al_sharef4@ أحدثت نتائج توثيق البطولات التي أعلنتها لجنة تركي الخليوي ضجة في المجتع الرياضي الذي انقسم إلى مؤيدين لماجاءت به النتائج، ومعارضين للعمل، ومعارضين للأشخاص الذين عملوا على التوثيق، وفئة أخرى يمكن القول عنها (فئة المتحفظين)، الأمر الذي انعكس ذلك على مواقف الأندية، فالمؤيدون للتوثيق اعتبروا تصنيف البطولات منطقيا ومتوقعا من حيث عدد البطولات التي تم توثيقها بموجب الدراسات والوثائق الثبوتات التاريخية للبطولات الرسمية، لاسيما أنه تم تقسيم التصنيف إلى ثلاث فئات الأولى فئة «A» وهي البطولات الرسمية وفئة «B» البطولات الودية وفئة «C» البطولات التنشيطية، أو من حيث ترتيب الأندية والتي وضعت الهلال أولا ب54 بطولة، والاتحاد ثانيا ب33 بطولة والأهلي ثالثا 31ب بطولة، فيما تساوى النصر والشباب ب 23 بطولة، واصفين هذا التوثيق باليوم التاريخي في الكرة السعودية، ومن أبرز الأندية التي أبدت تأييدها هو نادي الهلال برغم طلب مهلة للمراجعة والتعاون. المعارضون رأوا أن التوثيق عمل حق أريد به باطل، وذلك لخدمة ناد معين على حساب الأندية الأخرى، مبررين ذلك بعدم استعانة لجنة التوثيق بالخبراء أو المؤرخين الذين لهم باع طويل في هذا المجال من خلال متابعة الأحداث ورصد التاريخ الرياضي، كالدكتور أمين ساعاتي، محمد القدادي، عبدالله جار الله المالكي، الدكتور عبدالرزاق أبو داوود، وغيرهم إلى جانب تحفظهم على أعضاء اللجنة باعتبارهم من الجيل الشاب الذين لم يعاصروا التاريخ الرياضي، علاوة على افتقادهم الخبرة والدراية في توثيق التاريخ الرياضي، ورصد بعض الملاحظات عليهم في مواقع التواصل الاجتماعي والتي تدينهم بالتعصب الرياضي وبالتالي لا يحق لهم العمل ضمن فريق التوثيق، إضافة إلى بعض التحفظات على عدد البطولات التي تم تصنيفها في الفئات الأقل برغم أحقيتها بالفئة الأولى، وجاء أبرز الأندية التي اعترضت رسميا، التعاون والرائد والاتحاد الذي أشار في بيان إلى أحقية إضافة بطولات كأس وزارة الداخلية وكأس المصيف، وفند ذلك في نقاط محددة شملت البطولات التي لم تدرج ضمن الفئة الأولى، كما أن نادي الشباب قدم اعتراضا مماثلا يطلب فيه إيضاح البطولات التي لم تدرج، إلا أن موقف الأهلي والنصر ربما كان الأكثر حدة، إذ أعلنت إدارتا الناديين مقاطعتهما للجنة التوثيق وعدم التعاون معها أو الاعتراف بنتائجها. فيما انتقد المتحفظون موعد إعلان النتائج على اعتبار أن هناك مشاركات للمنتخب الوطني كانت تستوجب تأجيل الموضوع. تناقض المؤرخين أمام هذه المعطيات سلطت «عكاظ» الضوء على القضية من زاوية مختلفة وذلك باستقصاء آراء المؤرخين عبر مؤلفاتهم وأحاديثهم الإعلامية، لمعرفة قراءتهم للتاريخ الرياضي وأبرز محطاته ونقاط الخلاف التي تركزت حول تاريخ انطلاق الحركة الرياضية بصورة خاصة، وكذلك بعض البطولات التي هي محل خلاف، إلا أنهم اتفقوا على انطلاق البطولات الرسمية وترتيب الأندية من حيث عدد البطولات. أمين ساعاتي الدكتور أمين ساعاتي الذي ألف عددا كبيرا من الكتب الرياضية بينها كتابه «تاريخ الحركة الرياضية في المملكة العربية السعودية»، ظهر تناقضه عن أول بطولة دوري، إذ أشار تارة أنها انطلقت عام 1377ه وفاز بها نادي الوحدة، وأخرى حينما ذكر أن الدوري العام على الدرع انطلق عام 1386 بدلا من كأس الملك بحيث يلعب الدوري كمناطق ويتأهل الأول والثاني من كل منطقة، وقد توقف أول دوري عام 1967 بسبب الحرب. وبين أن كأس الملك كان يقام بنظام الدوري من دور واحد ثم من دوريين ثم قسمت الأندية إلى مناطق (المنطقة الغربية – المنطقة الوسطى – المنطقة الشرقية)، على أن تلعب المنطقة الشرقية مع المنطقة الوسطى والفائز يلعب مع المنطقة الغربية في نهائي الكأس الذي يحضره الملك. وأكد أن الدورة الأولى التي انطلقت عام 1372 هي دورة يتيمة وليست دورة تصنيفية فلم يتبعها تصنيف للأندية وهي بمثابة الدورة التسخينية