جددت الحكومة الشرعية في اليمن تمسكها بمرجعيات المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني الشامل وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة وخاصة القرار 2216، لتحقيق سلام دائم وشامل في البلاد. وأكد رئيس الحكومة اليمنية أحمد عبيد بن دغر، خلال لقائه الليلة الماضية في مدينة الرياض، سفير بريطانيا لدى اليمن ادموند فيتون براون، أن أي "مشروعات تسويه لا تستند لتلك المرجعيات لا يمكن أن تحقق سلامًا دائمًا وشاملاً في اليمن ينهي معاناة الشعب اليمني الذي تسبب بها انقلاب مليشيا الحوثي وصالح على الشرعية الدستورية في البلاد". وثمن بن دغر وفقًا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية، الجهود التي تبذلها بريطانيا في إطار المشاورات الأممية واللجنة الرباعية في وضع الأسس السليمة لإنهاء الانقلاب وعودة الشرعية طبقًا للمرجعيات الثلاث المذكورة. وبحث الجانبان خلال اللقاء المستجدات السياسية والاقتصادية والإنسانية، والخطوات والإجراءات التي قامت بها الحكومة اليمنية من أجل تطبيع الحياة في المحافظات الخاضعة لإدارتها ونقل البنك المركزي إلى العاصمة المؤقتة عدن. من جانبه جدد السفير البريطاني دعم بلاده للشرعية الدستورية في اليمن، موضحًا أن المجتمع الدولي يعمل مع المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد لإيجاد حل ينهي معاناة الشعب اليمني. وأشاد السفير بالجهود الكبيرة التي تقوم بها الحكومة اليمنية، في محاربتها لتنظيمي القاعدة وداعش، وتطبيع الحياة في المحافظات المحررة من مليشيات الحوثي وصالح الانقلابية. إلى ذلك أكدت الحكومة اليمنية أن التزاماتها المالية ستشمل جميع المحافظات في البلاد، بما فيها تلك الخاضعة لنفوذ الانقلابيين. ونفى مصدر مسؤول في مكتب رئيس الحكومة، أنباء عن أن التزامات الحكومة، وخصوصاً فيما يتعلق بصرف مرتبات موظفي الجهاز الإداري للدولة، ستقتصر على المناطق التي تقع تحت إدارتها. وأشار المصدر إلى أن تلك الأنباء عارية عن الصحة وتهدف لإثارة البلبلة في أوساط السكان، مجددًا حرص الحكومة على رعاية وخدمة السكان في كل محافظات البلاد دون استثناء. وقال المصدر في تصريحه الذي بثته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية الليلة الماضية: "إن الحكومة ملتزمة بدفع مرتبات موظفي الدولة المدنيين والعسكريين والوفاء بالتزامات الحكومة الداخلية والخارجية بشكل كامل وغير منقوص". إلى ذلك شهدت ثلاث مدن يمنية أمس تظاهرات حاشدة تعبيراً عن رفضها لخارطة الطريق المقدمة من المعبوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ. ففي مدينة تعز، جنوب غربي اليمن، شارك آلاف الأشخاص في تظاهرة حاشدة بشارع جمال وسط المدينة، معبرين عن رفضهم لخارطة الطريق. ورفع المتظاهرون صورًا للرئيس عبدربه منصور هادي، ولافتات أخرى كتب عليها أن تعز تحتشد رفضاً للخارطة الأممية وتأييدا للسلطات الشرعية. وقال الناشط الإعلامي في تعز، أحمد عادل الصهيبي لوكالة الأنباء الألمانية إن المتظاهرين عبروا عن رفضهم لخارطة الطريق المقدمة كحل للأزمة اليمنية من قبل ولد الشيخ، وعبروا عن مساندتهم للسلطات الشرعية في البلاد بقيادة الرئيس هادي. وأضاف أن "المتظاهرين دعوا القوى السياسية اليمنية إلى دعم المقاومة الشعبية في مواجهة الحوثيين والقوات الموالية في الجبهات المشتعلة". كما دعا المتظاهرون السلطات الشرعية في البلاد وقوات التحالف العربي، إلى العمل على سرعة الحسم العسكري وتحرير البلاد من الحوثيين والقوات الموالية لهم، حسب الصهيبي. وفي مدينة مأرب، شرقي البلاد التي توصف بعاصمة المقاومة، شارك المئات من المتظاهرين بينهم عدد من العسكريين، معبرين عن رفضهم لخارطة الطريق الأممية. ورفع المتظاهرون صوراً للرئيس عبدربه منصور هادي، ولافتات تدعو إلى إنهاء الانقلاب في البلاد وتعبر عن مساندتها للسلطات الشرعية والتحالف العربي. وقال بيان صادر عن التظاهرة "نرفض رفضاً قاطعاً خارطة الطريق الأخيرة التي قدمها ولد الشيخ، التي تجاوزت مرجعيات الحوار المتمثلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني والقرار الأممي رقم 2216". ودعا البيان "الأممالمتحدة إلى إنها انقلاب الحوثيين في اليمن، ودعم السلام والأمن الدوليين"، مؤكدا التمسك بشرعية الرئيس هادي وأن المساس بها خط أحمر، مع رفض أي شرعية للانقلاب الذي يخلق المزيد من الفوضى. وفي ساحة العروض في العاصمة المؤقتة عدن، خرج الآلاف في تظاهرة حاشدة للتعبير عن رفضهم لخارطة الطريق الأممية، حسب مصادر محلية. ورفع المتظاهرون لافتات كتب عليها "لا للمبادرات التي تشرعن الانقلاب" و" نرفض المؤامرات والمساومات"، في إشارة إلى خارطة الطريق الأممية التي تدعم الحوثيين وصالح.