استعنت بعنوان المسلسل المصري الذي أنتج عام 1983م ليرصد حياة المصريين، وهو من تأليف عبدالحي أديب وإخراج محمد نبيه وبطولة محمود المليجي وحسن عابدين وكريمة مختار، وتدور أحداثه حول موظف حكومي يعود ابنه من رحلة الدراسة في أميركا متزوجا أميركية، وسبب الاستعانة بالعنوان هو قيام المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي بتعزية المصريين في وفاة "ماما نونا" التي قامت بها كريمة مختار في مسلسل آخر. ومن تعزية المستعرب أفيخاي أدرعي هذا العسكري الإسرائيلي الذي يستخدم الأسلحة الناعمة لاختراق المجتمع العربي، لا بد أن تكون الرسالة الكبرى هي "في حاجة غلط" فهو استطاع أن يخلق نوعا من التطبيع غير المباشر مع عدد من العرب المتابعين لحساباته على وسائل التواصل الاجتماعي بحجة دحض حججه وتفنيد ادعائه بل وحتى شتمه، فهي لغة أصبحت معروفة في مثل هذه الحوارات، ولكن السؤال الكبير: هل غابت تلك السلوكيات عن أدرعي؟ أبدا هو يلعب مباراة من النفس الطويل التي تستوجب التعرف الاستشرافي على النتائج قبل الخوض في اللعبة، وهي إستراتيجية للتسلل الناعم لشبكات العرب ومنها يبدأ الحديث والتعرف على بقية المحتوى، ولعل اللافت للانتباه تكرار صور مجموعة النساء الجميلات تحت عنوان هكذا مدسوس عن إحباط شبكات ومحاولات حماس المعادية، وكأن الرسالة تدعو المتصفح من الشباب لدخول تلك المواقع والتعرف على صاحبة الصورة. ولذا فالحوار من هذا النوع هو عنوان لحوارات مماثلة وموجهة لكل الدول العربية وفيها يتم اختراق الناعم وربما التجنيد العدائي، ونحن هنا لسنا بمعزل عن مثل هذه السلوكيات المعادية والموجهة لشبابنا، وكل ما في الأمر أننا نحتاج إلى فضح الكثير من هذه المواقع وهكذا توجهات والتحذير منها، عندها نعرف العدو مبكرا حتى وإن قدم مخالب الذئب في قفاز من حرير، الاختراق الناعم بات يدخل من بوابة الحوار الحضاري ويدفع الإنسان بالاعتزاز بالقيمة الحضارية للحوار، ولكن الهدف هو الاختراق وليس الحوار. فلنستعد قبل أن نعتز بغرور، ولعل النقطة تبدأ من متابعة الشباب المتحمس لساحات الحوار المشبوهة لتعزيز قدراته الدفاعية دون كسر اعتزاز حماسه، والغريب في الأمر أن افيخاي يستفز المشاركين برسالته ويترك بني يعرب يدافعون نحو الرد عليها فينام ملء عيونه عن شواردها.