عاما بعد عام يأتي المهرجان الوطني للتراث والثقافة "الجنادرية" الذي ينظمه الحرس الوطني سنويا مؤشر عميق للدلالة على اهتمام قيادتنا الحكيمة بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصيلة، كما تعد هذه المناسبة الوطنية التي يترقبها المجتمع بشوق أحد أهم الفعاليات على مستوى المنطقة التي تمتزج في نشاطاتها عبق تاريخنا المجيد بحاضرنا الزاهر وفيها تأصيل لموروثنا الوطني الثري ليبقى ماثلا للأجيال القادمة. ومما يسعى له القائمون على هذا العرس الثقافي والفكري الكبير تأتي أهمية هذا المهرجان الذي يهدف الى التأكيد على القيم الدينية والاجتماعية التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ لتصور البطولات الإسلامية لاسترجاع العادات والتقاليد الحميدة التي حث عليها الدين الإسلامي، وإيجاد صيغة للتلاحم بين الموروث الشعبي بجميع جوانبه وبين الإنجازات الحضارية التي تعيشها بلادنا الغالية، كما يهدف المهرجان إلى تشجيع اكتشاف التراث الشعبي وبلورته بالصياغة والتوظيف في أعمال أدبية وفنية ناجحة، والحث على الاهتمام بالتراث الشعبي ورعايته وصقله والتعهد بحفظه من الضياع وحمايته من الإهمال، والعمل على صقل قيم الموروث الشعبي ليدفع برموزه إلى واجهة المخيلة الإبداعية ليكون في متناول المبدعين خيارات من موروثاتهم الفنية بألوان الفن والأدب، وتشجيع دراسة التراث، وتعريف الأجيال بالموروث الشعبي، وإعطاء صورة حية عن الماضي بكل معانيه الثقافية والفنية الجميلة. وفي كل عام يتطلع المجتمع للجديد والمفيد في هذا المهرجان الذي أصبح محط أنظار المثقفين والمفكرين والأدباء ومحبي التراث والفنون الشعبية من مختلف دول العالم، ولاتزال الجنادرية تشهد المزيد من الدعم والاهتمام والرعاية الملكية كل عام والتي تضفي عليه الكثير من الاهتمام والاحتفاء.