عبدالله أحمد العولقي أهم ما يميز مهرجان الجنادرية أنه يمثل جميع مناطق المملكة العربية السعودية، ولذا تحول هذا اللقاء الحضاري إلى رمز أصيل يمثل الوحدة الوطنية واللحمة الحقيقية بين أبناء الشعب السعودي، ولذا فهو مرآة تعكس الواقع الاجتماعي لأبناء الوطن حيث تلمح فيه التعدد بين الأزياء المحلية واللهجات الدارجة والحرف التراثية والمهن الحرفية والرقصات الشعبية والتي تنصهر فيما بينها لتكون التجانس القوي والصلب لمكون الوحدة الاجتماعية للمملكة العربية السعودية. لقد تشرف هذا الكرنفال بافتتاح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، حفظه الله لفعالياته وأنشطته، وهذا يعكس مدى اهتمام القيادة بالوجه الحضاري والثقافي للمملكة العربية السعودية، وقد شرف حفل الإفتتاح أصحاب السمو والجلالة قادة دول مجلس التعاون الخليجي العربي وممثليهم الرسميين وأصحاب السمو الملكي الأمراء بالإضافة إلى كوكبة من أساطين العلوم وجهابذة الفكر والثقافة. في كل عام، تتواكب أنشطة المهرجان مع الأوضاع التي تسود داخل المملكة، وفي هذا العام تستشرف رؤية مستقبل البلاد 2030 على برامج الجنادرية الثقافية بحيث يتناول المفكرون والمختصون هذه الرؤيا المستقبلية بشيء من الإثراء والتناول في الطرح، بالإضافة الى بقية الموضوعات المهمة . تمثل الجنادرية المهرجان الثقافي للمملكة العربية السعودية والذي يمثل جوهر المخزون الشعبي والثقافي للبلاد، وفي كل عام يفاجئنا هذا المهرجان بتقديم رسالته الخالدة بشيء من الحداثة والمواكبة العصرية دون الإخلال بجوهر ولب التراث السعودي، فهو يساهم في تعميق أواصر العلاقة بين الماضي والحاضر، بالإضافة إلى تقديمه مجموعة متكاملة ومتميزة من الأنشطة والفعاليات الثقافية والتي تدل على نمو المشهد الثقافي والحضاري بين أبناء المملكة العربية السعودية. وفي كل عام يحتفي مهرجان الجنادرية بدولة عربية أو إسلامية أو أجنبية كضيف شرف للمهرجان، وفي هذا العام احتفى المهرجان بجمهورية مصر العربية الشقيقة ، فاحتفى مهرجان الحضارة بوطن الحضارة ، مصر الكنانة ، وموطن الآداب والفنون والفكر كتأصيل لامتداد جسور العلاقات التاريخية المشتركة بين البلدين. لقد استطاع مهرجان الجنادرية في نسخه السابقة أن يستقطب الآلاف من الزوار والمهتمين بالتراث والأصالة، وظل المهرجان إشعاعا للزائرين بتعريفهم بتراث المملكة ذات المساحة الشاسعة والمترامية بين أقاصي جزيرة العرب . كما يبرز المهرجان الرسالة الثقافية والحضارية الكبرى التي تقدمها وزارة الحرس الوطني في خدمة المجتمع السعودي ممثلة بالأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، والذي يبذل قصارى جهده مع الفريق المختص والذي يضم كوكبة من الخبراء والمختصين في كافة المجالات التي يتناولها المهرجان في تقديم الجنادرية في الصورة الحضارية المثلى التي تشرف الموقع السامي الذي تحتله المملكة العربية السعودية بين دول العالم.