محمد عبدالعزيز الفالح ترتقي الأمم بأبنائها المميزين الذين يسعون للنهوض ببناء أوطانهم وتحقيق الانجازات تلو الأخرى على المستويين المحلي والعالمي ولقد منحني الله سبحانه وتعالى فرصة العمل خلال مسيرتي العملية مع عدد من هؤلاء وكان لي الشرف في العمل مع شخصية نالت الإعجاب بمهنيته العالية مع أخلاقه المميزة مع الجميع وخاصة المرضى وهو البروفسور محمد بن راشد الفقيه استشاري جراحة القلب والصدر.. لقد رأيت هذا الجراح الذي استطيع أن أقول انه (عراب) جراحات القلب في السعودية وهو من روادهم في المملكة، ولقد أجرى أول عملية جراحية قلب قبل 30 عاماً وحصل مؤخرا على جائزة الشيخ حمدان بن راشد ال مكتوم للعلوم الطبية. في بداية عملي الإداري بمركز الأمير سلطان لمعالجة أمراض وجراحة القلب للقوات المسلحة سمعت الكثير من الثناء عن هذه الشخصية من مرتادي المركز وبعض الطاقم الطبي والإداري وفي إحدى المرات رافقته في جولته الصباحية في المركز والله على ما أقول شهيد لقد رأيته يقبل رأس المريض كبير السن ويستمع للمرضى يلاطفهم ويمازحهم بأحسن العبارات ويخرج منهم ومعنوياتهم عالية وهو بذلك يخفف عنهم أعباء المرضى، بالإضافة إلى أنني صاحبته لمشاهدة إحدى عمليات القلب المفتوح وهي الأولى في حياتي أشاهد فيها فتح صدر مباشرة وكانت أطرافي ترتعش ودخل وهو يعمل بكل مهنية عالية وكان يمازح الأطباء والفنيين ليرفع عنهم الشد النفسي والبدني. الدكتور محمد الفقيه رجل متواضع جدا وعندما تشاهده لأول مره تشعر كأنك تعرفه من سنوات وقد حصل على عدد من المناصب أبرزها هو أول جراح غير أميركي يحصل على درجة بروفيسور من جامعة هارفارد الأميركية ولقد طلبوا منه أن يمنحهم صورته لكي يضعوها بلوحة الشرف فأعطاهم صورته بالزي السعودي ورفضوا الصورة وأصّر عليهم لكي يرفع اسم المملكة في المحافل الدولية من خلال الزي الرسمي السعودي. كذلك حصل على عدد من الأوسمة من أهمها وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى عام 1986م من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- ووسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الرابعة من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز -رحمه الله- عام 1988م ووسام دول مجلس التعاون الخليجي للعلوم والطب عام 1989م، إضافة إلى أنه أستاذ زائر في جامعة هارفارد ولا ننسى المناصب الأخرى الحافلة على المستويين المحلي والعالمي. البروفيسور محمد الفقيه أجرى خلال مسيرته المهنية أكثر من ستة آلاف جراحة قلب خطرة وانتهت جميعها بالنجاح بالإضافة إلى إسهامه في تطوير آليات جراحة مبتكرة من بينها تقنية إيقاف الدورة الدموية لدى الأطفال (التثليج) وهو من قام بإجراء أول جراحة زراعة قلب في المملكة عام 1996 م، وتمكن من زرع 18 قلبا منهم 4 أطفال و14 كبار. هذه لمحة من الجانب الطبي ولكن من الجانب الاجتماعي يسخر نفسه لمساعدة من يعرف ومن لا يعرف ويذهب إلى المسؤولين لكي ينهي احتياجاتهم الخاصة ولقد وقفت شخصياً على عدد منهم والحديث يطول عن شخصية بحجم البروفيسور الفقيه سواء على الجانب الطبي المهني العالي أو الإنساني أو الاجتماعي.. اعذرني دكتوري العزيز لم اكتب عنك ما تستحقه، كل جانب فيك يحتاج لحلقات وياليت أطباء المستقبل يعرفون البروفيسور محمد بن راشد الفقيه حق معرفته ليقتدوا به.