تواصل السلطات الالمانية تحقيقاتها في اعتداء برلين غداة مقتل المشتبه به الرئيسي فيه، وتبحث في هذا الاطار عن شركاء محتملين قد يكونون ساعدوه في الوصول الى ايطاليا على الرغم من إجراءات أجهزة الشرطة في البلاد. وقالت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل أن "الخطر الارهابي ما زال قائماً". وأكد وزير الداخلية توماس دي ميزيير أن "التهديد الارهابي يبقى مرتفعاً في ألمانيا". وصرح رئيس نيابة مكافحة الارهاب بيتر فرانك الجمعة "بالنسبة لنا الآن، من المهم جداً تحديد ما أذا كانت هناك خلال الاعداد (لاعتداء على سوق في عيد الميلاد) والتنفيذ، شبكة دعم، شبكة مساعدة، شركاء أو أشخاص ساعدوه". ويفترض أن يعيد المحققون الآن بناء المسار الدقيق لرحلة التونسي أنيس العامري من برلين الى ميلانو، كما قال فرانك. وتتساءل الصحف الالمانية كيف تمكن من مغادرة ألمانيا على الرغم من إنتشار الشرطة. كما بدأت تطرح تساؤلات عن الاجراءات الامنية التي اتخذت بعد الاعتداء. وذكرت وسائل اعلام ألمانية أن المحققين عثروا في حقيبته على بطاقة قطار تشير الى أنه استقل القطار من شامبيري في شرق فرنسا ومر بتورينو قبل أن يصل ليلا الى ميلانو. وفي باريس، صرح المدير العام للشرطة الوطنية الفرنسية جان مارك فالكون في مقابلة إن المحققين الفرنسيين يعملون "يوميا مع الأجهزة الألمانية، وحاليا مع الأجهزة الإيطالية". وقال فالكون إن إدارة مكافحة الارهاب في الشرطة الفرنسية "ابلغت بالقضية وتقوم بعمليات تحقيق متقدمة"، موضحاً أن "الامر يتعلق بتحديد ما إذا كان هذا الارهابي قد مر خلال رحلته عبر أراضينا". وفي ايطاليا يتساءلون عما كان يفعله العامري في الضاحية الشمالية لمدينة ميلانو. وبالتأكيد لا يتوجه أحد بلا هدف الى سيستو سان جوفاني البلدة العمالية السابقة التي لا حياة فيها ويبلغ عدد سكانها حوالى ثمانين ألف نسمة. وفيها قتل انيس العامري بعدما أطلق النار على شرطيين خلال عملية تدقيق روتينية في الهويات. والمكان الذي يشكل عقدة نقل مهمة، يخضع لمراقبة خاصة من الشرطة. والمحطة التي رصده فيها رجال الشرطة الجمعة، هي نهاية خط لقطار الانفاق ومنصة كبيرة للحافلات يعبرها يومياً عدد كبير من الاجانب. ومن هذا المكان تنطلق حافلات الى اسبانيا والمغرب وألبانيا وجنوب ايطاليا. وقد رد العامري على رجال الشرطة الذين طلبوا أوراقه أنه لا يحملها وأنه "من كالابريا". وقال العامل المغربي الشاب عزيز لوكالة فرانس برس "اخضع لعملية تدقيق يومية هنا من قبل الشرطة عندما أنزل من الحافلة". وأضاف أن "المكان مقفر في الليل وهذا يمكن أن يفسر نجاح الدورية في رصد شخص بمفرده". ونقلت صحيفة لا ستامبا عن محققي مكافحة الارهاب في ميلانو أن العامري وصل بالقطار من فرنسا وتحديداً من شامبيري. ويبدو أنه أمضى ثلاث ساعات في تورينو حيث يدقق المحققون في تسجيلات كاميرات المراقبة لمعرفة ما إذا كان تحدث الى أي شخص. لكن في اللقطات المتوافرة لديهم حتى الآن، لم يتصل بأحد. ويكتفي المحققون في مكافحة الارهاب حالياً والذين تنقل وسائل الاعلام الايطالية تصريحاتهم، بعرض فرضيات مشيرين في الوقت نفسه الى أن سيستو سان جوفاني التي كانت "ستالينغراد ايطالية" بسبب نفوذ الحزب الشيوعي فيها، أصبحت مدينة متعددة الثقافات وتضم جالية مسلمة كبيرة. هل كان لديه موعد مع شخص ما؟. وأكد قائد شرطة ميلانو انطونيو دي ييسوس أمام الصحافيين أن أنيس العامري "لم يكن لديه أي صلة مع مسجد سيستو". كما أن تمكن الرجل الذي كان على رأس لائحة المطاردين في أوروبا من الوصول بهدوء وهو مسلح الى ايطاليا، لا يطمئن الايطاليين. واعترف المسؤول في الشرطة دو اييزو بأنه "كان يمكن أن ينفذ اعتداءات أخرى"، وتحدث عن "هارب خطير جداً". وقد كان لديه في حقيبة الظهر التي كان يحملها مسدس جاهز للاستخدام كما تبين عندما أطلق النار على رجال الشرطة.