اقيمت امس فعاليات الجلسة الثانية من منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، تحت شعار "الدولة الوطنية في الفكر الإسلامي" الذي يقام فى العاصمة الإماراتيةأبوظبي بحضور 400 شخصية من العلماء والمفكرين والباحثين العرب والمسلمين. حيث أكد المشاركون، أن راية الخلافة التي يحملها المتطرفون وهمية، ولا تقوم على أسس شرعية، وأبرز المشاركون مواطِن الجهل التي يستند إليها الغلاة، وعدم فهم النصوص بما أضر بالعالم الإسلامي، وأن الإسلام يقود أكبر حرب في تاريخه ضد فكر التشدد والغلو، موضحين أن الإسلام ودعوته منذ البداية خاض حروباً ضروساً اختلفت مسمياتها وأشكالها، إلا أن التطرف والغلو في الفكر كان أشدها. قالت الشيخة لبنى بنت خالد القاسمي، وزيرة الدولة الإماراتية للتسامح ، إن دولة الإمارات أصبحت أرضاً حاضنة للشعوب بكل تسامح وسلام وبتقدير واحترام دون تفريق. وقال رئيس الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف الإماراتية الدكتور محمد مطر الكعبي: "هؤلاء العلماء المشاركون اليوم من أصقاع مختلفة من بلدان العالم، يتباحثون في مسائل تهم المسلمين جميعاً؛ سعياً منهم لتصحيح ما يهم المسلمين في أوطانهم من مفاهيم أصبحت مغلوطة لدى الكثيرين، ويتباحثون في موضوع الدولة الوطنية، إذ يطرح كل عامل اجتهاداته وآراءه لتظهر لعامة الناس". من جهته قال وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة: "نحن بحاجة إلى إعادة قراءة لتراثنا الفكري قراءة واعية، يقوم بها أهل العلم والاختصاص لحل إشكاليات الحاضر، خاصة معضلات المواطنة، وتأصيل فقه العيش الإنساني المشترك". بدوره، أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي بالجزائر الدكتور مصطفى الشريف أن المنتدى محاولة إيجابية لمواجهة الأفكار المسبقة وسوء الفهم للحضارة الإسلامية، وقال إن هذا المنتدى يصب في مصلحة الأمة. من جانبه، ذكر المرجع اللبناني علي الأمين أن المؤتمر ينعقد في ظروف صعبة، وتحتاج إليه الأمة من خلال نشر ثقافة التسامح الاعتدال، وتعزيز السلم في مجتمعاتنا، كما أن الأفكار التي يطرحها تشكل خطاباً لمواجهة ثقافة التطرف والإرهاب التي تنتشر في أماكن عدة. وقال د. زياد الدريس المندوب الدائم للمملكة لدى منظمة اليونسكو :"لو سئلنا إن كنا نريد الإسلام أم السلام فسنقول ان الاسلام هو السلام فلا فرق بينهما". وأكد أحمد ولد أهل داود أن الدولة الحديثة تقوم على عقد المواطنة، وأن النظر دائماً يكون إلى المقاصد والمسميات، فما يتم تقييمه هو ما تحققه الدولة من إنجازات يطمح إليها المواطنون. إلى ذلك قال وكيل الأزهر الدكتور عباس شومان أن الإسلام خاض حروباً ضروساً، اختلفت مسمياتها وأشكالها، إلا أن التطرف والغلو في الفكر كانا أشدها، واتخذ الغلاة والمتطرفون في ذلك طريقين متناقضين، أحدهما يقف في صف العداء المعلن للإسلام والتعصب ضده، والثاني يمثله مسلمون يقودهم الحرص المفرط، والتعصب الأعمى إلى حمل أفكار تضر بالإسلام أكثر مما تنفعه. وطالب وزير الإرشاد والأوقاف في السودان عمار ميرغني حسين، وزير الإرشاد والأوقاف في السودان، بضرورة إظهار الصورة الحقيقية للإسلام، بوصفه دين السلم والسلام، والأمن والأمان، والمحبة والإخاء، مضيفاً أن المواطنة والإنسانية هما القاسمان اللذان يجمعان البشر على اختلاف مشاربهم وأديانهم. وقال عضو مجلس حكماء المسلمين الدكتور أحمد عبدالعزيز أن المنتدى يأتي في وقت تحتاجه فيه الأمة الإسلامية لتصحيح الكثير من المفاهيم خاصة مفهوم الوحدة الوطنية. من جهتها أكدت رئيسة مجلس علماء إندونيسيا عضوة مجلس الأمناء الدكتورة أماني لوبيس على ضرورة رعاية الشباب وتنشئتهم في بيئة سليمة روحانياً وجسدياً.