كُنت إلى ما قبل تشكيل لجنة توثيق البطولات.. أجد تعاطفاً مع بعض الأندية التي رصدت بطولاتها على طريقتها الخاصة.. حتى وهم (يُسرفون) في ذلك لم ألومهم.. باعتبار أن الغالبية كانوا يبحثون عن الكسب لناديهم.. وانتزاع حق الآخر.. وفك عُقدة التفوق للناد الآخر.. فليس هُناك من يضبطهم.. ويُوقف إحصاءاتهم.. وعبثهم بالتاريخ.. ولهذا استمر الجدل وزادت رقعته بشكل أوسع كُلما ازدادت بطولات الأندية..! العبث بالتاريخ.. وتزييف عدد البطولات.. ومُصادرة حقوق الآخرين.. جميعها أمور كانت يجب أن تنتهي.. ومن أجل ذلك فرضت الهيئة العامة للرياضة تشكيل لجنة توثيق البطولات.. بحيث وضع كُل ناد بموقعة الصحيح.. وكشف حقيقة من يتغنى ببطولات لم ينلها.. وأن الوقت حان لقطع الجدل الذي يدور في كُل مُناسبة.. كون هذا الجدل كان سيستمر، بل ستزداد حدته إن لم نحسمه من خلال هذه اللجنة الرسمية.. التي عملت بشفافية ووضوح بعيداً عن الانتماءات والأهداف الأخرى..! ميزة اللجنة أنها عملت فترة طويلة في البحث والتحرّي والتدقيق والأخذ والرد.. واعتمدت على الوثائق والإثباتات الصحيحة.. وفق معايير تحفظ للجميع حقوقهم.. ومعنى ذلك أن النتائج خرجت بدون عاطفة وميول.. بل خرجت من إطار العمل الصحيح والمعلومات والوثائق الدقيقة الموثوقه.. ولو عملت ألف لجنة غيرها صدقوني بأنها ستصل لنفس النتائج.. فلا أحد يستطيع إغفال بطولات أو إخفاءها.. ولا أحد يستطيع تفسير حالة (الغضب) التى لازمت البعض بعد إعلان النتائج.. إلا أنهم ما زالوا لا يقبلون الحقيقة.. والمؤسف أنهم ما زالوا يُحاولون قلب الواقع.. فاللجنة فتحت الحوار معهم منذ بداية عملها.. وطالبتهم بتزويدها بما لديهم من معلومات ووثائق.. ومع هذا تجاهلوا لمطالبات اللجنة تسليمها ملف سجل بطولاتهم..ولم يُقدّموا أيه معلومات كونهم لا يستندون على حقيقة ولا يملكون أي وثيقة.. وحتى تكون الأمور أكثر وضوحاً فقد دعت اللجنة كُل من لديه اعتراض أو وثائق لم يُطلع عليها أن يُرينا ما لديه.. فذلك هدف يسعى الجميع لتحقيقه.. أما غير ذلك فسنقول لكم بياناتكم ولهم بطولاتهم..! روح التعاون..! الخسارة التي تعرض لها التعاون في لقائه الدوري الأخير بالاتفاق.. ليست غريبة كما أنها ليست الأولى التي يخسر بها الفريق هذا الموسم.. لكن الغرابة في الروح الانهزامية التي كان عليها اللاعبون.. فهي كانت مثار استغراب جماهيرة..! التعاون لم يكن مُقنعاً أمام الاتفاق.. لدرجة أنه كان في أسوأ حالاته الفنية.. والمؤلم لجماهيرة أن الفريق تراجع أداؤه عن الفترة التي كان فيها المُدرب الهولندي مُديراً فنياً.. وهذا يؤكّد ما قلناه سابقاً بأن داريو ليس هو المُشكلة في تراجع الأداء.. فالنسبة العُظمى يتحمّلها لاعبوه بروحهم المُتدنية..! فالجميع يعرف أن الروح والجدية شرطان أساسيان للتفوق وهما (ترمومتر) النجاح لأي فريق.. ولاعبو التعاون باتوا يفتقدون هذه الخاصية.. فهم يُقدّمون روحاً تختلف عمَّا ألفه المُتابعون عنهم.. بل إن بعضهم يظهر وكأنه مُجبر على اللعب..! عموماً المطلوب من التعاونيين إعادة الروح لفريقهم.. وإبعاد من لا يملك تلك الخاصية.. والعمل بمبدأ البقاء للأفضل.. المحترم والمُقدّر لناديه.. ومن يملك الروح والحماس والإخلاص هو من يستحق تمثيل الفريق.. ليعود التعاون كما عرفه الجميع فريقاً مُمتعاً.. وكبيراً بلاعبيه المُخلصين.. أما خلاف ذلك وعدم إفهام اللاعب بحقيقة مسؤولياته.. ومُجاملة المُخطئين والمُتقاعسين منهم.. فإنه سيُفاقم المُشكلة.. وسيجعل حلها مُستحيلاً..! إن على إدارة التعاون عدم (التهرّب) من تحمّل المسؤولية ورميها على الغير.. كما فعلت حينما ألغت عقد المدرب السابق.. فلاعبو التعاون يتحمّلون تراجع أداء الفريق.. والإدارة تتحمّل الُجزء الأكبر بمجاملة المُخطئين منهم.. وعدم تطبيق مبدأ الثواب والعقاب معهم.. فالروح لا تعود سوى بالحزم وتطبيق العقاب قبل الثواب..!