(1) لم تكن شركة التدخين تحتاج لجليل دعاية ولاحميم ولاشفيع يطاع؛ لتكون "بضاعتهم" دأب القوم حتى بلغ الرقم –اليوم- (1.1) مليار مدخن حول العالم بعد 114 عاما من الحرب الضروس مع ذوي الألباب! الأمر كان بحاجة لصورة –أو مقطع فيديو قصير– لنجم كرة قدم، أو نجم هوليودي، وهو يضع السيجارة بشكل يثير الشباب والمراهقين، بكبرياء وبطولة!، مما أحاق الشركة بشهرة يعز نظيرها، وأرباح مادية لابثين فيها أحقابا حتى بلغت هذا العام (74) مليار دولار سنويا!، رغم الرئة التالفة التي يعرضون عليها غدوا وعشيا! (2) للنجم الجماهيري تأثير بالغ، كما يرى المؤرخ الفرنسي "غوستاف لو بون" في "سيكولوجية الجماهير" حيث يرى أن ما يقوله الزعماء يغزو عقول الجماهير سريعاً فتعمل لتحويله حركة وعملاً، وتعاطفها لا يلبث أن يصير عبادة، ويشير "غوستاف" إلى أن "في الحالة الجماهيرية تنخفض الطاقة على التفكير، ويذوب المغاير في المتجانس، بينما تطغى الخصائص التي تصدر عن اللاوعي، وحتى لو كانت الجماهير علمانية، تبقى لديها ردود فعل دينية، تفضي بها إلى عبادة الزعيم، وإلى الخوف من بأسه، وإلى الإذعان الأعمى لمشيئته، فيصبح كلامه "دوغما" لا تناقش، وتنشأ الرغبة إلى تعميم هذه الدوغما، أما الذين لا يشاطرون الجماهير إعجابها بكلام الزعيم فيصبحون هم الأعداء". (3) فحديث النجم عن القراءة، وصورته وهو عاكف لكتابه يقرأ، وحضوره للمحافل الثقافية، إنما هي وسائل لإنتاج جيل يقرأ في كل مكان وزمان، وإن لم يحضر (يجب) دعوته!، نعم!..قلت (يجب)! أخذت "السياسة" و"الاجتماع" برأس النجم ولحيته فلم لا تدع "الثقافة" هذا الغرور و"الكبرياء" وتنتفع منه؟! (4) وفي فعالية ثقافية شاركتُ في إعدادها وتجهيزها اقترحتُ في الاجتماع الأول استضافة نجم جماهيري "حقيقي!" في كل يوم، فسخر مني "الجمع"!، فانتهت الفعالية بعد (12) يوما لم يتجاوز الزوار (11) زائر!..كانت صدمة! (5) نجوم الفن والرياضة إنما وجدوا كعوامل مساعدة لمشروعات التأثير، والإقناع!.. ليس إلا!