(ظن العاقل خيرٌ من يقين الجاهل) فعلى غير هدى تتأرجح الأسواق النفطية العالمية وسط حالات عدم الرضى تجاه التعنّت من قِبل إيران والعراق اللتين لم تبديا توافقاً إيجابياً مع منهجية تثبيت الإنتاج النفطي. أشار عددٌ من الخبراء بالأسواق النفطية إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي قد نجحوا في الوصول إلى تقارب حقيقي بين وجهات النظر مع الجانب الروسي، مؤكدين ضرورة التعاون، من أجل الوصول إلى قرار جماعي مشترك يساهم في إعادة التوازن للأسواق النفطية. وبينّوا أن تعاون بقية الأعضاء من "اوبك" مهم خلال الفترة المقبلة ؛ لتعزيز الأسعار وإعادة الأسواق لتوازنها المطلوب. يقول كامل الحرمي -محلل نفطي مستقل- أعقب الاتفاق الأخير الكثير من التوجهات التي تسعى إلى تعزيز أسعار النفط من خلال الاجتماعات الثنائية المتعددة ؛ لتحقيق الاستقرار المنشود. وأوضح الحرمي أن المنتجين لم يتوصلوا بعد إلى الطريقة المثلى التي تحقق التوازن للأسواق العالمية، كذلك الكيفية حول توزيع الخفض بين دول منظمة الدول المصدّرة للنفط "أوبك"، كما أن هنالك تخوفاً من عدم الوصول إلى اتفاق فعلي حول هذا الأمر، باستثناء السعودية وروسيا اللتين تؤيدان الخفض والتثبيت. وذكر الحرمي أنه قد يصدر قرار المنظمة بتثبيت الإنتاج أو خفضه خلال الفترة القادمة؛ وذلك لمعرفة مدى تمكن إيران والعراق من تحقيق قدرتهما الإنتاجية وهي فترة تجربة قد تليها زيادة حصصهما الإنتاجية. وأضاف إن دول مجلس التعاون الخليجي قد نجحت في تقريب وجهات النظر مع روسيا، وإيجاد أرضية مشتركة فيما بينهم، وأن الوفاق بين دول مجلس التعاون الخليجي وروسيا سيسهم في فتح مرحلة جديدة تقود فيها السعودية إدارة الأسواق النفطية العالمية؛ لتسترد فيها الأسعار قوتها السابقة على مراحل مختلفة، ممّا يحتّم ضرورة تعاون بقية أعضاء المنظمة لإنجاح الأمر والحفاظ على توازن الأسواق، حيث أن الوضع الراهن حالياً يستلزم تمرير قرار جماعي ملزم للكل. من جهته قال المدير التنفيذي لشركة إنيرجي أوتلوك أدفايزرز بالولايات المتحدة الأميركية الدكتور أنس الحجي الدور الفاعل لمنظمة "أوبك" حالياً هو إعداد البحوث الخاصة بالأسواق النفطية العالمية، وليس لها دور حقيقي، لذلك لست متفاجئا من موقف إيران والعراق، فلو توصلت المنظمة لاتفاق فهو شيء، والالتزام به شيءٌ آخر. كامل الحرمي د. أنس الحجي