أشبه بالحواري ولم تشارك بها جميع الفرق، والكأس كان هدية من الأمير عبدالله الفيصل والبطولة اليتيمة لا تمثل بطولة كونها لا تسلسل بعدها مثلها مثل بطولة نيشان الناظر، وأشار أن فوز الاتحاد بكأس وزارة الداخلية عام 1372 بعد تغلبه على الأهلي 2/1 لا يندرج تحت البطولات الرسمية كونها نظمت لمرة واحدة، وأبرز عدة أولويات في النقاط التالية: • بدأت الأجهزة الحكومية بصورة رسمية تحمل مسؤولية تنظيم وتطوير الحركة الرياضية في عام 1372ه، حينما أنشأت جهاز الإدارة العامة للرياضة البدنية والكشافة، والتي كانت تعرف بإدارة الشؤون الرياضية بوزارة الداخلية. • في عام 1376ه تقدمت الأندية بمقترح تطلب فيه موافقة الوزارة على تكوين اتحاد رياضي يهتم بشؤون الرياضة وتنظيمها، فوافق الأمير عبدالله الفيصل على ذلك. • في عام 1377ه الموافق 1958 نظمت البطولات والمسابقات الرسمية والتي تتوافر بها أهم الشروط، وهي إقامتها تحت مظلة رسمية وأيضا متاحة لكل الفرق في تلك الفترة، إذ انطلقت مسابقتا كأس الملك وكأس ولي العهد 1377 ه، على مستوى مكةوجدةوالطائف والمدينة المنورة، وفي عام 1381 دخلت أندية المنطقة الوسطى، وعام 1382 دخلت أندية المنطقة الشرقية. • في عام 1380 ه انتقلت إدارة الشؤون الرياضية من وزارة الداخلية إلى وزارة المعارف تحت اسم اللجنة الرياضية العليا.• في 1357 تم تأسيس النادي الأهلي. • في عام 1385 فاز الاتحاد بكأس المصيف. • في عام 1386 فاز النادي الأهلي بكأس المصيف. محمد القدادي المؤرخ محمد القدادي انتقد اللجنة ونتائجها، وأبرز أن أول دوري رسمي أقيم في عام 1372 (كأس ولي العهد) وحققه الاتحاد على خلاف «الساعاتي الذي اعتبرها ودية، وأفرد عدة أولويات نبرزها في النقاط التالية: • بطولة نيشان الناظر ودية كونها مباراة برعاية أحمد ناظر لأندية جدة على ميدالية ذهبية باسم ولده فؤاد تكريما له في عام 1369ه. • في عام 1389ه حقق النادي الأهلي بطولة الدوري. • في عام 1377ه انطلقت البطولات الرسمية بالمملكة وحقق نادي الوحدة أول لقب رسمي للدوري. • في 1352ه تم تأسيس النادي الأهلي. • في عام 1386 فاز الأهلي بكأس المصيف. جار الله المالكي المؤرخ عبدالله جار الله المالكي مؤلف كتاب «موسوعة تاريخ الرياضة السعودية» والذي حمل في مقدمته كلمة لصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله) جاء فيه: • في عام 1372 حقق الاتحاد أول بطولة رسمية بفوزه على الأهلي 2/1 برغم عدم اعتماد المسابقات رسميا، إذ إن البطولة على مستوى مكةوجدة. • في عام 1377ه تم اعتماد البطولات الرسمية، إذ انطلقت بطولتا كأس الملك وكأس ولي العهد. • في عام 1389 ه فاز الأهلي بأول دوري بالمملكة بمشاركة الأول والثاني من كل منطقة. • في عام 1385 حقق نادي الاتحاد كأس المصيف الذي نظم في مدينة الطائف، وشارك بها أبطال المناطق بعد فوزه على الهلال (1/0). • في عام 1386 ه حقق النادي الأهلي البطولة الثانية من كأس المصيف بعد فوزه على الاتفاق (2/1) • في 1357 تم تأسيس النادي الأهلي. انتقادات المؤرخين لم تخل ساحة المؤرخين من الانتقادات المتبادلة بين الأطراف فبرغم من المؤلفات والكتب التي أنجزها كل منهم، إلا أن الخلاف على أحقيتهم بذلك كانت محل شكك، فقد سبق أن اتهم محمد القدادي الدكتور أمين ساعاتي بالسرقة الأدبية من خلال سطوه على مؤلفات مؤسس نادي الاتحاد حمزة فتيحي، كما أكد وجود العديد من الأخطاء في كتب الساعاتي. أما الدكتور أمين الساعاتي فلا يرى في كفاءة محمد القدادي المتواضعة قدرة تؤهله إلى كتابة التاريخ الرياضي، مؤكدا أن القدادي لا يمتلك وثائق تاريخية وإنما قصاصات جرائد وبالتالي توثيقه لتاريخ الرياضة هو كلام «جرائد». كما يرى في توثيق الدكتور عبدالرزاق أبو داوود أخطاء فادحة وكبيرة وأرقاما خيالية، ومعلوماته وهمية، بينما أكد الدكتور أبو داوود عدم أحقية الساعاتي بالكتابة طالما لديه أخطاء كبيرة.