لم يعد مهرجان الجنادرية مقتصراً على نشاطه المعتاد الخاص بالموروث الشعبي والتراث الثقافي، وإنما أصبح يجتذب المتسوقين وهواة الترفيه من داخل المملكة ومن خارجها. وتحتضن قرية الجنادرية بين أسوارها أسواقا متكاملة تعرض فيها المقتنيات التراثية النادرة والتي غالباً ما تباع بمبالغ باهظة الثمن، بالإضافة إلى السلع والمنتجات الاستهلاكية التي يتم عرضها من قبل شركات عالمية وإقليمية ومحلية طيلة أيام المهرجان، كما يتوفر في المهرجان فروع للمطاعم الشهيرة ومقاهٍ وكوفيهات راقية، وكذلك صالات عرض لبيع السيارات من بعض الوكالات. لذلك، فإن مهرجان الجنادرية يعد حالياً من أبرز وسائل الجذب السياحي والاقتصادي في المملكة، خصوصاً أنه لوحظ في السنوات الأخيرة زيادة في عدد زوار المهرجان القادمين من دول مجلس التعاون الخليجي، وأيضاً من بعض الدول العربية، مما أسهم بشكل كبير في انتعاش الحركة الاقتصادية خلال فترة إقامة المهرجان رغم قصر مدتها. ولم تكن الحركة الاقتصادية محصورة في محيط قرية الجنادرية، وإنما شملت الفنادق في العاصمة الرياض، وكذلك الشقق المفروشة والشاليهات وتأجير السيارات ومراكز التسوق والمولات. ويعتبر مهرجان الجنادرية من أبرز المهرجانات الشهيرة في العالم العربي، وازدادت شهرته في السنوات الأخيرة من خلال شبكات التواصل الاجتماعي الحديثة، التي تنقل فعاليات المهرجان أولاً بأول عبر الأثير، بطرق مهنية وجودة عالية. مهرجان الجنادرية لا يحتاج إلى مزيد من التسويق أو التعريف به، خصوصاً أنه أصبح أشهر من نار على علم، وإنما يحتاج إلى تغيير موعد إقامته ليتوافق مع عطلة نهاية العام الدراسي، ليتسنى للجميع، وخصوصاً من هم من خارج الرياض، زيارة المهرجان والاستمتاع به لمدة أطول، ولكي يكون محفزاً وجاذباً للسياحة الداخلية وداعماً لاقتصاد البلد، خصوصاً أن بعض الأسر السعودية تفضل قضاء إجازتها السنوية داخل المملكة متى ما توفرت لها الوسائل المحفزة على السياحة الداخلية، ولا شك أن مهرجان الجنادرية هو إحدى هذه الوسائل، ويعد مطلبا للكثير من المواطنين والمقيمين. الأسر المنتجة لها نصيب من الجنادرية المحلات التجارية في القرية الشعبية