تختلف الأسباب المؤدية إلى إصابة المرء بالسمنة، إلا أن معظمها يرتبط بشكل مباشر أو غير مباشر بعمليات التمثل الغذائي أو اضطرابات هرمونية أو أسباب مجهولة، إلى جانب العديد من عادات الأكل السلبية وعدم ممارسة التمارين الرياضية. ولكن على اختلاف الأسباب المؤدية لزيادة الوزن، فإن هناك وسائل سهلة وفعالة أثبتت قدرتها على التخلص من الدهون ومن زيادة الوزن، وبدون جهد شاق وبدون خطط معقدة. أحببت أن أذكر بعضا منها في هذه العجالة وقبل الحديث عن أهمية الحفاظ على الوزن لمريض السكري الذي يمكن مناقشته في نهاية المقال أهمية شرب الماء: ونعتبر هذه هي الوصفة التي الجميع بحاجة لها خاصة في وطننا الذي يتصف بشدة الحرارة وقلة الرطوبة. لذا اجعل الماء شرابك المفضل الذي تستغني به عن بقية المشروبات المحلاة سواء المشروبات الغازية أو غيرها. فيجب على الجميع أن يشرب ثمانية أكواب من الماء يومياً، أو ما يعادل لترين أو ثلاثة لترات، إذ يساعدك الماء على التقليل من الوزن بطريقة فعّالة. شرب الماء ضروري للشخص العادي واكثر ضرورة لمريض السكري للتخلص من كميات السكر المتراكمة وخاصة لو كان الشخص مصابا بحموضة الدم. فمن المعلوم أن الشخص المصاب بحموضة الدم من جراء ارتفاع السكر يحتاج إلى السوائل وأفضل السوائل على الاطلاق هو الماء. الوجبات الصغيرة المتكررة: ينصح في الكثير من الأحيان بألا يتناول الشخص الطعام جميعه في جلسة واحدة، ولكن يتناوله على شكل وجبات صغيرة خفيفة في اليوم، حيث يساعدك تقسيم الوجبات على إفراز الجسم لكميات أقل من الأنسولين، الأمر الذي يبقي الدم مستقراً ويساعدك على التحكم بالجوع. إلا أن المشكلة تكمن في أن تناول وجبات خفيفة هو تقارب الوجبات من بعضها البعض مما قد يؤثر على تحليل السكر قبل الوجبات. حيث ينصح بأن يكون الفارق الزمني بين تحليل سكر الدم في البيت وبين آخر وجبة تناولها الشخص ساعتين فأكثر. فإذا ما أكثر الشخص من تناول الوجبات وأصبحت قريبة من بعضها البعض أدى ذلك إلى خلل في مستويات سكر الدم في البيت. وأيضا هناك مشكلة أخرى هو أن الشخص يبدأ بنية أنه سوف يتناول وجبة خفيفة ولكن سرعان ما تتحول الوجبة الخفيفة إلى وجبة رئيسية كبيرة وبالتالي تتحول هذه الوجبات الصغيرة الستة إلى وجبات كبيرة تفوق احتياجه وتؤدي به إلى السمنة وزيادة الوزن ومقاومة الإنسولين. المشي اليومي حاجة كل مريض سكري وغيره من الأصحاء: لا شك أن ثقافة المشي أصبحت معروفة لدى القاصي والداني. والجميل في الأمر أن هناك الكثير من المسارات أصبحت متوفرة في الأحياء الداخلية ونرى اليوم الكثير من الأشخاص سواء كبارا في السن أو صغارا يمارسون هذه الرياضة السهلة والشيقة والممتعة في آن واحد. ولكن بالنسبة للأشخاص الذين يتعذرون بضيق الوقت فإن تغيرا بسيطا في العادات يمكن أن يحدث الفرق. فبدلاً من ركوب السيارة إلى المتجر المجاور لمنزلك قم بالذهاب إليه مشياً، وحاول المشي لمدة ساعة يومياً، فذلك الأمر يساعدك على حرق كم أكبر من السعرات لحرارية. وحاول دوما أن تصطحب معك شخصا يحاورك أثناء المشي وأن يكون المشي في الساعات الأولى من اليوم وليس قبل النوم. ومن الأفضل أن يكون مثلا بين صلاتي المغرب والعشاء. وبذلك تكسب حضور الصلاة جماعة في المسجد وتتمرن بينهما. ولكن الحذر كل الحذر الانزلاق وراء تناول ما يبيعه البعض حول الممشى من طعام وشراب. وليس ذلك طعنا في نظافته ولكن يجب عليك التذكر أنك ما خرجت لذلك ولكن لكي تفقد بعضا من السعرات الحرارية وليس لتكتسب المزيد منها. فلا تضعف. ضع الطعام في أطباق صغيرة: لا شك أن العامل النفسي أثناء تناول الطعام يلعب دورا مهما، حيث تظهر الدراسات أنه كلما قللت من كمية الطعام في طبقك، فإن كمية تناولك للأكل تنخفض، وقلل كذلك من حجم أطباقك. ومن الجميل تناول كميات كبيرة من الخضروات في وجباتك المختلفة، لاحتوائها على كميات كبيرة من الماء، حيث تقلل هذه الأطعمة من كمية استهلاكك للسعرات الحرارية بشكل عام. استخدم الخضروات لعمل وجبات كبيرة، وتجنب