كلنا يعلم أن الكهرباء هي عصب الحياة وبدونها لا يمكن العمل أو السفر أو العلاج، بعد خبرة 18 سنة في مجال الكهرباء وتمثيل منشأه حيوية في هذا المجال، كصيانة وتشغيل، والتواصل مع شركة الكهرباء، سوف أسرد خلاصة سنوات الخبرة. فمثلا انقطاع الكهرباء عن المطار سوف يؤخر الرحلات وربما يلغيها، ولن تستطيع أي طائرة الهبوط أو الإقلاع إذا لم يوجد كهرباء في المطار ومرافقه مثل برج المراقبة، عند إذ يستحيل توجيه وتنظيم حركة الطائرات ولن تستطيع الإقلاع أو الهبوط، ولن يستطيع المسافرون الانتظار في صالات بدون تكييف ولا الموظفون، كذلك يتوقف عمل الجوازات ولا يستطيع أحد السفر، والجمارك أيضاً تتوقف أجهزة التفتيش، سيور العفش، وأيضا الرادارات.. ببساطة يتعطل وينشل كل شيء. ولاشك أن الانقطاعات تحدث في أكبر مطارات الدول المتقدمة، فمثلا في 16 أغسطس 2016 حدث انقطاع في الصالة رقم 8 في مطار جون كيندي نيويورك فتسبب في تأخر وتأجيل العديد من الرحلات، أيضاً في تاريخ 28 مارس 2016 انقطع التيار الكهربائي عن مطار الكويت وتسبب ذلك بتأخير رحلات.. وفي تاريخ 2005 انقطع التيار الكهربائي عن مطار دبي ولم تتأثر حركة المسافرين ولا الرحلات وذلك لعمل جميع المولدات الاحتياطية وتغطية كل الأماكن بالتغذية الذاتية عن طريق المولدات الاحتياطية، هنا نستلهم الإبداع في العمل في مطار دبي. إذا تكرر الانقطاع وتسبب في تأخر الرحلات والمسافرين، فهذا يعني وجود إدارة لا تطور ولا تساهم في التغيير نحو الأفضل ولا الاستفادة من الدروس ولا من تجارب الغير. ودائما تتكرر في المطارات الدولية، ولكن المهم هو عمل تحليل دقيق لكل مطار عن مخاطر الانقطاع وعمل خطط و إجراءات دراسة المخاطر لتفادي الانقطاع، والخطط البديلة وتدريب العاملين ووضع الكفاءات والخبرات فقط في مناصب اتخاذ القرار، وذلك لتمكين المطارات من العمل بصورة صحيحة وبدون حدوث انقطاع، ولو حدث يجب أن لا يشعر به أحد من العاملين أو المسافرين، وذلك بعمل تجهيزات خاصة تساهم في ذلك. لذا يجب أن يعرف الجميع أن الانقطاعات تحدث في أي مكان، ويجب أيضاً على المسافرون تقدير الظروف التي قد تحدث في أي مطار أو منشأة إذا حصلت بسبب ظروف خارجة عن الإرادة وبدون تقصير من أحد. الأسباب في وجهة نظري يجب تقسيمها إلى ثلاثة أسباب: الأول وتتحمله شركة الكهرباء كلياً، وهو عند الانقطاع الكلي الفجائي أو عند التذبذب الفجائي للجهد نتيجة فقد أحمال في الشبكة، فيتغير الجهد إما بالزيادة أو النقصان فيحصل أن تحس أجهزة الحماية بالتغيير في الجهد فتعمل على فصل المفتاح الرئيسي لحماية المنشأة من زيادة الجهد الذي يسبب تعطل للأجهزة لو سمح له مفتاح الحماية، كثيراً اقرأ دفاع شركة الكهرباء عن نفسها عند انقطاع الكهرباء عن مطار الملك عبد العزيز بالقول أن المشكلة والسبب في انقطاع الكهرباء هو داخلي أي أن شركة الكهرباء ليس لها علاقة بالسبب ولكن الحقيقة هي أن السبب صحيح داخلي، ولكن بسبب عدم ثابت الجهد وتغيره من شركة الكهرباء، مما يجعل المفاتيح الداخلية تعمل على فصل الكهرباء، من هنا يجب أن نقول السبب هو شركة الكهرباء وذلك لان جودة الكهرباء ليست على الوجه المطلوب. الحلول: اتباع المواصفات العالمية في مجال هندسة الكهرباء والمولدات الاحتياطية وملحقاتها حيث إنها عصارة أهل الخبرة وكذلك تجارب سابقه تم الاستفادة من دروسها. القيام بعمل تجربة فعلية لانقطاع الكهرباء شهريا لانقطاع الكهرباء ولو لنصف ساعة للتأكد من جاهزية فريق العمل والمولدات الاحتياطية وعملها عند الحاجة إليها. كذلك يجب على القسم المختص في المطار بتركيب جهاز يسجل على مدار 24 ساعة الجهد ومتابعته على مدار الساعة، وإبلاغ شركة الكهرباء عند أي تذبذب وذلك لتعديل الوضع قبل أن تعمل مفاتيح الحماية وتفصل الكهرباء. كذلك شركة الكهرباء يجب عليها زيادة عدد المراقبين ووضع حد معين للجهد لا يسمح بالنزول عنه أو الصعود أما السبب الثاني فهو إما أحوال جوية سيئة تتسبب فيها الصواعق أو الأمطار والرياح، فيما يأتي الثالث بسبب شركات أو أقسام الصيانة والتشغيل في الجهات المعنية وعدم عمل الصيانة الدورية على مفاتيح الكهرباء الرئيسية وذلك للتكلفة العالية، ولتوفير المصاريف وزيادة الأرباح، وهنا يأتي دور المسؤول الفاهم والمتخصص وليس فاقد الشيء، ففاقد الشيء لا يعطيه.