أكّد الرئيس التنفيذي لرابطة دوري المحترفين السعودي، محمد النويصر، أن المبادرة الوطنية التي سيشهدها الشارع الرياضي حول نبذ التعصب الرياضي، التي تنطلق خلال الأسبوع المقبل، لن تفرّق بين رئيس نادٍ ومشجع، لأن الهدف واحد. ورداً على سؤال "سبق" حول أسلوب التعاطي في عملية نبذ التعصب مع رئيس النادي والإداريين واللاعبين قبل الجماهير، قال "النويصر": "أدوات وأساليب التوعية متعددة وهؤلاء جزء من المنظومة، وطريقة التعبئة سوف تكون واحدة، والفيصل هو مستوى الوعي لدى الشخص أياً كان".
وأضاف: "متفائلون بتخفيف حدة التعصب القائمة الآن، لأن مجتمعنا مسلم محافظ، يراعي توصيات رسولنا الكريم حول الأخلاق العظيمة".
جاء ذلك خلال توقيع مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني المبادرة الوطنية "فِرقنا ما تفرّقنا" بالتعاون مع رابطة دوري المحترفين السعودي، صباح أمس الخميس، وذلك للحد من ظاهرة التعصب الرياضي، ونشر وترسيخ ثقافة الحوار وسلوكياته في المجال الرياضي.
وأعلن الجانبان "المركز والرابطة" أن هدفهما مواجهة تداعيات أوجه التعصب الرياضي كافة والحد منه في الملاعب الرياضية السعودية، لإبراز الصورة المشرقة للمجتمع ومواكبة المكانة المميزة التي وصلت إليها الرياضة السعودية على الأصعدة كافة.
وكشف عن تفاصيل "الهَمّ الوطني" في المؤتمر الصحفي الذي أقيم على هامش حفل توقيع الاتفاقية في مدينة الرياض بمقر أكاديمية الحوار للتدريب واستطلاعات الرأي العام، بحضور الأستاذ فيصل بن عبد الرحمن بن معمر، نائب رئيس مجلس الأمناء، والأمين العام للمركز، والدكتور فهد بن سلطان السلطان، نائب الأمين العام للمركز، والأستاذ محمد بن عبدالله النويصر الرئيس التنفيذي لرابطة دوري المحترفين السعودي، وممثلي أندية، ورياضيين، ووسائل إعلام.
وأكّد "ابن معمر" أهمية المبادرة، متمنياً أن تحقق أهدافها وتسهم في تعزيز مفاهيم الحوار بين أطياف المتنافسين كافة في القطاع الرياضي.
وقال: "المبادرة تأتي في إطار جهود المركز المستمرة في تقديم وإيجاد مبادرات مجتمعية لمعالجة القضايا كافة التي تمس النسيج المجتمعي. والمركز يحضر منذ مدة بالتعاون مع الرابطة لإطلاق هذا المشروع بالتعاون مع الأطراف المعنية كافة".
وأضاف: "فِرقنا ما تفرّقنا" مبادرة وطنية تؤكّد قيم الحوار والتلاحم الوطني للحد من مظاهر التعصب الرياضي من خلال برامج وفعاليات وأنشطة متكاملة بما يحقّق ويعزّز المصلحة العامة للرياضة مع التمسّك بالثوابت الوطنية، وأن المبادرة تهدف إلى ترسيخ قيم الحوار وسلوكياته ليصبح أسلوباً للتعامل مع جميع القضايا المجتمعية".
وأردف: "الهدف هو نشر مبادئ الروح الرياضية والتنافس الشريف داخل الوسط الرياضي، وإبراز الطابع الأخلاقي المتميز لدى المهتمين بهذا المجال، ومعالجة السلوكيات الخاطئة الناتجة من التعصب وطرحها من خلال برامج المبادرة وفعاليتها، وذلك لتحفيز دور متابعي الرياضة بميولهم كافة في جانب المسؤولية الاجتماعية لإبراز تاريخ الرياضة السعودية المشرف بالمنجزات في جميع المناشط الرياضية".
من جانبه؛ وصف الرئيس التنفيذي لرابطة دوري المحترفين السعودي محمد النويصر، إطلاق المبادرة ب "المرحلة" الانتقالية نحو رياضة سعودية دون تعصب "على حد تعبيره"، مشيراً إلى أنه سيتم التركيز خلال المرحلة القادمة على الجماهير الرياضية فيما تبقى من جولات دوري عبداللطيف جميل لكرة القدم، وتوجيه رسائل توعوية للشباب والجماهير الرياضية في الملاعب.
وقال "النويصر": "المركز والرابطة سينظّمان عدداً من الدورات التدريبية على حقيبة الحوار الرياضي، وتأهيل عدد من المدربين المعتمدين في مجال الحوار الرياضي، وتنظيم قوافل للحوار لنشر ثقافة الحوار وتعزيزها بين أوساط الشباب، وبث عدد من الرسائل والبرامج الإذاعية والتلفزيونية للتوعية بمخاطر التعصب الرياضي في المجتمع، وإقامة عدد من المقاهي الحوارية للشباب في النوادي الرياضية".
وأضاف: "البرامج ستشمل ورش عمل لقاءات حول ظاهرة التعصب الرياضي وإطلاق حقيبة تدريبية رياضية متكاملة، لتعزيز المشاركة المجتمعية في محاربة التعصب الرياضي والاحتقان الناجم عنه بصفته من الظواهر السلبية التي تؤثر في المجتمع".
وأردف: "الرياضة بشكل عام وكرة القدم على وجه الخصوص تعد مجالاً خصباً للارتقاء بمفاهيم الروح الرياضية وتكريسها في نفوس الجماهير والناشئة، فالرياضة في الأساس تقوم على التعامل بالقيم الإنسانية، وعلى أساس احترام الآخر والاعتراف بقواعد الأخلاق العامة والروح الرياضية، وبإمكان الرياضة ربط عديد من الناس مع بعضهم بعضا رغم اختلافاتهم الثقافية والاجتماعية، لذلك تعتبر واحدا من أهم الجسور بين الثقافات".
وتابع: "الرياضة تعدّ من أهم المقومات التي تساعد الأجيال الناشئة على فهم الواقع بصورة إنسانية وحضارية والتعامل معه بطريقة راقية يقوم على أساس احترام الخصم".
جدير بالذكر أن مركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، أطلق عدداً من المبادرات لمواجهة موضوع التعصب الرياضي في المجتمع السعودي، من خلال عدد من البرامج والمشاريع الخاصة بالشباب، كما أبرم المركز عدداً من مذكرات التفاهم والشراكات مع بعض الجهات المعنية بموضوع الرياضة، التي يمكن أن تسهم مع المركز في الحد من تداعيات موضوع التعصب الرياضي.