كشف سفير الاتحاد الأوروبي لدى المملكة ميكالي سيرفوني اهتمام الاتحاد بالبحث في أوجه التعاون المشتركة مع المملكة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا، وأكد اهتمام دول الاتحاد بالرؤية الاقتصادية الجديدة لدى المملكة، والخطط الجديدة لتسهيل عمل الشركات السعودية في أوروبا. كما تحدث عن أبرز القضايا السياسية وأشاد بدور المملكة في قضايا مكافحة الإرهاب والقضاء عليه. وعلى الصعيد الدولي أكد سيرفوني أن خروج المملكة المتحدة لم يتم بعد نظرا لقانون 50، أما مخاوف الاتحاد تجاه الرئيس الأميركي الجديد فقال: إن الوقت مازال مبكرا للحكم على سياسة ترامب الخارجية. وفيما يلي نص الحوار: * بداية حدثنا عن أبرز الملفات المطروحة على طاولة الاتحاد الأوروبي؟ يعتزم الاتحاد الأوروبي زيادة اتصالاته مع دول الخليج والمملكة العربية السعودية تحديدا، حيث ننوي أن تكون ملفاتنا متنوعة في جميع المجالات بداية من دعم رؤية 2030 للحوار الإنساني والعمل مع دول الجوار لنشر السلام في المنطقة، إلى تطوير إستراتيجية الحوار بين دول الاتحاد كافة والمملكة، والبحث في أوجه التعاون لحل القضايا المعلقة في المنطقة كالعراق وسورية واليمن، وتحديد أجندة خاصة لنشر السلام. ومن ناحية اقتصادية يركز الاتحاد على تعاون اقتصادي مثمر مع المملكة العربية السعودية بدعم رؤيته الاقتصادية الجديدة عن طريق تقديم العديد من الأبحاث التنموية لتنويع الاقتصاد والطاقة مع دول الاتحاد. وأخيرا من ناحية اجتماعية فلدينا ملفات حول أهمية حوار الإنسان مع الإنسان عن طريق تقريب وجهات النظر بين الفرد الأوروبي والسعودي، عن طريق البرلمان والشورى على مستوى حكومي أو عن طريق الدراسة الخارجية وتبادل الطلاب الجامعيين، والتي تعلب دورا مهما في فتح أفق الانسجام والسلام بين العديد من الشعوب وتقريب لوجهات النظر المختلفة. * ما أبرز التحديات المشتركة بين الاتحاد الأوروبي والمملكة في مواجهة الإرهاب الدولي؟ * لدينا العديد من الأمور المشتركة، حيث تتوجه المملكة حاليا إلى تغيير اقتصادها من النفط إلى مصادر أخرى ثابتة وهو ما يسعى الاتحاد نفسه إليه بالبحث عن اقتصاد أوروبي مستقر. لأول مرة يتجه الاتحاد الأوروبي لتطبيق الاقتصاد الإيجابي في جميع تعاملاته الدولية، أما كيف نحقق ذلك؟ - فستكون مهمة نائب المفوضة كتانين. من ناحية دولية فمهمتنا مشابهة للمملكة في دعم الحكومات الشرعية للدول المضطربة، والبحث في قضايا الإرهاب وهو ما يقدره الاتحاد الأوروبي في جهود المملكة الواضحة في الحرب ضد الإرهاب والقضاء عليه. إن أوجه التشابه بجميع المجالات متقاربة كوننا بشر لدينا نفس الاهتمامات خصوصا وقد أصبحنا قرية عالمية صغيرة، نجد المجتمع السعودي من أكثر المجتمعات انخراطا في وسائل التواصل الاجتماعي وخصوصا "تويتر" للوقوف في منصة لتبادل الحوار ووجهات النظر، وهو ما يسهل لنا مهمة التواصل بين شعبينا معا. *صف لنا العلاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة؟ * يعتبر الاتحاد الأوروبي شريكا تجاريا أوليا للمملكة، بينما تعتبر المملكة شريكا ثامنا للإتحاد، فالاهتمامات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والمملكة هائلة، لكننا نتطلع لمزيد من التبادل التجاري في المستقبل، فلو تم التعاون على أسس من المعايير العالية فبإمكاننا التوصل إلى اقتصاد هائل ومزدهر. *هل يوجد مخططات لتسهيل العمل بشركات النقل البحري والجوي السعودي في دول الاتحاد الأوربي؟ * قمنا بالعديد من الاجتماعات لمناقشة هذا الأمر، فمنذ عام 2013 وحتى العام الماضي توصلنا إلى تعاون تقني لتسهيل العمل الاقتصادي فيما يخدم مصالح الاتحاد الأوروبي والمملكة العربية السعودية. كما تواصلت مفوضية النقل للاتحاد الأوروبي فايلوتا بولك بشأن العلاقات في مجال النقل البري والجوي بين دول الخليج ودول الاتحاد الأوروبي وبحث سبل تطوير العلاقات السعودية الأوروبية في مجال الاستثمار بالمواصلات، حيث توصلنا للعديد من المشروعات المقبلة التي سيعلن عنها في الوقت المناسب. *ما أثر انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي على العلاقات التجارية الأوروبية والعالمية؟ * لم تنسحب بريطانيا بعد عن الاتحاد حتى تستدعي قانون 50، وهو فقرة من معاهدة لشبونة التي تشرح سبل انسحاب إحدى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي بشكل طوعي، وفي حال لم يتم تقديمه فيعني ذلك أن الدولة مازالت ضمن الاتحاد، لذلك من المبكر جدا الحكم مسبقا على تأثير انسحابها خصوصا وأن التعاون التجاري والاقتصادي مازال مستمرا حتى هذه اللحظة. *هل هناك توجه جديد لاستقطاب عدد من الدول التي لم تشارك من قبل في الاتحاد الأوروبي؟ * يقوم الاتحاد الأوروبي على سياسية دقيقة فيما يخص استقطاب الدول للمشاركة في الاتحاد، وذلك لأسباب عديدة أولها وصول الدولة الراغبة في الانضمام إلى معايير خاصة تمكنها من المطالبة بالانضمام، مثل تحمل الالتزامات السياسية والاقتصادية للعضوية ومطابقتها لمبادئ الحرية، والديموقراطية، واحترام الإنسان وحريته وسيادة القانون. *الرئيس الأميركي الجديد يهدد باتخاذ سياسة حمائية، تحمي الصناعة الأميركية ضد العولمة والانفتاح، هل سيؤثر ذلك على دول الاتحاد بشكل مباشر أو غير مباشر؟ * من المبكر جدا الحكم على سياسة ترامب الخارجية، فعلاقة الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدة الاقتصادية متينة جدا لاسيما وأن أي تأثر في الولاياتالمتحدة سيؤثر حتما على الاتحاد الأوروبي، بل على العالم كله، لذلك نأمل بأن تستمر هذه العلاقة المتينة في ظل ولاية الرئيس الأميركي الجديد بحكم أنها أكبر شريك اقتصادي للاتحاد الأوروبي. * هل هناك مخاوف من قبلكم بشأن تصريحات ترامب وشكوك حول دعم الولاياتالمتحدة للاتحاد؟ * إن استقرار الاتحاد الأوروبي هو هدف رئيسي للسياسة الأميركية في العقدين الماضيين، حيث كانت الولاياتالمتحدة السبب الأول للسلام في أوروبا خلال السبعين سنة الماضية ، لذلك هي دولة رئيسية في دعم الاتحاد الأوروبي سياسيا واقتصاديا.