افتتح في العاصمة الروسية (موسكو)، امس الجمعة المؤتمر الفقهي الإسلامي "الفكر الإسلامي ودوره في مواجهة الغلو" الذي يعقده المركز العالمي للوسطية بمشاركة المؤسسة الروسية لدعم الثقافة والعلوم والتربية الإسلامية والصندوق الخيري لبطل روسيا حاجي أحمد قادروف. ويهدف المؤتمر الذي يعقد في روسيا لأول مرة بمشاركة عدد كبير من علماء المسلمين في روسيا وخارجها وبينهم ممثلو "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" إلى بحث ظاهرة الغلو ودوافعها في الواقع الروسي. ويشارك في المؤتمر مندوبون من الإدارات الدينية لمسلمي مختلف مناطق روسيا ومن الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين ومن الهيئات الإسلامية في عدد من الدول الإسلامية. وتحدث رئيس المركز الروسي للوسطية الدكتور، علي بولوسين، في افتتاح المؤتمر حول أهمية عقده في الوقت الراهن، كما أشار رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة الكويت، الدكتور، عادل الفلاح، إلى أن مسلمي روسيا كانوا دائما يدعمون فكرة المشاركة والتعاون والتسامح منذ تفكك الاتحاد السوفيتي ونشوء الفراغ الروحي الذي وجب سده. ولفت إلى أن تطور الأحداث آنذاك قد أدى إلى أن يصبح شعار الوسطية يطرح نفسه في المجتمع الروسي بحدة، مشيداً بجهود مسلمي روسيا في بناء صرح الحضارة الروسية، حيث أثروا بقيمهم الإسلامية في عملية البناء هذه، لكن بعض الشباب المسلم وقع في فترة تبدل النظام تحت تأثير الغلو، مما شوه صورة الإسلام وحرف الشباب عن الطريق السوي. والآن حان الأوان للعمل الجدي وتحمل المسؤولية في تربية الجيل الجديد من المسلمين ونشر الفكر الإسلامي الصحيح بمساعدة علماء المسلمين. هذا ويتواصل المؤتمر لمدة يومين، يتناول المشاركون خلالها ثلاثة محاور تبحث فيها عدد من المواضيع كالتطرف والغلو بين المفهوم والأسباب والدوافع (الغلو ودوافعه في الواقع الروسي ، مواطن الخلل في فهم الجهاد والتكفير لدى فكر الغلاة )، ودور الفكر الوسطي في الوقاية من الغلو والتطرف.