أكد قائد المنتخب السعودي، قائد فريقي الشباب والنصر السابق فؤاد أنور أن اسمه وتاريخه لا يسمحان له بالتوسل لطلب إقامة مهرجان اعتزاله، مشدداً على أن الأمر مرتبط بإدارة نادي الشباب ومحبيه، مشتكياً من الجحود الذي أصاب مسؤولي الأندية حول اللاعبين القدامى. وتحدث أنور في حوار ل"الوطن" عن كثير من الأمور التي تخصه وشجون وقضايا تخص نادييه السابقين كلاعب في الشباب وإداري النصر، مرجعاً غياب المنتخب السعودي الأول عن نهائيات المونديال الأخير إلى غياب الإستراتيجية الواضحة وخطط العمل للمنتخب، والثقة الزائدة التي كان عليها مدربه السابق البرتغالي جوزيه بيسيرو ولاعبيه. نراك بعيداً عن نادي الشباب على الرغم مما حققته من إنجازات وصلت إلى 12 بطولة؟ ما زلت محباً للنادي، ومتى ما طلب مني العمل سأكون حاضرا، يمكن أن تكون إدارته بحاجة لشخص آخر غير اللاعب السابق به، فقد يوجد شخص مقرب أو محب لمسؤولي النادي في العمل به، واللعب في الفريق ليس شرطاً للعمل فيه بعد الاعتزال. ألم يعرض عليك العمل في النادي بعد الاعتزال؟ عملت في النادي عام 1425 ولخمس سنوات، وأغلب اللاعبين الموجودين حالياً أشرفت عليهم ثلاث سنوات، وهم الآن يمثلون المنتخب السعودي أمثال حسن معاذ وعبدالله الشهيل ووليد عبدالله وسند شراحيلي وفيصل السلطان وعلي عطيف، وكذلك أحمد وعبده عطيف، كما تشرفت أيضا بالعمل في نادي النصر والرياض. يشتكي اللاعبون جحود بعض المسؤولين الرياضيين ويدللون بتغييب مهرجانات تكريمهم؟ الجحود يعاني منه معظم اللاعبين القدامى في جميع الأندية، على الرغم من الإنجازات التي حققوها مع تلك الفرق التي دافعوا عن ألوانها سنوات، والجحود سمة هنا، وفي العالم العربي والخليج هناك وفاء للاعبين القدامى، ولن أذكر أوروبا لأننا نختلف عنها كثيراً، ومن باب أولى أن يكون الوفاء لدينا في بلد الإسلام والحرمين، لكن الغريب أنه كل فترة يظهر أحد اللاعبين ليشتكي الجحود، هؤلاء خدموا الكرة السعودية، ولا بد من مكافأتهم سواء من الأندية أو الاتحادات، فأكثر من 15 سنة يضيعها اللاعب بين الأندية والمعسكرات والمنتخبات، ولا بد أن يجد مكافأة في النهاية. ماذا عن مهرجان اعتزالك تحديداً؟ لا أحب التطرق لهذا الموضوع، لأنه ليس بيدي بل بيد مسؤولي نادي الشباب ومحبيه، والمفترض أن يطالبوا هم بمهرجان لتكريمي، فقد قدمت ما علي وحققت الإنجازات، ووقفت مع الفريق بعد الاعتزال، والمبادرة هنا تأتي منهم وليس مني. شخصيا لن أطالب بذلك، فتاريخي واسمي وما قدمته للكرة السعودية، لا تسمح لي بالخروج عبر وسائل الإعلام للتوسل بموضوع الاعتزال. تحول الشباب من المدرسة اللاتينية إلى الأوروبية بالتعاقد مع البلجيكي ميشيل برودوم.. كيف ترى التغيير؟ كرة القدم تتجه حالياً إلى أوروبا دون تقليل بالكرة اللاتينية الأقرب للكرة السعودية خصوصاً البرازيلية، والمدربون البرازيليون المبدعون نادرون، عكس الأوروبيين الموجودين بوفرة، لذلك التوجه التدريبي إلى أوروبا صحيح. ولا أستطيع الحكم على التعاقد مع برودوم رغم سجله التدريبي الحافل، لأن فلسفة المدربين قد تنجح في مكان وتفشل في آخر، ناهيك عن أنه قد لا ينسجم مع الكرة السعودية وأجوائها، ونتمنى أن يكون ابن جلدته إيريك جيريتس قدوة له. ما رأيك في استغناء الشباب عن اللاعب علي عطيف على الرغم من موهبته الكبيرة؟ هذه حال كرة القدم، وعلي عطيف سيكون مكسباً لأي ناد يظفر به، وفنياً أعتبره لاعب جيد، والأسباب التي جعلت الشباب يستغني عنه أنا بعيد عنها ولا أعلم عنها شيئاً. المنتخب الأول مقبل على تصفيات مونديال البرازيل، بعدما غاب عن نهائيات جنوب أفريقيا، ما هي العوائق التي منعت ظهوره في المونديال الأخير برأيك ويجب أن يتجنبها في التصفيات المقبلة؟ عدم التأهل للمونديال الماضي أتمنى أن يكون درساً، من أسبابه عدم الاستعداد الجيد، ولم تكن هناك استراتيجية واضحة للمنتخب، وكان هناك أيضاً ثقة زائدة من المدرب السابق البرتغالي جوزيه بيسيرو واللاعبين الذين يتحملون جزءاً كبيراً من النكسة، فثقتهم المفرطة حالت دون التأهل. هل أثرت الثقة المفرطة في ظهور الأخضر بشكل سيئ في النهائيات الآسيوية الأخيرة؟ كان هناك ثقة زائدة من اللاعبين أن مجموعة تتضمن سورية والأردن واليابان قد يتجاوزها المنتخب بسهولة عدا مباراة اليابان التي سيواجه خلالها الأخضر نداً قوياً، وهذا خطأ، وأتمنى أن نكون استفدنا من الدرس، لأن هناك منتخبات بدأت تتطور، وخير شاهد كوبا أميركا الماضية التي شهدت خروج الأرجنتين والبرازيل مبكرتين، مع وصول منتخبين لدور الأربعة بالرغم من عدم امتلاكهما للتاريخ (فنزويلا والبيرو)، فكرة القدم لعبة جماعية، وليست فردية، وليست بالأسماء، نعم الأخضر منتخب قوي، لكن لا بد من احترام الخصم. ما توقعاتك للمجموعة التي ضمت عمان وتايلاند وأستراليا إلى جانب الأخضر في التصفيات المقبلة؟ أتمنى أن نحترم جميع المنتخبات، ونستعد لها دون تقليل بأي منتخب، وألا نسمع مقولة (المجموعة محسومة للسعودية وأستراليا)، فالمنتخب العماني حقق كأس الخليج أمام الأخضر قبل عامين، وتايلاند فريق متطور وخطير خصوصاً على أرضه، فأتمنى من اللاعبين احترام جميع المنافسين، وعلينا أن نبني فريقاً للمستقبل ليس للتصفيات بل لنهائيات البرازيل. ما الفرق بين الجيل السابق والحالي من اللاعبين.. القدامى لم يحصلوا على مقدمات عقود ومبالغ طائلة عكس الحاليين، ومع ذلك النتائج الحالية أسوأ للمنتخبات والأندية؟ الفرق في طريقة تفكير اللاعبين، اللاعب في أوروبا يأخذ مبالغ طائلة، ورغم ذلك تكون دافعا له ولا يتراخى، فالأرجنتيني سيرخيو أجويرو ذهب لمانشستر سيتي بمبالغ طائلة ولن يمنعه هذا من الإصرار على تقديم المستويات، أما المحلي فيأخذ مثلاً 10 ملايين ريال تكون كفيلة بتغيير نوعية تفكيره، ويقل لديه الطموح الذي كان عليه قبل تسلمها. ما الحل إذا؟ أنا معجب بنظام إدارة الهلال القاضي بعدم استلام اللاعب المبلغ كاملاً، فجزء من المبلغ يستلمه في البداية، والجزء الأكبر يستلمه للاعب عبر الرواتب، ويكون هناك حسم دون مجاملات، فلا يكون هناك لاعب قريب من رئيس النادي أو الإدارة، ولا توجد معاملة خاصة. الشباب أقر ما ذكرت العام الماضي في لوائحه الداخلية وحصل أن تذمر اللاعبون من ذلك بقوة، وتعاطف الإعلام معهم؟ النظام هو الذي يحفظ حقوق النادي واللاعب ويطور مستوى الكرة، فالأندية لديها إدارات ينبغي على اللاعب تنفيذ أوامرها، وهي تضع أنظمة تطور عملها، وتنظر لمصلحة كل الأطراف بما يضمن استمرار اللاعب في العطاء من خلال تجزيء العقود على الرواتب حسب العقد المبرم بين الطرفين، وسبق أن وقعت أندية عدة في متاعب لأنها سلمت اللاعبين مستحقاتهم ومقدمات عقودهم لكن مستوياتهم تراجعت بعد ذلك حتى وصل الأمر حد الاستغناء عنهم. في اللاعبين الذين تعاقبوا بعدك، هل وجدت في الكرة السعودية خليفة لك؟ أنا ضد تشبيه اللاعبين بفؤاد أنور أو غيره، فكم من لاعب ظهر شبه بماجد عبدالله وسامي الجابر وفهد الهريفي ومحمد نور، وبالتالي حمّل أكثر من طاقته، إذا لا داعي للتشبيه، فترك اللاعب وعدم مقارنته بالنجوم يخفف عليه الضغط ويجعله يبدع. ومن المحتمل أن يكون أفضل من النجوم السابقين، وتحميله العبء مع صغر سنه عبر مقارنته بلاعبين لهم تاريخ طويل ليس في مصلحته، والأسطورة العالمية الأرجنتيني دييجو مارادونا لم يظهر من يشبهه، وكذلك البرازيلي بيليه. لديك تجربة ممتدة منذ عامين مديراً للكرة في نادي الرياض، ما تقييمك لها؟ أكثر من جيدة، وهذا ليس مجاملة، فالأرقام تعبر عن هذا النجاح، فمع استلام الإدارة السابقة للفريق كان مهدداً بالهبوط لدوري الثانية، ومع قرار زيادة أندية الدرجة الأولى ثبت، وخلال ثمانية أشهر عاد للمنافسة على الصعود لدوري الأضواء، وهذا دليل على التجربة الناجحة ليس لي بل للإدارة كلها، وعلى رأسهم رئيس النادي السابق تركي البراهيم الذي قدم ماله وجهده ووقته، مع التفاهم التام بين الإدارة والفريق، لذلك من الصعب تعويضه. ما رأيك باستغناء الشباب عن اللاعب عبده عطيف رسميا؟ لا أحد يختلف على إمكانات عبده الفنية والمهارية فهو لاعب كبير قدم للشباب والمنتخب السعودي مستويات مميزة، وكنت أتمنى أن يبقى في النادي الذي احتضنه لسنوات عدة، ولكن يبدو أن المدرب لم يكن يحتاجه لاقتناعه بعدد من اللاعبين ليس لعبده مكان بينهم، وأيضا يبدو أن هناك مشكلة بين اللاعب والإدارة غائبة عن الإعلام. لكن جاء بين ثنايا بيان الإدارة أن الإدارة تهدف إلى الاستقرار داخل الفريق والابتعاد عن المشاكل، ما يدل على أن الاستغناء لم يكن فنيا أو طبيا أو لياقيا؟ أنا بعيد جدا عن ما يحدث في الشباب، وكان على المدرب والإدارة احتواء المشكلة وعدم التفريط بعبده والذي يعد مكسبا كبيرا لأي ناد يتعاقد معه.