لا أجمل من قوس قزح يتجلى في مُتَّسَع الصحراء غِبّ مطرٍ غَنّت له الأرض، واحتفلت به الصحراء، وكأنها في ليلة عرسها، وتفتحت له أفواه الشجر وفاحت به زهور البرّ بأزكى عطورها، وباحت بأرقِّ أسرارها، وشدت معه الطيور جذلى، واكتسى كل ماترى بغلالةٍ من الجمال والصفاء وكأنما قوس قزح لشدة بهاء الصحراء قد نزل إلى الأرض من السماء! هذا منظر يسحر الألباب ويبهر العيون ويأخذ بمجامع القلوب.. وهناك مشاهد أخرى ينزل فيها قوس قزح من السماء إلى الأرض، ويتجلى بأبهى ألوانه وأعذب ألحانه، وإيحاءاته التي تبرق في الشعور والوجدان، وتأخذ الانسان إلى فراديس من الجمال لم يرها من قبل، ولم تطأها قدم إنسان، ذلك حينما يسمع السامع أو يقرأ القارىء أو يُغَنّي الساري روائع الأشعار وقد تجلّت كأجمل ماتكون: (وإذا أسبلت ذؤابتها عليها رأيت البدر في أُفُقِ السحاب!) لو نثرتي صوتك الحاني على صدر الضما أنبت العشب وأخضرّ الجريد * ذُؤَابتهُ نقول لعاشقيه قِفوا وتأملوا قلقي وذوبُوا فإني قد وصلتُ إلى مكانٍ عليه تحسدُ الحدَقَ القلوبُ! (العاملي) ياطفلة تحت المطر ... تركض واتبعها بنظر .. تركض تبي الباب البعيد .. تضحك على الثوب الجديد ابتلّ .. وابتلّ الشعر ... لو رميتي شالك الدافي على متن السما .. دفيت الشمس في فصل الجليد .. لو نثرتي صوتك الحاني على صدر الضما أنبت العشب وأخضرّ الجريد .. (بدر بن عبدالمحسن) (إذا ما صافحَ الأسماعَ يوماً تبسَّمَتِ الضَّمائرُ والقلوبُ) (السري الرفاء) يامن هواه أعزّه و أذلني كيف السبيل الى وصالك دُلّنِي أنت الذي حلّفتني وحلفتَ لي وحلفت أنك لا تخون فخنتني وحلفت أنك لاتميل مع الهوى أين اليمين وأين ماعاهدتني؟ عاهدتني ألا تميل عن الهوى وحلفت لي يا غصن ألا تنثني جاد الزمان وأنت ما واصلتني يا باخلاً بالوصل أنت قتلتني واصلتني حتى ملكت حشاشتي ورجعت من بعد الوصال هجرتني لما ملكت قياد سِرِّي بالهوى وعلمت أنّي عاشقٌ لك، خنتني فتركتني حيرانَ صَبّاً هائماً أرعى النجوم وأنت في نوم هني فلأقعُدَنَّ على الطريق وأشتكي وأقول مظلوما وأنت ظلمتني ولأشّكِيَنّكَ عند سلطان الهوى لِيُعَذِّبَنّكَ مِثل ما عذبتني ولأدعينَّ عليك في جُنْح الدجى فعساك تُبْلَى مثل ما أبليتني (نزار قباني) هل تذكُرين مَقامَنا وخِيامَنا عِندَ الغدير والطَّيرُ ترقُصُ فَوقنا نشوانةً جذلاً تطير لي متى راحت حياتي وأنا ارجيك الله لا يقطع رجاً بك رجيته لو شفت دمع عيوني اللي تراعيك هلّت على المكتوب ساعة قريته إن كان جا مستقبلك مثل ماضيك أقول يا خلاَّف سعيٍ سعيته وان كان تبغيني مثل ماني ابغيك لزوم تاطا بالوعر ما وطيته وان كان حال الياس دون الرجا فيك أقول ذا ذنبٍ لنفسي جنيته (سعود بن محمد) * تمنيت من الله تبقى معى يا حبيبي تمنيت من الله يجعلك حظّى ونصيبي وكأنه ربي استجاب من غير ما اعمل حساب طليت لقيتك معايا حقق لي حلمي ومنايا حسيت برعشة في كياني يوم جَتْ عيني فعينيك ما قدرت أقوم من مكاني ما قدرت اسلّم عليك قرّبت منى ف ثواني لقيتني كلي فايديك قليلة قولة احبك وفيك أسعدنى زماني أنا ودّي ادخل لقلبك واشوف بعيني مكاني ودّي من غير ما أقلك تحس بشوقي وحناني (ثريا قابل) هيَّجت ذِكراكِ حُبَّي.. وأستبدَّ بيَ الأنين وتفتَّتَ القلبُ المتيَّمُ.. في هواكِ أتشعرين أنا في دُجى الَّليلِ أُمنَّي.. طرفي الباكي الحزين بخيالِ فاتنةٍ كغُصنِ البانِ.. كالدُرِّ الثمين هل تذكُرينَ الفُلكَ مهدَ غرامِنا والموجُ يرقُصُ ضاحِكاً بجوارِنا والبحرُ في صمتٍ يداعِبُ فلكنا والبدرُ في تيهٍ يُبارِكُ حبَّنا وكأن هذه الدُّنيا مُلكُ يميننا... لا أظنُّكِ تذكرين ؟! هل تذكُرين مَقامَنا وخِيامَنا عِندَ الغدير والطَّيرُ ترقُصُ فَوقنا نشوانةً جذلاً تطير والزَّهرُ يُرسِلُ عِطرهُ الفوَّاحَ من طيب العبير والماءُ يجري حولنا عذبَ النَّمير لا أظنُّكِ تذكرين (أحمد فتح الدين)