تعد المكانة الدينية والجغرافية والتاريخية للمملكة العربية السعودية محاور علاقة متينة بين الدولة وعنايتها باللغة العربية، ففي بقاعها نزل القرآن الكريم بلسان عربي مبين، ومنها انتشرت اللغة العربية إلى بقاع أخرى في العالم بالتفاعل والتأثير، وقد نصّت المادة الأولى في نظام الحكم على أن اللغة العربية هي اللغة الرسمية للدولة، وكان لذلك كله أثره الفاعل في العمل المتين لخدمة اللغة العربية، ودعم تمكينها، وتعزيز حضورها العالمي، محققة بذلك الريادة في تعليم العربية وخدمتها على مستوى العالم الإسلامية والدولي، فحرصت على إنشاء عدد من الكليات والأقسام المتخصصة باللغة العربية، وعدد من المعاهد المتخصصة في تعليمها، إضافة إلى عدد من المعاهد والكراسي العلمية والمراكز المهتمة بتعليم العربية في عدد من دول العالم. وامتدادا لهذا النهج الموفق من الدولة جاء القرار المبارك من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -رحمه الله- بإنشاء مركز دولي يُعنى باللغة العربية في جميع أنحاء العالم، جاء ذلك في شهر رمضان من سنة 1429؛ ليكون منارة دولية متألقة للعناية باللغة العربية، ومواكبة لعالميتها. الأممالمتحدة واللغة العربية لقد كان للحضور الفاعل للغة العربية تاريخيا وحضاريا، وعمقها الممتد من القرون الغارقة في القدم إلى هذا العصر وما بعده، وقدرتها على التفاعل والتأثير وعدم الانحسار، كان لهذا أثر في تعاطي المنظمات الدولية معها بإيجابية؛ لذا صدر قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة في 18 ديسمبر من سنة 1973م بإدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل المقررة في الجمعية العامة ولجانها الرئيسية؛ لما للغة العربية من دور مهم في حفظ ونشر حضارة الإنسان وثقافته، وعليه تقرر الاحتفال باللغة العربية في ذات اليوم الذي صدر فيه قرار الجمعية العامة. اليونسكو واللغة العربية كانت اللغة العربية لغة عمل ومقررة في بعض المنظمات التابعة للأمم المتحدة قبل تاريخ إدخالها ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل المقررة في جمعية الأممالمتحدة ولجانها الرئيسة 1973م. وفي الدورة الثلاثين للمؤتمر العام سنة 1999م أعلنت اليونسكو يوم 21 فبراير يوما دوليا للغة الأم من أجل النهوض بالتنوع اللغوي والثقافي في العالم، وفي 19 فبراير 2010م اعتمدت إدارة الأممالمتحدة لشؤون الإعلام قرارا يقضي بالعمل على الاحتفال بيوم عالمي لكل لغة من اللغات الرسمية الست ولغات العمل المقررة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وحددت يوم -إدخال اللغة العربية ضمن اللغات الرسمية ولغات العمل المقررة في الجمعية العامة للأمم المتحدة ولجانها الرئيسة- يوما دوليا للغة العربية، وفي الدورة التسعين بعد المئة للمجلس التنفيذي لليونسكو دعا المجلس إلى إدراج اليوم العالمي للغة العربية الموافق 18 ديسمبر من كل عام ضمن الأيام الدولية التي تحتفل بها اليونسكو.