كنا قد توقفنا عند كلمة بذل ونستمر مع باب الباء الثلاثي: "برا" معنى برا بفتح الباء وفتح الراء في مختار الصحاح ب ر ا : البَرَى التراب والبَرِيّةُ الخلق وأصله الهمزة والجمع البَرايا والبِريَّاتُ وقد بَرَاهُ الله أي خلقه. ولم اجد في في المعنى الشعبي مايوافق المعنى الفصيح فكلمة "رد البرا" والتي تعني عليك العتب وسوف آخذ الحق منك لا تتوافق مع المعنى الفصيح وما دعاني لإدراجها هو جدل حول معنى هذه الكلمة. "برج" " البُرْجُ " من المدينةِ " بالضّمِّ : الرُّكْنُ والحِصْنُ " والجمعُ أَبْرَاجٌ وبُرُوجٌ وقال أَبو إِسحاقَ في قوله تعالى: "والسَّماءِ ذات البُرُوجِ" قيل: ذات الكَوَاكِبِ وقيل: ذات القُصُورِ في السّماءِ. ونُقِلَ ذلك عن الفرَّاءِ. وقوله تعالى: "ولو كُنْتُمْ في بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ" البُرُوجُ هنا: الحُصُونُ. وفي اللهجة الشعبية البرج هو ما ارتفع من البناء يقول احد الشعراء بعدها كيف ترقى عاليات البروج وتشوف نفسك بعزتها وهندامه وشاعر آخر يقول: والآدمي لو نزل في عاليات البروج لابد يوم يطفى فيه نور السراج "برد" البَرَدُ بِالتَّحْرِيك: حَبُّ الغَمَام. وعبَّرَه اللَّيثُ فقال: مَطَرٌ جامدٌ قال يزيد بن معاويه: وأمطرت لؤلؤا من نرجس وسقت ورداً وعضت على العناب "بالبرد" والبَرَدُ وضَبطَه البَكريّ بكسر الرّاءِ وقال: هو جَبَلٌ في أَرضِ غَطفانَ يَلِي الجَنَابَ. وسَحَابٌ بَرِدٌ وأَبْرَدُ: ذو قرٍّ وبَرْد والمعنى الآخر هو البرد بتسكين الراء من برودة الجو : ضِدُّ الحَرّ وهو معروف ففي المعنى الأول نفس معنى الكلمة باللهجة الشعبية بفتح الباء وفتح الراء يقول الشاعر عبدالله عبار العنزي يالله يا جامع "برد" كل حالوب تلمنا يا اللي تلم الذهوبي وفي المعنى الاخر بتسكين الراء تقول شعاع الاسلمي: يا بوي من كثر المراحيل مليت "البرد" والمجهام زود جنوني وهناك جبل اسمه برد بكسر الباء يقع بين تيماء وحائل وآخر في الطائف "برز" بَرَزَ الرجلُ إذا ظَهَرَ بعد الخَفاء وقال الصَّاغانِيّ: بعد خُمولٍ وفي عبارةِ الفَرّاء: وكلُّ ما ظَهَرَ بعد خَفاءٍ فقد بَرَزَ لوحده يقول المتنبي: إذا رَأيْتَ نُيُوبَ اللّيْثِ بارِزَةً فَلا تَظُنّنّ أنّ اللّيْثَ يَبْتَسِمُ ومعنى بَرَزَ في المعجم الوسيط: ظهر بعد خفاء. ويُقال: بَرَزَ له: انْفَرد عن جماعته لينازله في المعركة. وهذه الكلمة مشابهة لمعناها باللهجة الشعبية فيقال فلان برز لوحده او برز فلان في العصر الفلاني أي ظهر له شأن وهناك عشيرة من قبيلة عربية يقال لهم البرزان لأجل البروز والظهور. قال أحد الشعراء في تجهيز اغراض الرحلة: "برز" زهابك وانتبه للمعاميل واختار من صفر الدلال الجدادي وقال الشاعر المويشير: عقاب برز في عطفة الحرب والشال شوق الهنوف اللي صخيف حشاها "برص" البَرَصُ في اللغة مُحَرَّكَةً: داءٌ مَعْرُوفٌ أَعاذَنَا اللهُ منه ومن كُلِّ داءٍ وهو بَيَاضٌ يَظْهَرُ في ظاهِرِ البَدَنِ والبرص بضم الباء وتسكين الراء الوَزَغَةِ وفي اللهجة الشعبية على نفس المعنين فالاول يقول الشاعر مانع بن شلحاط في ذلك بتصغير كلمة ابرص شايب وبي جلطه "وابيرص" وموات ماعاد بي جهد لصيد الذيابه وأما المعنى الثاني فيقول الشاعر بصري الوضيحي: علية عجز" البريصي" يلوطه ولا لي على منبوز الارداف حيله الاربعاء القادم نكمل ولنا لقاء.. ودمتم بخير