قد لا تكون ردة الفعل على إعلان لجنة التوثيق نتائج عملها الذي استمر لفترة طويلة مبررة من الأندية التي لم تعجبها النتائج وكأن اللجنة قد تكرمت بتوزيع البطولات على الأندية بمزاجها أو بمحض إرادتها. لقد تناسى كل من شن الحرب على لجنة التوثيق أنها حصرت بطولات الأندية السعودية من خلال معايير ومستندات تاريخية استغرق البحث فيها والتحري عنها لفترة طويلة. ولم يكن هناك أي اعتراض على تلك المعايير أو حتى على أعضاء اللجنة التي شكلت بطريقة حيادية وتضم رئيسا وأعضاء من مختلف الأندية. ملف حصر وتوثيق البطولات كان ملفا معلقا بل مختفيا طيلة السنوات الماضية، ولم يتجرأ أحد للمبادرة على فتحه أو الاقتراب منه. وعندما أعلن صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن مساعد ومنذ فترة طويلة اهتمامه بهذا الملف شكلت اللجنة وهذا يعني أن تشكيل اللجنة كان من أعلى سلطة رياضية ولم يبد من شن الحرب بعد النتائج أي اعتراض لا على اللجنة ولا على المعايير. بل إن الأدهى والأمر من ذلك عندما تمت مخاطبة الأندية من قبل اللجنة لحصر وتقديم بطولاتها لتلك اللجنة همشت الأندية تلك الخطابات الرسمية وكأن البعض منهم خائف من عملية التوثيق. والمشكلة الكبرى أن الأندية التي اعترضت على نتائج التوثيق ولم تعترف باللجنة ولم تحدد طلباتها بعد التوثيق بسبب الصراخ غير المجدي. صحيح أن بعض الأندية أبدت نوعا من التظلم بحذف العديد من بطولاتها الودية. الصفية منها والرمضانية وإذا كانت تلك الأندية ترى أنها على حق فلن تحصل على ما تريد إلا عبر القنوات الرسمية. وليس عبر الصراخ في مختلف وسائل الإعلام. إن كان الاعتقاد السائد لدى بعض الأندية سترفع سقف بطولاتها ببطولات تنشيطية غير معترف بها أو مسابقات تنظم في فترة الصيف فهذا هو المستحيل بعينه. لقد تم حصر البطولات الرسمية التي تم تنظيمها بشكل رسمي، وهي ما تعرف بالبطولات الرسمية أو البطولات الكبرى وانتهى الأمر. وأظهرت النتائج ما كان متوقعا بعيدا عن حراج البطولات ورفع عددها من وحي الخيال لدرجة أن بعض الأندية لم تستقر على رقم محدد فكل يعطي رقما وتتحكم في ذلك الرقم العواطف والميول وليس الوثائق التاريخية المعترف بها التي اعتمدت عليها اللجنة. لقد أعطت اللجنة -مشكورة- فرصة لجميع الأندية بأن تراجع كشوفات بطولتها والرفع بها للجنة التوثيق وهذا أمر جيد. ولكن وحسب معايير اللجنة التي وضعتها ولم يحتج عليها أحد قبل التوثيق لن يتم التراجع عن المبادئ التي أظهرت مخرجات اللجنة. وإن حدث غير ذلك وتم اعتماد بطولات جميع الأندية الرسمية وغير الرسمية فإن الترتيب لن يتغير. وأمام اللجنة معيار مهم لن تتنازل عنه وهو عدم احتساب مباريات التصفيات التأهيلية لأي مسابقة بطولة رسمية. وإلا لدخلت أندية الدرجة الثالثة منافسة قوية لأندية الدرجة الممتازة. قبل الوداع.. الجميل في مسألة التوثيق أن الأندية لم تحتج على عدد بطولات للأندية المنافسة لها وإن ظهرت بعض الشكوك فهي من بعض الإعلاميين الذين يطالبون باحتساب البطولات الودية والصيفية والرمضانية وأهدافهم معروفة وأهمها نسف جهود اللجنة والتشكيك في أهليتها وأمانتها. خاطرة الوداع.. قبل التوثيق كنت الزعيم وبعد التوثيق ما زالت الزعيم ولو أعيد التوثيق ستستمر الزعيم.