لم يفاجئ الإعلان عن فوز «عرّاب» جراحات القلب السعودي البروفيسور محمد راشد الفقيه في جائزة «الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية»، من يعرفه، فهذا العالم يُعد من رواد جراحات القلب في بلاده، منذ أن أجرى أول جراحة قلب في السعودية قبل 30 عاماً. ويُعد الفقيه واحداً من أوائل أطباء جراحة قلوب الأطفال البارزين على المستوى العربي، وأول جراح غير أميركي يحصل على درجة «بروفيسور» من جامعة هارفارد الأميركية. وأجرى خلال مسيرته المهنية أكثر من ستة آلاف جراحة خطرة، انتهت جميعها بالنجاح، إضافة إلى إسهامه في تطوير آليات جراحية مبتكرة في هذا التخصص المهم، من بينها تقنية إيقاف الدورة الدموية لدى الأطفال ب«التثليج»، بحسب ما ذكر في لقاء سابق مع «الحياة». وأجرى الفقيه أول جراحة زراعة قلب في المملكة في شباط (فبراير) 1986، وتمكن من زرع 18 قلباً لأربعة أطفال و14 من الكبار، مشيراً إلى أنه عمل في مستشفى الرياض المركزي ثلاث سنوات، ثم بُعث إلى بريطانيا وحصل على زمالات الجراحة من كليات الجراحين الملكية البريطانية في لندن وغلاسكو وأدنبرة وهولندا. ورائد زراعة القلب في السعودية، هو من مواليد العام 1948، في مدينة الزبير التي تقع قرب محافظة البصرةجنوبالعراق، وتخرج من كلية الطب - بغداد 1971، وكان مبعوث وزارة المعارف (التعليم حالياً) السعودية في العراق سابقاً. وبدأ الفقيه في العام 1979 عمله بجراحة القلب في مستشفى القوات المسلحة في الرياض، وعمل في جراحة القلب للأطفال للمرة الأولى بالمملكة في العام 1982 بالمستشفى نفسه. وشغل الفقيه في وقت سابق منصب رئيس الأطباء بمركز القلب في القوات المسلحة ورئيس قسم جراحة في المركز، والأمين العام ل«جمعية أطباء القلب العرب»، وأسس قسم جراحة القلب في المستشفى العسكري بالرياض في العام 1979، الذي أطلق عليه فيما بعد «مركز الأمير سلطان لأمراض وجراحة القلب». وأعلنت «جائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للعلوم الطبية» أسماء 15 فائزاً بجوائز دورتها التاسعة (2015 – 2016)، التي اتخذت من أمراض الجهاز الهضمي موضوعاً رئيساً لها، خلال مؤتمر دبي الصحافي العالمي التاسع للعلوم الطبية، الذي عُقد الأحد الماضي في فندق جي دبليو ماريوت ماركيز في دبي. وكانت جائزة حمدان للشخصيات الطبية المميزة في الوطن العربي من نصيب الرائد السعودي، في حين تضمنت الجائزة ثلاث فئات، وهي: الجوائز العالمية، وجوائز العالم العربي، وجوائز دولة الإمارات، وتصل قيمة الجائزة الإجمالية إلى حوالى مليونين و800 ألف درهم إماراتي.