كرمت مجموعة "وفاء الكلمة" التي تضم كلاً من د. عبدالله الغذامي، والأستاذ عبدالله الناصر، والأستاذ حمد القاضي، و د. إبراهيم التركي، الأديب والعالم الموسوعي الشيخ محمد بن عمر العقيل -أبوعبدالرحمن ابن عقيل الظاهري-؛ تقديراً ووفاءً لما قدمه من جهود مخلصة لخدمة الدين والوطن والمعرفة والإبداع، وذلك في أمسية ثقافية جمعت نخبة من رواد العلم والأدب والثقافة من مختلف مناطق المملكة في مزرعة آل ناصر في الدرعية مساء يوم الأربعاء 13 ربيع الآخر 1438ه، في جوٍ مفعم بمشاعر الأخوة والتقدير والسعادة بالمحتفى به. وافتتحت الأمسية بكلمةٍ ارتجالية ترحيبة ألقاها الأستاذ عبدالله الناصر استعرض فيها بداية معرفته وعلاقته بالشيخ الظاهري، وما سمعه منه عن الحداثة في إحدى ندوات النادي الأدبي في الرياض، وتحدث عن دعوته لأبي عبدالرحمن في لندن، وإقامة ندوة ثقافية ماتعة آنذاك خلال ثلاثة أيام ثقافية، خصص يوماً ثقافياً لأبي عبدالرحمن، وكان ذلك بحضور د. غازي القصيبي رحمه الله وغيره من الأدباء والمثقفين العرب. ثم ألقى كلمة د. عبدالله الغذامي نيابة عنه د. إبراهيم التركي التي جعل عنوانها "ظاهري أم ظاهرة" جاء فيها: "ظهر أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري إعلامياً في مطلع السبعينيات وكان لظهور اسمه وقع مدهش، فالاسم يتشكل من عقدة ثقافية وكأنها ألغاز فهو لا يمت لمعهود الأسماء الصحفية، ولا لمنظومة الصيغ المرمزة التي تعود الناس ظهورها لكتاب وكاتبات لا يودون إظهار أسمائهم الحقيقية، ثم إن الاسم هذا هو من صناعة صاحبه، والمعتاد عرفياً أن الأسماء هي من تشفع لأصحابها، كأن يكون الاسم فئوياً أو طبقياً أو وظيفياً، أو مصحوباً بلقب علمي أو رتبة رسمية، والبعض كان يأخذ اسماً نسوياً يساعد على لفت النظر، ويتبع حال الدهشة هنا أن الاسم المختار يجمع بين قطبين متنافسين دلالياً، فهو "أبو" و"ابن" في آن واحد، وهو منحاز فكرياً لمدرسة فقهية لها مرجعيات عالية الجدلية، وابن حزم الظاهري ظل علامة على الجمع بين المعاني المتضاربة، وبعضها يتنافر في نظر كثير من الفقهاء قديماً وحديثاً، وهذا ما حدث مع شخصية أبي عبدالرحمن الظاهري، فقد مر بعواصف ثقافية بدءاً من نقاشه المنشور مع القصيمي، ومروراً بكشفه عن ذائقته الغنائية وعن تفضيلاته في عالم الغناء، وظهر على القنوات الفضائية في وقت مبكر جداً، حين كان أقرانه يحرمون حتى وجود الدش على سطح البيت بغض النظر عن نوعية المشاهدة، فما بالك بمشاهدة تجمع الشيخ مع المذيعة النجمة، ويظهر الشيخ في مقالات يروي فيها قصصه مع اللقاء محتفياً بحدث كان من طبعه أنه مستفز ومغضب لأناس يرونه شيخاً منهم ومثلهم، ولكن العودة للاسم الذي ترسم له عبر قطبيه الدلاليين "أبو/ ابن" فإننا سنلحظ الشيء ونقيضه، فهذا الرجل هو أبو التراث وهو ابنه في آن، حيث ينهل من منابع التراث ولكنه يتصرف مع المعطى الأصل باجتهادات لا يخاف من كشفها، ولا يتردد في المحاماة عنها ولو اقتضى الأمر سلاسل من المقالات وتتلوها كتب وندوات، ولا يستصغر نقطة تبدو ضئيلة عند غيره، ولكنها عنده تتحول إلى بحر من التحدي المعرفي الذي يندب نفسه له.. مما جعله ظاهرة وليس ظاهرياً فحسب". ثم ألقى الأستاذ حمد القاضي كلمة تحدث فيها عن مواقفه مع الشيخ وخاصة بعض المواقف وما حصل معه في المجلة العربية وقرار الفصل الوصل، وقد نشر ذلك في كتاب ابن عقيل "شيء من التاريخ"، وذكر أبياتاً جميلة لغازي القصبي رحمه الله. ثم شارك د. إبراهيم التركي أصالة عن نفسه بكلمة بعنوان "بين التفاؤل والتضاؤل"، وجاءت بعد ذلك كلمة للشيخ أبي عبدالرحمن ابن عقيل؛ وهي كلمة مؤثرة، وتابعها بحوار مفتوح مع مداخلات من الحاضرين منها مداخلة الأستاذ محمد القشعمي، و د. محمد بن خالد الفاضل، و د. فهد السنيدي، وشارك الأستاذ عبدالعزيز العيد مدير القناة الثقافية السعودية المكلف، بطلب أن تكون القناة منصة لدروسه وثقافته. ثم ألقى الشيخ ابن عقيل الظاهري قصيدة قالها في صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله تعالى- وكان قد ألقاها في حفل بحضور سموه في أمسيته الثقافية في منزله بالرياض 25/2/ 1417ه، ونشرت في ديوانه "معادلات في خرائط الأطلس". واختتمت الأمسية بقصيدة ماتعة ألقاها الشاعر الأستاذ عبدالله عبدالرحمن الزيد بعنوان "يبادله المجد الهوى" نالت استحسان الحضور. أبو عبدالرحمن الظاهري مستلماً تكريمه من حمد القاضي وعبدالله الناصر (عدسة/ عليان العليان) خالد السليمان ومدير عام مؤسسة اليمامة الصحفية خالد العريفي ورئيس التحرير فهد العبدالكريم الأمسية شهدت حضوراً ثقافياً مميزاً