تظهر الشجاعة عند المخاطر الكبرى "رونار". صحوت فجر السبت الماضي على صوت أشبه بالمفرقعات النارية وشيء غير عادي من نداءات تحدث في الحي الذي أسكنه لم أكترث للصوت، إلا أنني بعد أن صحوت من نومي تذكرت تلك الأصوات غير العادية التي لا تسمعها إلا في أفلام هوليوود، فلم أتوقع أنها طلقات نارية، فتحت النت لأبحث عما حصل وتفاجأت بصور الحادثة منقولة على تويتر حيث رجال الأمن بمواجهة إرهابيين خطيرين، كما ينص الخبر على أن أحدهما كان تنظيم "داعش" يعتمد عليه في تصنيع الأحزمة الناسفة التي نفذت بها عدداً من الجرائم الإرهابية، كذلك دوره في تدريب الانتحاريين. وكانا يرتديان حزامين ناسفين جاهزين للاستخدام، ولولا بطولة رجال الأمن وسرعة تجاوبهم وإدارتهم للأزمة لأزهقت الكثير من الأرواح بسبب هذا الفعل الإرهابي الذي ترفضه وتلفظه الفطرة الإنسانية، ليس غريباً على رجال الأمن هذه البطولة، ولكني في لحظات تخيلت نفسي وأنا نائمة بأمان وهناك من يواجه الموت دفاعاً عني وعنك وعنهم، هزتني صورة رجل الأمن البطل الذي واجه الإرهابي بكل شجاعة، فهو لم يفكر في حياته أو أبنائه وزوجته، لم يفكر بأمه وأبيه، وأصدقائة، بل كان يفكر كيف يحمينا جميعاً ويحمي الوطن، كيف يمكننا تقديم الشكر لهم أيضاً، رجالنا في الحد الجنوبي هم الدرع الحصين والجدار الحامي للوطن من كيد الأعداء، وهم السيف الذي نحارب به، والعين الساهرة التي تحمينا، يتواجدون على جبهة الحرب بصمت دون ضجيج، يقفون في وجه الموت لصد أي اعتداء أو تسلل للوطن، فلهم التحية والتقدير على كل جهد بذلوه ويبذلونه لحماية الوطن، فرجال الأمن مفخرة لنا، وعملهم الصعب المليء بالمكابدات الشاقة والمخاطر اليومية التي يواجهونها تحتم علينا شكرهم صبحاً ومساء، وهل هناك أكثر شدة من مواجهة الموت؟ هؤلاء الأسود الذين يحولون بيننا وبين الأمن والأمان الذين يقفون في وجه كل من يحاول المساس بأمن وطننا يضحون بأنفسهم فداء للوطن لأنام أنا وأنت وهو قريري العين يجب أن نشكرهم ونكرّمهم، ويدرج اسم كل بطل وشهيد في الكتب الدراسية، والشوارع، وينظر لهم كمثال وقدوة وشخصيات ملهمة وقوية همتها تلامس السحاب.