أوضح د. أنس الدحيلان أخصائي المخ والأعصاب بمستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، أن دراسات غير دقيقة كشفت عن وجود حالة تصلب متعدد مرضية تسجل أسبوعيا بالمملكة، في الوقت الذي بلغ عدد المصابين 29 ألفا، مشيرا إلى أنه وبحسب الإحصائيات العالمية فإن عدد المصابين بمرض التصلب العصبي المتعدد بلغ 2.5 مليون بالعالم، وتبلغ نسبة المصابين في أمريكا الشمالية من 90 -100 في كل 100000 شخص، وفي بريطانيا تكتشف 5000 حالة سنويا بمعدل تقريبي 100 حالة أسبوعيا، ويختلف انتشار المرض حسب العرق والموقع الجغرافي. وقال خلال استضافته بديوانية الأطباء بالمنطقة الشرقية مساء أمس الثلاثاء، أن الأعراض الشائعة للتصلب المتعدد تظهر غالباً في الإناث بنسبة 3 الى 1 بين الفئة العمرية 18 إلى 50 سنة، مبينا بأن أكثرها شيوعاً هو التنميل (خدر)، التعب والوهن في الأطراف، مشاكل في الرؤية، ألم مزمن، صعوبة المشي ، التشنج ، الاكتئاب، مشاكل المثانة، الامساك، وتبدأ أعراض المرض بحدوث إصابات مفاجأة في الجهاز العصبي المركزي، مبينا بأن التصلب المتعدد هو مرض مناعي يؤثر على الجهاز العصبي المركزي المكون من المخ و الحبل الشوكي حيث تقوم خلايا الجهاز المناعي للمصاب بمهاجمة الخلايا العصبية وغشاء المايلين، وهذا الهجوم يسبب التهاب المايلين وبالتالي بطئ انتقال الإشارات العصبية بين الجهاز العصبي المركزي وباقي أجزاء الجسم ويختلف ظهور الأعراض من مريض إلى آخر بحسب أماكن الضرر. وأفاد د. الدحيلان، بفشل الكثير من الدراسات في معرفة الأسباب الحقيقية لهذا المرض، ولكن المتفق عليه هو وجود قابلية جينية قد تؤدي لحد كبير إلى الإصابة بالمرض، منوها أن 85% تقريباً من مرضى التصلب المتعدد يتم التشخيص الأولي لمرضهم على أنه من النوع الناكس المتردد، و10% تقريباً يتم تشخيص مرضهم على أنه من النوع الأولي المتقدم، وقبل أن تتوفر الأدوية التي تعدل مسار المرض 50% تقريباً من مرضى التصلب المتعدد الناكس-المتردد يتحول مرضهم إلى النوع الثانوي المتقدم خلال 10 سنوات. بعد ذلك تحدث صقر الماجد عن برنامج "بسمة أرفى" والذي تقدمه جمعية أرفى للتصلب العصبي المتعدد، وهو برنامج يساهم في إعادة الأمل للعديد من المرضى من خلال اعادتهم للحياة مرة أخرى دراسيا وعمليا، مستعرضا العديد من تجارب المصابين ومنهم عبدالمجيد القحطاني، وطارق الحطامي وعواد البلوي. ثم تحدث م. فلاح الهاجري عضو مجلس إدارة الجمعية، عن خدمات الجمعية وكذلك دور الجمعية بالتعريف بالمرض والتوعية سواء للجهات والأفراد لتسهيل حياة الفرد المصاب، مشيرا بأن هناك برامج تستهدف المصاب نفسه وهناك برامج مخصصة لأسرة المصاب لما للأسرة من دور كبير في دعم المصاب، كما تحدث عن دور الإعلام والشراكات التي عقدتها الجمعية من أجل حقوق المرضى. وفي ختام اللقاء قدم مؤسس الديوانية عبدالعزيز التركي، درعا تكريما لضيف اللقاء د. أنس الدحيلان.