من التظاهرات الى الادانات السياسية والضغوط الدولية، يجد الرئيس الاميركي دونالد ترامب في موقع الدفاع عن النفس في بداية اسبوعه الثاني في البيت الابيض بعد قراره اغلاق الحدود لأشهر أمام كل اللاجئين ومواطني سبع دول. وبعد نهاية أسبوع ساده الالتباس والجدل، دافع الرئيس الجمهوري عن نفسه من الاتهامات بالتمييز ضد المسلمين، بينما تجمع آلاف المتظاهرين في واشنطنونيويورك وبوسطن ومدن أميركية آخرى. وفي المطارات الاميركية سجلت حالات من الحزن واخرى من الفرح بين العائلات التي تنتظر اقرباء لها احتجزتهم اجهزة الهجرة. وردد حوالي عشرة آلاف شخص في حديقة في مانهاتن بنيويورك "نرحب باللاجئين!" وانضم مسؤولون ديموقراطيون منتخبون الى التجمع، وقال رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو "انها بداية تراجع حرياتنا المدنية وحقوقنا الدستورية، ونحن نعرف الى اين يؤدي هذا الطريق". من جهتهم، دان وزراء العدل في 16 ولاية اميركية الاحد الامر التنفيذي الذي اصدره ترامب متعهدين "التصدي له بكل الوسائل المتاحة أمامهم". وقال الوزراء وجميعهم ديموقراطيون في بيان مشترك ان "الامر التنفيذي الذي اصدره الرئيس ترامب يتعارض مع الدستور ومع قيم اميركا وغير شرعي". واضافوا "سنعمل سويا لضمان ان تخضع الحكومة الفدرالية للدستور وان تحترم تاريخنا كأمة تأسست على الهجرة، والا تستهدف احدا فقط بسبب جنسيته او ايمانه". وقال ترامب في بيان "لتكن الامور واضحة، الامر لا يتعلق بمنع يستهدف المسلمين كما تنقل وسائل الاعلام خطأ". واضاف ان "الامر لا يتعلق إطلاقا بالديانة بل بالإرهاب وبأمن بلدنا". وصرح مسؤول كبير في ادارة ترامب ان الرئيس ينوي وضع سياسة للهجرة تجنب الولاياتالمتحدة اعتداءات مثل تلك التي شهدتها فرنسا والمانيا وبلجيكا في السنتين الماضيتين. وصرح هذا المسؤول للصحافيين أن "الأوضاع القائمة حاليا في بعض أجزاء فرنسا وبعض أجزاء ألمانيا وفي بلجيكا، هي أوضاع لا نريد أن تحدث داخل الولاياتالمتحدة، اي تهديد بإرهاب محلي متعدد الابعاد والأجيال يصبح من المعطيات الدائمة في الحياة الاميركية". لكن مسألة تطابق المرسوم مع الدستور لم تحسم بعد وما زال مطبقا، ولم يعرف ما إذا كان اشخاص ما زالوا محتجزين وما هو عددهم. وأعلن عدد من الحاصلين على تصاريح اقامة دائمة (البطاقة الخضراء) المتحدرين من الدول السبع المدرجة على اللائحة السوداء انهم ابعدوا او منعوا من الصعود الى الطائرات المتوجهة إلى الولاياتالمتحدة، لكن الادارة الاميركية أوضحت أن هؤلاء يحق لهم السفر الى الولاياتالمتحدة ويستفيدون من اعفاء من المرسوم، ومثلهم الاميركيون من مزدوجي الجنسية. من جهة اخرى، أعلن وزير الهجرة الكندي المتحدر من اصول صومالية احمد حسين ان بلاده ستمنح تراخيص اقامة مؤقتة للأجانب العالقين على اراضيها من رعايا الدول السبع. وقال "اطمئن الاشخاص الذين قد يجدون أنفسهم عالقين في كندا بأنني سأستخدم سلطتي لمنحهم رخصة اقامة مؤقتة إذا اقتضى الأمر، كما فعلنا في الماضي". في بريطانيا، وقع أكثر من مليون شخص عريضة تطالب بإلغاء زيارة الدولة التي يعتزم الرئيس الاميركي دونالد ترامب القيام بها الى المملكة المتحدة خلال عام 2017، وذلك احتجاجا على مرسومه المناهض للمهاجرين. والعريضة التي نشرت على الموقع الالكتروني للبرلمان البريطاني تنص على انه "بإمكان ترامب المجيء إلى بريطانيا بصفة رئيس للحكومة الاميركية" لكن يجب الا يسمح له بان يقوم بزيارة دولة تشمل العديد من المراسم البروتوكولية مثل استقباله من قبل الملكة اليزابيث الثانية على عشاء في قصر باكينغهام. إلى ذلك، قال الكرملين إن من السابق لأوانه للحديث عن أي اتفاقات محتملة مع الولاياتالمتحدة بشأن العقوبات على روسيا إلا أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد يلتقي بنظيره الأمريكي دونالد ترامب قبل قمة مجموعة العشرين في يوليو. وقال ديمتري بيسكوف المتحدث باسم الكرملين "أولا يجب أن نحدد تاريخ وموعد الاجتماع بين الرئيسين" مضيفا أن الاجتماع قد يعقد قبل قمة مجموعة العشرين المقرر عقدها في هامبورج في السابع والثامن من يوليو.