مباردة جميلة قدمها الأستاذ أحمد التركي أحد رموز النادي العربي بعنيزة ورؤسائه السابقين.. المبادرة تمثلت بتنظيم لقاء على شرف محافظ عنيزة الأستاذ عبدالرحمن بن إبراهيم السليم, جمع بين منسوبي العربي والنجمة من أجل تعزيز مفاهيم التنافس البناء والروح الرياضية وتفعيل دور الأندية ثقافيا واجتماعيا من خلال مسؤوليتها الاجتماعية. تنطلق المبادرة من كون الرياضة فناً يتضمن الصحة والمتعة والإبداع والعلاقات الاجتماعية وأن الأندية ليست كرة قدم فقط، بل هي مؤسسات اجتماعية تقدم أنشطة وفعاليات وخدمات متنوعة.. الأندية الرياضية ليست منفصلة عن المجتمع.. هي ذات مسؤولية اجتماعية وثقافية وتربوية وينتظر منها المشاركة والمبادرة في التثقيف وحل مشكلات المجتمع سواء كان التعصب الرياضي أو غير ذلك.. وقد عودتنا عنيزة على تقديم المبادرات والأفكار التي تساهم في إثراء الأساليب الإدارية والخدمات الإنسانية والفعاليات الاجتماعية. هذا اللقاء شارك فيه أخوة وزملاء وأصدقاء من العربي والنجمة تجمعهم ذكريات جميلة ومنافسة رياضية خالية من التعصب.. لقاء يبعث رسالة للرياضيين بأن التنافس والإثارة والتشجيع هي أمور طبيعية ومحفز على التطوير وتحقيق الإنجازات والإبداع. أما الأمر غير الطبيعي فهو التطرف في التشجيع والميول إلى درجة إلغاء الآخر وانتقال المنافسة من الملعب، وهي منافسة تتم حسب القانون إلى صراع خارج الملعب بين (مشجعين) يشتركون في صفة التصعب، ويزداد خطر التعصب حين يتحول المشجعون المتعصبون الى إعلاميين يشاركون في حوارات تتم بفكر تعصبي وتتحول إلى مسرحية مخجلة يتفرج عليها الكبار والصغار. الأندية الرياضية ليست رياضة فقط، والرياضة ليست كرة قدم فقط.. نادي النور على سبيل المثال كان له مؤخرا إنجاز وطني متميز حيث حقق بطولة آسيا في كرة اليد وتأهل الى كأس العالم ويستحق الاحتفاء به من كافة أندية المملكة.. وهناك أندية أخرى تتميز بأنشطة مختلفة مثل النشاط الثقافي أو المسؤولية الاجتماعية، وأندية تتخصص في لعبة أو أكثر منعا لتشتت الجهود. أقول ما سبق لأن الأندية غير المصنفة من الأندية الكبيرة بمعيار كرة القدم يمكن أن تكون كبيرة في مجالات أخرى.. العربي والنجمة كان لهما في السابق نشاط مسرحي يمكن أن يعود بالتعاون بين الأندية الرياضية والجهات ذات العلاقة مثل وزارة الثقافة والإعلام ووزارة التعليم. بهذا العمل المشترك تبنى الجسور بين الأندية الرياضية وكافة فئات المجتمع ويكون لها دور ثقافي واجتماعي يساهم في تعزيز التفكير الإيجابي لما له من أثر قوي في حل المشكلات الاجتماعية ومنها التعصب الرياضي. لقد وجه الأستاذ أحمد التركي بمبادرته الجميلة رسالة صادقة للمجتمع الرياضي لنبذ التعصب، ومن حقه على المجتمع الرياضي تقدير هذه المبادرة وتفعيلها بكافه الوسائل. ونتمنى أن تكبر هذه المبادرة وألا تكون مجرد مناسبة عابرة. ولعل العربي والنجمة يحملان هذه الراية من خلال تبني هذه المبادرة وتحويلها الى مشروع وطني ينفذ بالتعاون مع كافة مؤسسات المجتمع ذات العلاقة -وهي كلها ذات علاقة- من أجل إيجاد بيئة رياضية يسودها التنافس البناء، وتعزيز مفاهيم وممارسات الروح الرياضية، وتحفيز الإعلام الرياضي المهني، وتنشئة جيل جديد يحب الرياضة ويمارسها دون تعصب. الأستاذ أحمد التركي.. مبادرتك رائعة من إنسان رائع.. لا يكفي أن نقول لك شكرا... من واجب المجتمع الرياضي أن يتفاعل ويتجاوب ويتبنى المبادرة كمشروع وطني يقدم للعالم نموذجاً يحتذى في الروح الرياضية. وأخيرا؛ أتمنى من رئيس الهيئة العامة للرياضة الأمير عبدالله بن مساعد دعم هذه المبادرة والتفاعل معها عملياً والبناء عليها واثرائها فكرياً وتنظيمياً كمشروع وطني يستحق الاهتمام. [email protected]