استعرض أمين الناصر رئيس شركة ارامكو وكبير إدارييها التنفيذيين في منتدى الاقتصاد العالمي سيناريوهات مختلفة لسوق الطاقة العالمي، وخلص إلى أن مصادر الطاقة المتجددة لن تزيح الزيت والغاز من مزيج الطاقة في المستقبل القريب. وقال: "أقرُّ بأن هناك تحولًا عالميًا قيد التشكل الآن، وهو يفرض كثيرًا من الضغط على صناعة الزيت والغاز وصناعة النفط، والسبب وراء ذلك بشكل رئيس أيضًا هو التغير المناخي، والسياسات الحكومية، والتقدم التقني". وحدد محورين أساسين من محاور الطاقة التي ستنافس فيها مصادر الطاقة البديلة للحصول على حصة من السوق وهي توليد الكهرباء ومصادر الطاقة المتجددة وسيارات النقل الخفيفة والسيارات الكهربائية. وأعرب الناصر عن اعتقاده بأن التأثير على الطلب على الزيت سيكون معتدلاً، مشيرًا في الوقت نفسه إلى أن صناعة الزيت والغاز ستحتاج إلى استثمارات بقيمة 25 ترليون دولار أمريكي تقريبًا على مدى السنوات الخمس والعشرين المقبلة لتلبية الطلب وفق سيناريو السياسات الجديدة التي وضعتها الوكالة الدولية للطاقة. وأكّد الناصر الحاجة إلى "موثوقية السوق" من أجل تحقيق طاقة الإنتاج القصوى للصناعة. وقال: "لتحقيق طاقة الإنتاج القصوى، نحن بحاجة للموثوقية، والأمر المهم هنا هو بناء مناخ للموثوقية وسط كل الحديث الذي يدور عن مصادر الطاقة المتجددة وتأثيرها على الصناعة. أعتقد أن مصادر الطاقة الهيدروكربونية ستظل لعقود. وستكون هناك حاجة للتوسع في هذا القطاع، وستكون هناك حاجة للكثيرمن رأس المال للاستجابة لتوقعات الطلب لعامي 2040 و 2060م. لذا فإن مسألة مصادر الطاقة المتجددة وتأثيرها على المصادر الهيدروكربونية لا يجب أن تمنعنا من الحصول على رأس المال المناسب. وما لم يتحقق ذلك، فستكون هناك تقلبات في الأسعار، وسيتأثر الاقتصاد العالمي نتيجة لذلك". واستدل الناصر بالمستويين الحالي والمتوقع من حصة السوق للسيارات الكهربائية كمثال يثبت أن درجة تأثير ذلك القطاع لا تشكل تهديدًا حقيقيًا لمصادر الطاقة الهيدروكربونية على المدى القريب. ويوجد حاليًا 1.2 مليون سيارة كهربائية في كل أرجاء العالم مما مجموعه 1.2 بليون سيارة. وبالنظر إلى التوقعات، سيصل عدد السيارات الكهربائية إلى 150 مليون سيارة تقريبًا، ولكن المجموع الكلي للسيارات سيكون قد ازداد من 1.2 إلى 2 بليون. لذا، نستطيع القول إن هناك زيادة نسبتها %8 من استخدام الطاقة الكهربائية في صناعة المركبات الخفيفة، والنفط ليس متركزًا على المركبات الخفيفة وبعض جزئيات توليد الطاقة، بل إنه متركز على الشاحنات الثقيلة، والطيران، والشحن البحري، وهو ما يستهلك %30 من إمدادات النفط. "وهناك ما نسبته %15 متركزة على البتروكيميائيات وزيوت التشحيم والبيتومين. مما سبق ذكره، يتبين لنا أن مصادر الطاقة المتجددة سيكون لها نصيب من حصة السوق على المدى البعيد، لكنها لن تكون مهيمنة، وستحتاج إلى عقود لتحل محل المصادر البترولية".