تناول الأطعمة المكررة التي تحتوي على كميات كبيرة من الكربوهيدرات، حيث تؤدي هذه الأطعمة إلى زيادة الوزن. وبصفة عامة يجب على الشخص عدم التفكير بالطعام ومحاول تأجيل توجهه نحو المطبخ قدر الامكان. فإن الاحساس بالجوع مسألة وقتية وإذا ما أجلت تناولك للطعام سوف تعتاد على ذلك ويؤدي هذا الأمر إلى تقلص المعدة وصغر حجمها وبالتالي الشعور بالشبع. اشرب القهوة العادية: نشرت الكثير من الدراسات حول أن شرب القهوة العادية وليس تلك التي تحوي الحليب بأنها مفيدة لمريض السكري. لأن مشروبات القهوة المصنوعة في المحلات تحتوي على كميات مضاعفة من السعرات الحرارية، ويعود السبب في ذلك إلى الحليب كامل الدسم والقشطة والسكر لذا، اشرب عوضاً عنها كوباً من القهوة العادية. وإذا كنت ترغب في شرب الحليب، فلا بأس ولكن استخدم الحليب خالي الدسم، حيث يحتوي على كميات كبيرة من الكالسيوم، والقليل من السعرات الحرارية، أما بالنسبة للقهوة؛ فاستخدم الحليب المجفف خالي الدسم. طعام الإفطار من أهم الوجبات وخاصة الأطفال: وجبة الإفطار من أهم الوجبات. ويعتقد أن تناول وجبة الافطار تقلل من الوزن ولا تزيده، حيث يشعر الشخص المفطر بالشبع أثناء العمل أو أثناء الدراسة ولا يتجه بالتالي نحو الوجبات السريعة أو الحلويات أثناء العمل مما قد يزيد في وزنه. ويجب الحرص على تناول الحبوب وقت الإفطار، حيث يمكنك ذلك من الحصول على كميات كبيرة من الألياف والكالسيوم والقليل من الدهون مقارنة مع من يتناولون أصنافا أخرى على الفطور. ويجب الحرص أيضا على تناول الطعام في المنزل لتجنب الكميات الكبيرة من الدهون والسعرات الحرارية التي تحتويها الأطعمة المصنعة في مطاعم الوجبات السريعة. ويجب أيضا الحرص على تناول الأكل ببطء واشرب الكثير من الماء أثناء الأكل وتبادل الحديث مع من حولك، فتلك العوامل تساعد على شعورك بالشبع بشكل أسرع. كما يجب تجنب تناول الأكل مع مجموعات كبيرة، حيث تميل لتناول كميات كبيرة من الأكل عندما نجتمع مع الآخرين، لأن الشخص يقضي وقتاً أطول على مائدة الطعام. وفي نهاية المقال يجب القول إننا بحاجة إلى حماية الأجيال القادمة من السمنة حيث تشير التقديرات الصحية إلى أن الأمراض المتعلقة بالحمية الغذائية تودي بحياة 35 مليون شخص حول العالم سنوياً، فقد تم الإعلان مؤخرا عن أن السمنة هي المسبب الرئيسي لحالات الإصابة بسرطان الثدي عند النساء المتقدمات في السن، وقد تبين أخيراً ازدياد نسبة الإصابة بسرطان الرحم للسبب نفسه. ويعتقد أن السبب وراء انتشار وباء السمنة هو السكريات، بما فيها المحليات الاصطناعية، والكربوهيدرات المصنعة، حيث يوصف السكر بأنه سام ويسبب الإدمان. ومن المعروف أن استهلاك هذه المنتجات يؤدي إلى زيادة مزمنة في مستويات الأنسولين، كما أننا نستهلك سعرات حرارية كبيرة تفوق حاجتنا، وتتحول بسرعة إلى دهون، ولأن أجسامنا لم تستهلك هذه السعرات بطريقة مناسبة، فإننا سنشعر بالجوع مرة أخرى وهكذا تستمر الدائرة. وأثبت بحث أجرته منظمة متخصصة بشؤون الأطفال على 1000 والد ووالدة لديهم أطفال تتراوح أعمارهم ما بين 3 سنوات إلى 15 عاماً، أن غالبية الأهل يعتقدون بأن الإعلانات كان لها تأثير كبير على الأشياء التي يطلبها أبناؤهم، واعترف 72% منهم أنهم قاموا بشراء المأكولات السريعة نتيجة لإلحاح الأولاد عليهم. بناء على ذلك، يقول الخبراء "إن كنا فعلاً نريد تقليل نسب السمنة فعلينا التركيز على الأجيال القادمة، حيث يجب منع بيع المأكولات السريعة والتي لا قيمة لها في المدارس، كما يجب أن تتضمن عملية تشويه صورة المأكولات السريعة والتي لا قيمة غذائية فيها إعطاء دروس إجبارية في الطبخ والترويج للأطعمة الطبيعية، فهذه هي الخطوة الأولى تجاه حماية شباب المستقبل من السمنة". المشي اليومي حاجة كل مريض سكري وغيره من الأصحاء يجب حماية الأجيال القادمة من السمنة طعام الإفطار من أهم الوجبات وخاصة الأطفال ينصح أن يكون الفارق بين تحليل السكر وبين آخر وجبة تتناولها ساعتين فأكثر