سأذكر لكم بعض الأرقام التي حاولت عرضها بطريقة ميسرة، ولأن أغلب الناس يتجنبون حفظ الأرقام ويشعرون أنها معقدة ولا يحتاجون لحفظها، فأقترح حفظ هذه الصفحة في خزانة الأدوية أو الصيدلية المنزلية لتسهيل الرجوع إليها وتصوير الرسوم البيانية وتبادلها بين أفراد الأسرة والمعارف والأصدقاء. هل تصدقون أن معرفة هذه الأرقام قد تجنبك أخطاراً صحية كبيرة أو تجنب أحد أفراد عائلتك أو أصدقائك أو حتى أشخاص تقابلهم في الشارع أو مكان عملك من مضاعفات يمكن تلافيها بتعريفهم بتلك الأرقام والمؤشرات؟، نعم لا أبالغ في هذا فقد أثبتت الأبحاث العلمية تأثير معرفة تلك الأرقام في تلافي الكثير من الأمراض المفاجئة مثل السكتات الدماغية والجلطات ومضاعفات السكري وارتفاع الضغط والسمنة. أهم أربعة أرقام أو مؤشرات يجب معرفها هي مؤشرات ارتفاع ضغط الدم ، و مستوى الدهون والكوليسترول ، ومستوى السكر في الدم، ومؤشر كتلة الجسم . معرفة المستوى الطبيعي وما فوقه يحدد وضعك الصحي ليس في الأمراض نفسها مثل مرض ارتفاع ضغط الدم والسكري فقط، بل يمكنك من تلافي مضاعفاتها الخطيرة الأخرى قبل حدوثها. ارتفاع ضغط الدم: يختصر الرسم التوضيحي تعريفات ومحددات ضغط الدم المنخفض والطبيعي (باللون الأخضر) وفوق الطبيعي أوماقبل ارتفاع ضغط الدم (باللون الأصفر) وأخيرا مرض ارتفاع ضغط الدم (باللون الأحمر). على يسار الرسم الأرقام الخاصة بقياس ضغط الدم في الشرايين أثناء انقباض بطيني القلب وأسفل الرسم مقدار ضغط الدم أثناء انبساطهما . فأثناء ضغط الدم الطبيعي يكون الضغط الانقباضي (يسار) من 90 إلى 120 ملم زئبق ، ويكون الضغط الانبساطي (أسفل) من 60 إلى 80 ملم زئبق. وعندما يرتفع الضغط الانقباضي إلى 120 وأكثر حتى يصل إلى 140 (أو) الانبساطي من 80 إلى 90 فإن ذلك يعتبر مؤشراً غير جيد يستوجب سرعة تعديل نمط الحياة من خلال تجنب مسببات الضغط والقلق وتحسين الأكل ورفع اللياقة البدنية بالمشي مثلاً، ومع أن تلك المرحلة لا تستدعي غالياً تناول أي أدوية لكنني أقترح زيارة الطبيب لتجنب أي اعتلالات محتملة من خلال تعديل نمط المعيشة والحياة. عندما يتجاوز الضغط الانقباضي 140 ملم (أو) الانبساطي 90 ملم فهذا دليل لحدوث مرض ارتفاع ضغط الدم الذي يجب عند حدوثه زيارة الطبيب واحتمال وصف أدوية مناسبة مع ضرورة تعديل نمط الحياة بما فيها التغذية الصحية واللياقة البدنية والمناسبة وتجنب مسببات ارتفاع الضغط المعروفة، وتسمى هذه الحالة بارتفاع الضغط المرحلة الأولى ، وعندما يتجاوز الضغط الانقباضي 160 (أو) الانبساطي 100 تسمى المرحلة الثانية لارتفاع ضغط الدم، والحالة الأخطر التي تستدعي النقل مباشرة للطوارئ هي ارتفاع الضغط الانقباضي الى 180 وأكثر (أو) الانبساطي الى 110 وأكثر، وقد وضعت (أو) للتأكيد أنه ليس من الضروري أن يرتفع الاثنان بل يكفي ارتفاع أحدهما بالذات الضغط الانقباضي الذي لا يجب التساهل أو التأخر في مراجعة الطبيب عند ارتفاعه. قد يحدث في حالات معنية انخفاض الضغط الانقباضي عن 90 والانبساطي عن 60 