بالتزامن مع جولة المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد الأخيرة وسعيه لمحاولة إحياء المسار السياسي من جديد، علمت "الرياض" أن الحكومة الشرعية انتهت من صياغة مقترحات للحل السياسي، وبصدد عرضها على المبعوث الأممي أثناء زيارته المرتقبة إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن حيث يتواجد الرئيس هادي. وأكد مصدر مقرب من الرئاسة اليمنية ل"الرياض" أن مقترحات وتعديلات الشرعية على مبادرة ولد الشيخ اتخذت من المرجعيات الثلاث وهي المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن 2216 منطلقًا لها، واشترطت الالتزام بها قبل استئناف المشاورات بين وفد الحكومة اليمنية ووفد المليشيات الانقلابية. وأوضح المصدر، أن المبعوث الأممي يعمل على تعديل "خارطة الطريق" التي سبق وأن رفضتها الحكومة الشرعية، ويسعى لجولة مشاورات بين الأطراف اليمنية بشكل "يختلف" عن الجولات السابقة، حيث لن تستأنف قبل تحديد رؤية شاملة للحل، وسيكون تواجد الاطراف اليمنية في دولة الكويت للموافقة والتوقيع على "رؤية الحل"، في مدة لا تتجاوز العشرة أيام. وكان الرئيس اليمني وصل السبت إلى عدن، قادماً من الرياض، في زيارة تستغرق عدة أيام لمتابعة التطورات الميدانية على جبهات القتال ضد المليشيات الانقلابية، وللاطلاع على ما تم إنجازه في المجالات الأمنية والإنسانية والتنموية خلال الفترة الماضية، وذلك بالتزامن مع إعلان ولد الشيخ عن بدء جولة جديدة من المباحثات مع الأطراف اليمنية لمحاولة إيجاد حل سياسي في اليمن. من جهة أخرى، أكد المتحدث باسم القوات المسلحة العميد عبده مجلي ل"الرياض" أن الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي يشرف بشكل مباشر ومن العاصمة المؤقتة عدن، على عملية التحرير وخاصة المعارك في جبهة تعز، ولفت إلى أن تواجد الرئيس هادي في عدن يعكس توجه الشرعية نحو الحسم العسكري في مختلف الجبهات. وأشار العميد مجلي إلى أن الجيش اليمني الوطني مسنودًا بالمقاومة وطيران التحالف تمكن خلال اليومين الماضيين من التقدم وتحقيق انتصارات للشرعية في تعز، حيث كبدت المليشيات خسائر في الأرواح والمعدات في الجبهتين الشرقية والغربية للمدينة. ميدانيًا، قتل أربعة وأصيب سبعة بعضهم حالتهم خطيرة من عناصر مليشيات الحوثي وصالح في قصف لقوات الجيش الوطني والمقاومة في شارع الخمسين شمالي تعز، وقالت مصادر عسكرية أن الحوثيين وقوات صالح نصبوا مواقع عسكرية جديدة وحركوا اليها الدبابات والمدفعية شمال شارع الستين شمالي تعز. وشهدت جبهات القتال شرقي وغربي مدينة تعز قصفا خفيفا ومتقطعا، وشمل القصف قرى منطقة الضباب والربيعي غربي المدينة، كما أصيب مدني من ذوي الاحتياجات الخاصة في قصف مدفعي للمتمردين على منطقة بير باشا غربي المدينة. وفي منطقة الصلو جنوب شرق تعز اندلعت مواجهات بين الجيش الوطني والمتمردين، واستمر وصول تعزيزات الانقلابيين الى المنطقة في محاولة لاستعادة المواقع التي خسروها مؤخراً. وفي قرية الحود استمر الانقلابيون بعملية التهجير الإجباري لأهالي القرية لتحويل منازلهم إلى ثكنات وتحصينات عسكرية. أما في منطقة الوازعية غربي تعز، فقد تمكن الجيش الوطني من السيطرة على الجبل الأحمر. وقالت مصادر عسكرية ان تعزيزات كبيرة للتحالف وصلت إلى منطقة ذوباب القريبة من باب المندب بالتزامن مع وصول تعزيزات آخرى إلى قاعدة العند بمحافظة لحج والقريبة من الحدود مع تعز. وفي محافظة الجوف، اندلعت معارك عنيفة في عدد من المناطق وشنت المليشيات هجوماً واسعاً على مواقع القوات الحكومية في الغيل والمتون والمصلوب ودارت معارك بين الطرفين في مديرية الغيل والجهة الغربية من منطقة المصلوب. وأضافت المصادر، أن مقاتلات التحالف شنت غارات على مواقع للحوثيين في وادي المتون وفي الشريط الساحلي بمحافظة الحديدة جاء معظمها على منطقة رأس عيسى.