موقد الطير، الرقص على سن الشوكة، طريق الحرير، مسرى يا رقيب، خاتم، أشهرها «طوق الحمام» التي ترجمت إلى الألمانية. رجاء عالم وثقت البيئة الحجازية ببلاغة ورصانة لا يمكن مجاراتها ولا حتى تجاوزها، فلم تكن الهوية مجرد بطاقة لتعبر من خلالها جغرافية الزمن، بل ذابت ببيئتها وسافرت منها ومعها إلى عوالم الكتابة. عام 1970 كانت ولادتها في مكةالمكرمة درست اللغة الإنجليزية في جامعة الملك عبدالعزيز في منطقة جدة، وأولى بدايتها كانت عبارة عن كتابة المقالة في الصفحة الثقافية في جريدة الرياض. اختارت عالم أن تخوض هذا المخاض الأدبي بجرأة وهمة لا يمكن ترويضها إلى أن وصلت أعمالها السردية لأن تكون وجهة لدراسات نقدية وحتى شهادات أدبية، أخذ الدكتور عالي القرشي على عاتقه في كتابه «نص المرأة» أن يسهب في الحالة الروائية التي كونتها رجاء ولم يكتف بذلك فكانت حاضرة بكتابتها ضمن مشاركته في بحوث المؤتمر الثاني للأدباء السعوديين، ذكر اسمها أيضا في موسوعة مكةالمكرمة الجلال والجمال في كتابات الدكتور عالي القرشي ومنها ما ورد في كتابه نص المرأة، وكتابه حكي اللغة ونص الكتابة وبحوث المؤتمر الثاني للأدباء السعوديين ولم يكتف القرشي بذلك فقام بذكرها في موسوعة مكةالمكرمة الجلال والجمال مشاركا في البحوث التي قام عليها كل من الدكتور أحمد جاسم الحسين، والأستاذة نورة المري. قام الشاعر عزت محمود علي الدين ببحث معمق عن رجاء عالم تحت عنوان «الخطاب الروائي ومضمرات النص مقاربات حول بنية الشكل وأبعاد الموقف»، كما كان اسمها ضمن رسالة ماجستير لأستاذ النقد في جامعة الملك سعود معجب العدواني تحت عنوان «التناصية في رواية طريق الحرير». وشكلت الحالة السردية التي كونتها رجاء اهتماما بالغا من عدة نقاد ومفكرين أمثال الناقد الدكتور حسن النعمي، الناقد سامي جريدي في كتاب الرواية النسائية السعودية، الناقدة جميلة العبدالله في كتاب «سيرة مكان ممكنة حول رواية طوق الحمام»، إضافة إلى بحث في شعرية الفضاء في رواية طوق الحمام لزهراء عبدالله آل سلام. تستطيع رجاء عالم أن تطوع الرواية كما يحلو لها ذلك بعذوبة روحها وصلابتها في آن استطاعت أن توظف البيئة الحجازية التي تنتمي لها في قوالب خاصة تشبهها.