كسب المنتخب السعودي للشباب، قلوب الملايين في الشارع الرياضي بعد أن أظهر وجهاً جميلاً يشع نظارة وبياضاً، خلال مشاركته في منافسات كأس آسيا 2016، في البحرين، والتي حصل فيها على بطاقة مونديالية إضافة إلى وصافة القارة الصفراء، خلف منتخب اليابان البطل المتوج. موقعة النهائي، وقف فيها عاملا الحظ والتوفيق الند للند، لنجوم "الأخضر" الشاب" والذين استحقوا انتزاع الكأس من المنصة، إلا أن رياح ركلات الترجيح أبت ذلك، وعبست في وجهنا هذه المرة. مكاسب عدة، حصلت عليها الكرة السعودية، من هذه المشاركة، أولها زف البشرى ببزوغ نجوم شابة ستقدم الكثير في قادم الأيام بإذن الله، وثانيها تزامن هذا التميز مع عودة "الأخضر" الكبير لواجهة المنافسة الحقيقية في تصفيات المونديال، وثالثها ولادة جهاز فني سعودي متميز يقوده الكابتن سعد الشهري ومساعده صالح المحمدي. هذه المكاسب العديدة، تعد كالأشجار المثمرة، التي تستحق العناية الفائقة لجني محصولها في المستقبل، وتلك العناية تقع على عاتق صناع القرار في الرياضة السعودية بشكل عام، ومن بعدهم مسيرو كرة القدم المحلية بشكل خاص، والذين بكل تأكيد لا يريدون تكرار تجربة منتخب 2011، الذي شارك في كأس العالم للشباب بكولومبيا، وقدم مستويات رائعة، لم تنعكس على الواقع في المستقبل.. اختفى بعض نجوم ذلك الجيل، وتراجعت مستويات آخرين، وانغمس بعضهم في الملايين دون توجيه صحيح وإرشاد أبوي من قبل أصحاب الخبرة والدراية. "الرياض" ومن خلال مصادرها الخاصة حصلت على معلومات تفيد بأن الإدارة الفنية بالاتحاد السعودي لكرة القدم، قد رفعت مطالبها بضرورة أن يتواجد نجوم هذا المنتخب في قائمة ال30 لاعبا في أنديتهم خلال الفترة المقبلة، مع فرض مشاركتهم في بطولات الكأس، حتى يكتسبوا مزيداً من الخبرة والتواجد بين النجوم الحاليين، مما سينعكس إيجاباً على مستقبلهم الكروي. ومن خلال بحث سريع في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر"، الذي أعطى "الأخضر" الشاب حقه من عبارات المديح والثناء، قدّم البعض من المتابعين بشكل جيد لتفاصيل الكرة العالمية عدداً من المقترحات أمام صناع القرار في الكرة السعودية، رصدتها "الرياض" لكم. في البداية طرح "محمد بن أحمد" اقتراحاً بإعطاء النادي مكافأة مالية في حال إشراكه لأحد نجوم منتخب الشباب الحاليين ضمن تشكيلته الرسمية في الفريق الأول، وقال: "لو كنت مسؤولا عن إعداد منتخب الشباب لمونديال كوريا 2017 لوضعت مكافأة لكل فريق يشرك لاعبه الشاب الدولي مع الفريق الاول في المباريات الرسمية". أما "فهد الثنيان" فذهب إلى ماهو أبعد من ذلك حين تحدث عن التجربة الألمانية في وضع مشابه لما يحدث مع "الأخضر" الشاب حالياً بقوله: "في المانيا بداية الألفية كان الزاما عليهم 8 لاعبين في القائمة من الفئات السنية، وكل سنة تصعيد عدد معين من الفئات السنية.. بشكل إجباري". وأكمل حديثه بتأكيده على أن هذا المشروع يحتاج إلى عشر سنوات من العمل، حتى تتعود الأندية ويصبح كخط الإنتاج يصب في مصلحة المنتخب في النهاية. من جانبه، حذّر محمد العصيمي من تكرار تجربة فشل جيل 2011، ووضع نقطتين جوهريتين يرى بأنه يجب النظر فيها جدياً لاكتمال نجاح العمل الحالي، وهي تخفيض العقود الفلكية بمقابل فني ضعيف الثانية: دعم تجربة الاحتراف الخارجي". تلك عينات إيجابية طرحتها "الرياض"، تعكس مدى اهتمام الشارع السعودي بمنتخب وطن شرف الملايين في محفل قاري، وغيرهم الكثير ممن يجب النظر في مقترحاتهم والبحث فيها بشكل جدي.