تستحق أمانة منطقة الرياض الإشادة والتقدير على مبادراتها المستمرة في تنظيم الفعاليات الثقافية والاجتماعية التي تستهدف كافة فئات المجتمع وفق خطة سارت عليها الأمانة لأنسنة الرياض حتى لا تطغى مشاريع البناء والأنفاق والجسور على الاحتياجات الإنسانية. آخر هذه المبادرات كان مهرجان الشارع الثقافي الذي أقيم في شارع التحلية وأضاف مساحة جديدة للترفيه. أنواع من المهارات والفنون رسمت لوحة من الإبداع والجمال عرضت على مسرح مفتوح لجمهور ينشد المتعة ويعشق الفن ويريد من مدينته أن تكون مبتهجة وأن تتحرر من قيود الرسميات. شارع الثقافة كان مفاجأة جميلة في الفكرة والتنفيذ. ونستطيع القول إن أمانة منطقة الرياض تطبق مبدأ الأعمال تسبق الأقوال. الشارع له دور في بناء شخصية الإنسان، ومن يعتزل الشارع فهو يبتعد عن العلاقات الإنسانية التي تشبع حاجة الانتماء والتفاعل الاجتماعي واكتساب المهارات. كان الشارع هو ميدان العمل وميدان الترفيه. كان المشي هو وسيلة التنقل، كان الناس يتقابلون ويتحدثون، كان الشارع يحتله الإنسان. ثم تحولت القرى إلى مدن كبيرة مزدحمة. احتمى الناس في بيوتهم وسياراتهم وأصبح الشارع دكاناً كبيراً يتسوق فيه الإنسان دون أن ينزل من سيارته. فقد الشارع حيويته بسبب رتم الحياة السريع والتطورات التقنية وتحول إلى مجرد طريق إسمنتي حافل بنوافذ الاستهلاك الضرورية وغير الضرورية. لم يسلم الشارع أيضاً من تهمة مهينة حين نصف سلوك الإنسان السلبي بأنه تربية شوارع، بينما الحقيقة أن الإنسان الذي لا يعيش الشارع سيكون معزولاً عن المجتمع يسجن نفسه بعيداً عن الواقع. الشارع كان له دور في حياة الإنسان ورغم ضغوط المدن الكبيرة التي تحصر حياة الإنسان بين بيته وعمله وعلاقاته المحدودة، إلا أن الشارع يقاوم ويعود من جديد ليقوم بدور ثقافي واجتماعي. هذا ما تبشر به مبادرة أمانة منطقة الرياض التي أعادت للشارع مكانته وكرامته ليقوم بدوره في التثقيف وتهذيب السلوك من خلال لقاء الإنسان بالإنسان للتمتع بإبداعات الإنسان في المجالات المختلفة. [email protected]