وهو مايعرف بانخفاض الضغط والذي يجب مراجعة الطبيب حالاً عند حدوثة لأنه مؤشر لوجود مرض آخر يجب علاجه بلا تأخير. الرقم الذي يجب أن نحفظه هو الحد الأعلى لضغط الدم الطبيعي وهو (120 / 80)، ومازاد عنه فيجب أخذ الحيطة والتصرف المناسب حسب الارتفاع. وأنوه أنه يجب قياس ضغط الدم أثناء الاسترخاء ولا يجب أن يكون في حالة انفعال ويجب ألا يتكلم أو يتحرك الشخص كثيراً أثناء القياس ويفضل أن يكون في الصباح الباكر، حيث أن تلك العوامل تؤثر على دقة النتيجة، والأمر الآخر أن أغلب أجهزة قياس الضغط والسكر جيدة ودقيقة الى درجة كبيرة يمكن الاعتماد عليها ويفضل أن يقارن المريض نتائجها مع نتائج الفحص في عيادة الطبيب بأن يستخدمها في القياس قبل أو بعد زيارة الطبيب مباشرة أو يحضرها معه للعيادة ليكون الفحص أكثر دقة. مستوى السكر في الدم: كما يوضح الجدول، هناك ثلاث مقاييس مشهورة لتحديد مستوى السكر في الدم ، والرقم الأكثر شهرة هو استخدام المليجرام لكل ديسليتر ولكي لا ندخل في تفاصيل اختلاف المقاييس بين الرجل والمرأة والأعمار المختلفة سنتحدث عن ثلاث حالات وهي الحالة الطبيعية وحالة ماقبل السكري والحالة الثالثة هي اًلاصابة بالسكري وسنركز على رقم أساسي هو (70 – 115ملجم/ديسيلتر) وللاحتياط يجب ألا يزيد مستوى السكر في الدم بعد صيام 8 ساعات عن 100 ملجم/ ديسيلتر، ولا ينخفض أقل من 70 وهذا هو الوضع الطبيعي للسكر أثناء الصيام. فحص السكر بعد الأكل أي بدون صيام لا يعطي نتائج دقيقة ويعتمد على وقت الفحص والمدة الزمنية بينه وبين تناول الطعام، ولهذا لا نفضل هذا الفحص. اختبار تحمل الجلوكوز المركز فحص يعمل في العيادة فقط ونتيجته يجب ألا تزيد عن 140 . لنعود لفحص السكر بعد الصيام ، عندما يكون بين 100 الى 125 ملجم / ديسيلتر يعرف بأنه مرحلة ماقبل السكري وهو المرحلة الثانية ولها مسببات كثيرة ، ووصول سكر الدم لهذا المستوى لا يعني بالضرورة أن الشخص مصاباً بالسكري ولكن مراجعة الطبيب في هذه المرحلة مهمة جداً لتجنب مسبباته والتأكد من سبب ارتفاع السكر في الدم. إذا ارتفع سكر الدم بعد الصيام لأكثر من 126 ملجم/ديسيلتر فهذا مؤشر لحصول مرض السكري والذي يحتاج لاختبارين تأكيديين قبل تأكيد تشخيص السكري. المعيار الثاني هو استخدام الميلي مول ، ويكون المستوى الطبيعي بين (4-6)، وعندما يكون بين (7- 10) فلا زال في حدود الطبيعي ولكن الشخص يحتاج لتعديل لنمط معيشته وحياته لتكون أفضل صحياً وعمل لياقة بدنية شبه يومية، ولكن عندما يتجاوز ذلك فهذا مؤشر على حصول مرض السكري أو ارتفاع غير عادي يستدعي الفحص الطبي بلا تأخير . هذا المعيار يستخدم في بعض المستشفيات ولكنه أقل شهرة من المعيار الأول الذي يعرفه الناس. أود التنبيه على خطورة ارتفاع السكر أكثر من 200 أو وصوله الى 50 عند الانخفاض، عند تلك المرحلتين لا تتأخر في عرض نفسك على طبيبك واعتبرهما جرسا انذار لتعديل سلوكك الصحي والغذائي واللياقي واحذر من تساهل الآخرين وتجاربهم الشخصية حيث يعتقدون أنهم أقوى من السكري