نشرت "الرياض" يوم الثلاثاء الماضي حديثاً موسعاً مع المؤرخ الرياضي محمد غزالي يماني 85 عاماً، أجراه الزميل الأنيق بإطروحاته المثيرة تركي الغامدي، تطرق المؤرخ من خلاله إلى موضوع بطولات المناطق التي طالب في وقت سابق لجنة توثيق بطولات الأندية في احتسابها ضمن البطولات الرسميه واعترف في حواره مع الرياض بخطئه في هذه المطالبة وتراجعه عن رأيه السابق وتأكيده أنها غير رسمية وأن الأهلاويين سيغضبهم كلامه وسيشتمونه على "حد قولة". حقيقة استغرب صدور مثل هذا الاعتقاد والحكم المسبق من المؤرخ يماني فمثل هذا الرأي يشوه سمعة الأهلي –الراقي- ولا يليق باسم مؤرخ يقترب من عقده التسعيني. الخطأ الآخر الذي وقع فيه المؤرخ المكي ما ذكره في حواره أنه حضر نهائي بطولة المنطقة الغربية عامي (1381ه و1382ه) بين الأهلي والوحدة، ولم توزع بعد النهائيين أي جوائز ولم يحضرهما أي مسؤول. والخطأ التاريخي هنا تأكيده حضوره لنهائي (1381ه) الذي لم يقم أصلاً في ذاك العام بشهادة كبار المؤرخين الرياضيين الدكتور أمين ساعاتي ورائد الحركة التأسيسية للرياضة في المنطقة الوسطى ومؤرخها الأول الشيخ عبدالرحمن بن سعيد -رحمه الله- إذ يذكر الساعاتي في كتابه: "تاريخ الحركة الرياضية في المملكة العربية السعودية" أن مباراة تحديد بطل المنطقة الغربية المتأهل لنهائي الكأس بين الوحدة والأهلي حددت رعاية الشباب إقامتها في مكةالمكرمة لكن الأهلي أصر على اقامتها في جدة -أمانا- فرفضت رعاية الشباب واصرت على إقامتها في مكةالمكرمة واعتذر الاهلي عن خوض المباراة فاعتبر مهزوماً وكسبت الوحدة الفوز ببطولة المنطقة الغربية وتأهلت لنهائي كأس الملك أمام بطل المنطقة الوسطى الهلال. أما مؤسس نادي الهلال ورئيسه في ذلك الموسم الشيخ عبدالرحمن بن سعيد –رحمه الله- فذكر لي شخصياً في إحدى حلقات مذكراته التاريخية التي انفردت "الرياض" بنشرها قبل سنوات ان الوحدة وصلت نهائي كأس 1381ه بانسحاب الأهلي من أمامها في مباراة تحديد بطل المنطقة الغربية لرفضه اللعب في ساحة إسلام بمكةالمكرمة وهو الملعب الذي حددته الجهة الرياضية المسؤولة وتقابلنا -والكلام لابن سعيد- مع الوحدة في ملعب الصايغ بتاريخ 20/8/1381ه ووفقنا الله في الفوز بنتيجة 3- 2 وتسجيل إنجاز غير مسبوق على مستوى أندية الرياض ودخلنا التاريخ بتحقيق أول بطولة هلالية في كأس الملك وهي اول نسخة تقام على مستوى مناطق المملكة بعد ان كان النهائي محصوراً بين أندية المنطقة الغربية. هذا ما احببت تصحيحه للمؤرخ محمد غزالي يماني وايضاح الحقيقه من مصادرها الاولية للباحثين الرياضين فالتاريخ يظل أمانه والعبث بحقائق معلوماته يعد خيانه مع التقدير والاعتزاز بمؤرخنا التسعيني القدير.