تعد المهرجانات الوطنية للتراث والثقافة التي ينظمها الحرس الوطني في الجنادرية كل عام مناسبة تاريخية في مجال الثقافة، ومؤشراً عميقاً للدلالة على اهتمام قيادتنا الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين بالتراث والثقافة والتقاليد والقيم العربية الأصيلة، كما تعد مناسبة وطنية يمتزج في نشاطاتها عبق تاريخنا المجيد بنتاج حاضرنا الزاهر. ومن أسمى أهداف هذا المهرجان التأكيد على هويتنا العربية الإسلامية وتأصيل موروثنا الوطني بشتى جوانبه ومحاولة الإبقاء والمحافظة عليه ليبقى ماثلاً للأجيال المقبلة. وتؤكد الرعاية الملكية الكريمة للمهرجان الأهمية القصوى التي توليها قيادة المملكة لعملية ربط التكوين الثقافي المعاصر للإنسان السعودي بالميراث الإنساني الكبير الذي يشكّل جزءاً كبيراً من تاريخ البلاد. ولتحقيق هذا المنال السامي ذللت حكومتنا الرشيدة الصعاب ووضعت جميع الإمكانات اللازمة في مختلف القطاعات الحكومية رهن إشارة القائمين على تنظيم هذا المهرجان لتتسابق جميع القطاعات على المشاركة في النشاطات المعتمدة كل عام، بتوجيه كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وإشراف صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني. وقد انبثقت فكرة المهرجان الذي يضم قرية متكاملة للتراث والحُلي القديمة والأدوات التي كان يستخدمها الإنسان السعودي في بيئته قبل أكثر من خمسين عاماً ومعارض للفنون التشكيلية من الرغبة السامية في تطوير سباق الهجن السنوي الذي اكتسب ذيوعاً على المستوى الوطني والإقليمي. ومن أولويات الجانب التراثي بالمهرجان إبراز أوجه التراث الشعبي المختلفة، متمثلة في الصناعات اليدوية والحرف التقليدية بهدف ربطها بواقع حاضرنا المعاصر والمحافظة عليها كهدف من أهداف المهرجان الأساسية وإبرازها لما تمثله من إبداع إنساني تراثي عريق لأبناء هذا الوطن على مدار أجيال سابقة، إضافة إلى أنها تعتبر عنصر جذب جماهيري للزائرين. ويبرز المهرجان الذي ينظمه الحرس الوطني في الجنادرية تنامي رسالة الحرس الوطني الحضارية في خدمة المجتمع السعودي التي تواكب رسالته العسكرية في الدفاع عن هذا الوطن وعقيدته وأمنه واستقراره. وفي التأمل لأهداف الجنادرية يتضح لك أيها القارئ الكريم الرسالة الخالدة لتلك المناسبة الوطنية الغالية. أهداف الجنادرية: 1- التأكيد على القيم الدينية والاجتماعية التي تمتد جذورها في أعماق التاريخ لتصور البطولات الإسلامية لاسترجاع العادات والتقاليد الحميدة التي حث عليها الدين الإسلامي الحنيف. 2- إيجاد صيغة للتلاحم بين الموروث الشعبي بجميع جوانبه وبين الإنجازات الحضارية التي تعيشها المملكة العربية السعودية. 3- والعمل على إزالة الحواجز الوهمية بين الإبداع الأدبي والفني وبين الموروث الشعبي. 4- تشجيع اكتشاف التراث الشعبي وبلورته بالصياغة والتوظيف في أعمال أدبية وفنية ناجحة. 5- الحث على الاهتمام بالتراث الشعبي ورعايته وصقله والتعهد بحفظه من الضياع وحمايته من الإهمال. 6- العمل على صقل قيم الموروث الشعبي ليدفع برموزه إلى واجهة المخيلة الإبداعية ليكون في متناول المبدعين خيارات من موروثاتهم الفنية بألوان الفن والأدب. 7- تشجيع دراسة التراث للاستفادة من كنوز الإيجابيات كالصبر وتحمل المسئولية والاعتماد على الذات لتدعيمها والبحث في وسائل الاستغلال الأمثل لمصادر البيئة المختلفة. 8- العمل على التعريف بالموروث الشعبي بواسطة تمثيل الأدوار والاعتماد على المحسوس حتى تكون الصورة أوضح وأعمق، وإعطاء صورة حية عن الماضي بكل معانيه الثقافية والفنية. فلك يا خادم الحرمين الشريفين من شعبك الوفي بالغ الشكر والامتنان على هذه المناسبة السنوية الغالية. حفظ الله الوطن من كل سوء ومكروه.