وقادرين على التغلب عليه بالخلطات وسواها، ولا يتعارض عمل الأسباب بالفحص والعلاج مع التوكل على الله. المعيار الثالث وهو الأفضل لأنه يعطي مؤشراً دقيقاً عن وضع سكر الدم خلال الأربعة أشهر السابقة (عمر كريات الدم الحمراء) ولا يتأثر بتناول الغذاء أو الصيام لأنه يقيس نوع من الهيموجلوبين الذي يرتبط بالجلوكوز في الدم وقياس ذلك الهيموجلوبين يعطي مؤشراً على نسبة السكر المرتبط به، هذا المعيار يسمى الهيموجلوبين السكري أو السكر التراكمي (Hb A1c)، والرقم الذي نحتاج معرفته هو (6) فعندما يزيد السكر يالتراكمي عن 6 فهذا مؤشر ارتفاع سكر ولكن عندما يصل الى (9) فهذا يحتاج لزيارة الطبيب أو أخذ الانسولين إن كان الشخص مصاباً بالسكري أساساً، وهذا الرقم يعادل 215 ملجم في المعيار الأول، وحوالي 12 في المعيار الثاني، أي أنه جرس إنذار يستدعي التدخل الطبي بلا تأخير. الكوليسترول: يجب ألا يزيد الكوليستيرول عن 200 ملجرام /ديسيلتر وهذا هوالرقم الذي يجب حفظه، ويقابله (5.2 مليمول /لتر) في المعيار الثاني ، فبعض المراكز الطبية تستخدم المعيار الأول وهو السائد وبعضها تستخدم المعيار الثاني وكلاهما دقيق. والدهون الثلاثية (TG) يجب ألا تزيد عن 150 ملجرام / ديسيلتر، والليبيدات منخفضة الكثافة (LDL) (يسميها البعض الكوليسترول الضار - للتوضيح وليس للموافقة على المسمى) لا تزيد عن 130 ملجرام / ديسيلتر، والليبيدات مرتفعة الكثافة (HDL ) (يسميها البعض الكوليسترول النافع) مهم أن تزيد عن 60 ملجرام / ديسيلتر. مؤشر كتلة الجسم: هذا المؤشر هو معيار الوزن الدقيق، حيث يحدد عما إذا كان وزن الشخص طبيعياً أو لديه زيادة وزن أو أنه وصل لمرحلة السمنة بدرجاتها الثلاث التي يوضحها الجدول المرفق. وفائدة هذا المؤشر أنه يأخذ في الاعتبار وزن الشخص بالنسبة لطوله حيث أن الوزن لوحده لا يكفي لمعرفة إن كان وضع الشخص مناسباً صحياً أم لا، فوزن 80 كيلو مثلا قد يكون هو الوزن المناسب لطويل القامة لكنه يعتبر سمنة لقصير القامة. يحسب مؤشر كتلة الجسم بقسمة الوزن (بالكيلو جرام )على مربع الطول (بالمتر)، فمثلا شخص وزنه 85 كجم وطوله 172 سم، يكون مربع الطول بالمتر 1.72 X 1.72 = 2.96، نقسم الوزن (85 في مثالنا) على هذا الناتج ليعطينا مؤشر كتلة الجسم لهذا الشخص وهي: 28.7 مما يعني أن لدى هذا الشخص زيادة في الوزن ولكن لم يصل لمرحلة السمنة، فإن وصل ذلك الرقم إلى 30 فمعناه أن لديه سمنة من الدرجة الأولى، وإذا وصل إلى 35 فيعتبر سمنة درجة ثانية، فإن وصل إلى 40 فهي سمنة درجة ثالثة (سمنة مفرطة) تستوجب التدخل الطبي، وفي المقابل إذا نقص المؤشر عن 18.5 يكون الشخص نحيفا ناقصا للوزن أقل من الطبيعي. هذا باختصار أهم الأرقام التي يجب معرفها لعامة الناس، ولكن هناك أرقام أخرى يحتاجها البعض مثل معدل فيتامين (د)، والكالسيوم والحديد وبعض الفيتامينات والمعادن الأخرى، ولكن لكي لا نكثر عليكم الأرقام فضلنا التركيز على أهم أربع مؤشرات، اتفق العلماء على أنها الأهم. أدعو لكم بالصحة والعافية.