انشغل الشارع الرياضي طيلة الأيام الماضية بنتائج لجنة توثيق البطولات وانتظر الغاضبون خسارة "الأخضر" أمام اليابان، ليحملوا اللجنة مسؤولية الخسارة، ولا أعلم حتى الآن وجه الربط بين الخسارة والتوثيق؟ فلا يمكن التصديق أن هناك أي لاعب كانت نتائج التوثيق مؤرقة له، أو أنّ أحداً من الجهازين الإداري والفني مستاء من نتائج اللجنة. إذن لماذا خسر المنتخب؟ كانت الخسارة واضحة بعد مرور 15 دقيقة من عمر المباراة، لم يكن فيها اللاعبون قادرين على أن يسيطروا على أنفسهم، انفلات أعصاب وتشتت أذهان، ولم يكن اليابان هو ذاك المنتخب المعهود بأداء خارق ومستويات مبهرة، بل بقي أداؤه متراجعاً مثلما ظهر عليه طيلة هذه التصفيات، وزاد التحكيم الطين بلّة بحضوره المخجل وأخطائه الفادحة، فخسرنا نقاط اليابان لأن اللاعبين أولاً كانوا بعيدين عن مستواهم المعهود، ولأن الاتحاد الآسيوي لايزال يضع نفسه موقف الخصم للكرة السعودية من خلال تعيينه لمثل هؤلاء الحكام. عوداً إلى قضية توثيق البطولات والضجيج الذي ملأ الشارع الرياضي، والذي لم يبدأ حقيقةً منذ إعلان النتائج، بل كان هناك استباق باكر فمنذ إعلان تشكيل هذه اللجنة، ارتفعت أصوات المعارضين لها وبدأ التشكيك بنتائجها التي لم تظهر حينها، وازداد هذا التشكيك ارتفاعاً بعد ظهور النتائج، غالبية الأندية أبدت احتجاجها الإعلامي على عمل هذه اللجنة، ولم تدعم احتجاجها الإعلامي بمستندات ووثائق تثبت فعلياً أنها تمتلك بطولات رسمية لم تُعتمد في التوثيق الأخير. من حق أي ناد أن يعترض على عمل اللجنة، لكن الاعتراض يجب أن يكون أولاً من إدارة النادي بعينها لا بإعلامها، وأن يكون الاحتجاج مرفقاً معه مستندات ووثائق، أما الركون إلى مبدأ التشكيك فقط في أن عمل اللجنة متحيّز لطرف من دون آخر، وأن هناك بطولات سُلبت من أندية لحساب أندية أخرى، فهذا الطرح المبتذل لا أظنه يجدي نفعاً في زماننا الحاضر. عملية التوثيق ستبقى محل خلاف دائم، فكل ناد يرى بنفسه الأكثر تتويجاً والأعلى كعباً في تاريخ الكرة السعودية، لكن هذه الرؤية لا يجب أن تخرج عن الإطار المألوف، فلا يمكن لنادٍ ظل لأعوام طويلة مبتعداً عن البطولات أن يطلب المساواة مع نادٍ لم تغب أقدام لاعبيه عن منصات الذهب لموسم واحد، هذه لغة أرقام لا مكان فيها للعواطف ولا الميول، فكل نادٍ قادر على إثبات بطولاته من دون الحاجة إلى التشكيك بنزاهة عمل هذه اللجنة أو أعضائها، لكن عدم القدرة على إثبات هذه البطولات وغياب الوثائق ربما دفع بهؤلاء إلى التشكيك ورفع الصوت.