طالب المبعوث الدولي للأزمة في سورية ستيفان دي ميستورا، النظام السوري خلال زيارته إلى دمشق بدخول فريق أممي إلى حلب للتحقيق في أحداث قصف المستشفيات، وذلك في ظل إنكار دمشق قيامها بهذا القصف الجوي. وأشار المبعوث الأممي في بيان له، إلى أنه أبلغ وزير الخارجية لدى نظام الأسد، وليد المعلم، بغضب المجتمع الدولي من الأوضاع في حلب، وأنه طالبه بوقف أي نشاط عسكري يستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية ويؤدي إلى المزيد من معاناة الشعب السوري. وقال دي ميستورا إن النظام السوري ما زال يرفض خطة الأممالمتحدة الإنسانية الخاصة بشرق حلب، وهي الخطة التي وافقت عليها المعارضة السورية، موضحًا أن بنود الخطة تتضمن الإجلاء الطبي لنحو 200 شخص من المرضي وجرحي الحالات الخطيرة، خاصة بعد الأضرار التي تعرضت لها المستشفيات، والسماح بدخول الإمدادات الطبية والأدوية لعلاج الذين لا يمكن إجلاؤهم، إضافة إلى دخول المواد الغذائية لنحو ربع مليون شخص يعيش تحت الحصار في شرق حلب ولم يتلقوا أي مساعدات لأشهر، ودخول فرق طبية للتناوب مع الأطباء الذين تعرضوا للإصابات والقتل، أو الإنهيار بسبب ضغط العمل الكبير. وأضاف دي ميستورا أنه ناقش مع وزير نظام الأسد خطة الأممالمتحدة الخاصة بشرق حلب، التي تنص على وقف القصف من الجانبين، وخروج المقاتلين وأسرهم، ودخول المساعدات الإنسانية إلى المدينة، وإقامة إدارة محلية، مفيداً بأن النظام السوري رفض أيضا هذه الخطة وطالب بضمانات. ولفت إلى أن 5 دول تعكف حاليا في جنيف في مشاورات للتوصل لصيغة هذه الضمانات في إطار مخرجات مؤتمر لوزان لمجموعة الدعم الدولية لسورية. وحول المحادثات السياسية السورية قال دي ميستورا أن الأممالمتحدة تواصل مشاوراتها لدراسة استئناف المحادثات في ظل التصعيد العسكري الجاري، مشيراً إلى أن نائبه رمزي عز الدين توجه إلى موسكو، وتوجه هو نفسه في زيارة إلى أنقرة وطهران، وسيتوجه إلى بروكسلوجنيف ولندن ونيويورك وواشنطن لإستكمال المشاورات والإعداد الجيد لإستئناف المحادثات السياسية. ويثير التصعيد العسكري الحالي مخاوف المجتمع الدولي حيال مصير المدنيين المحاصرين. إلى ذلك، قصفت قوات نظام الأسد أمس مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين جنوب سورية بالقذائف والصواريخ المحرمة دوليًا، وأعلنت مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية في بيان له أن قوات نظام الأسد قصفت بعدد من إسطوانات الغاز وقذائف الهاون والصواريخ الفوسفورية مناطق متفرقة من مخيم درعا، مشيرة إلى أن أسطوانة الغاز المتفجرة تعد إحدى أدوات قصف قوات النظام السوري على المناطق السكنية وتسبب سقوط ضحايا وتحدث خراباً في المنازل. وذكرت المجموعة في بيانها أن سكان مخيم درعا الذي دمر حوالي 80% من مبانية يشتكون من أوضاع إنسانية قاسية جراء الحصار الذي تفرضه قوات نظام الأسد والمليشيات المتعددة الجنسيات العاملة معه على المخيم والمناطق المتاخمة له، كما يعانون من نقص حاد في الأدوية والمواد الغذائية واستمرار انقطاع المياه والكهرباء لفترات زمنية طويلة.